تُعد الجروح من أكثر الإصابات شيوعًا في حياتنا اليومية، سواء كانت نتيجة للعوامل البيئية، مثل: الإصابات والخدوش، أو ببساطة تأتي عند ممارسة الأنشطة اليومية. وغالبًا ما يتماثل الجرح للشفاء بسرعة بدون أي تدخل طبي، ومع ذلك هناك حالات تتطلب الجروح رعاية طبية واللجوء إلى الخياطة.

يعتمد قرار حاجة الجرح إلى الخياطة على عدة عوامل، تشمل حجم الجرح، وعمقه، ومكان الجرح، وكمية النزيف، وسبب الجرح. يعرض هذا المقال هذه العوامل بشكل مفصل لفهم متى يحتاج الجرح إلى خياطة كإجراء ضروري.

متى يحتاج الجرح إلى خياطة؟

يعتمد تحديد ما إذا كان الجرح يحتاج إلى خياطة على مجموعة من العوامل، ومختص الرعاية الصحية المسؤول عن الحالة هو المخوّل الأول بتقدير متى يحتاج الجرح إلى خياطة، ويقوم باتخاذ هذا القرار بناءً على العوامل الآتية:

حجم وعمق الجرح

حجم الجرح وعمقه هما العاملان الحاسمان في تقدير ضرورة الخياطة من عدمها، بشكل عام إذا كان الجرح أعمق أو أطول من 2.54 سم فقد تكون الخياطة ضرورية. وبشكل مؤكد فإن الجروح العميقة التي تظهر الأنسجة الدهنية أو العضلات أو العظام تتطلب تدخلًا طبيًا وخياطة محكمة لضمان الإغلاق السليم وتعزيز عملية الشفاء. [2]

النزيف الشديد

النزيف الشديد من الجرح يُعد مؤشرًا قويًا على ضرورة الخياطة، هذا يعني أنه من ضمن إجابة سؤال متى يحتاج الجرح إلى خياطة؟ فإذا استمر النزيف حتى بعد محاولة ممارسة الضغط المباشر على الجرح لمدة 10 دقائق فإن هذا يدفع الطبيب المختص إلى القيام بخياطة الجرح. يمكن أن يكون النزيف المستمر علامة على تلف أو قطع الأوعية الدموية، بما في ذلك الشرايين، مما يستدعي تدخلًا سريعًأ من الطبيب للسيطرة على النزيف ومنع المضاعفات المحتملة. [2][3]

موقع الجرح

موقع الجرح هو عامل آخر يجب مراعاته عند تحديد ضرورة الخياطة. الجروح التي تحدث على المفاصل أو بالقرب منها غالبًا ما تتطلب الخياطة، خاصة إذا تسببت حركة المفصل في فتح الجرح، إذ إن هذه الأنواع من الجروح تزيد من مخاطر تلف الأربطة أو الأوتار، مما يجعل الإغلاق السليم ضروريًا للتعافي. [2]

علاوة على ذلك يجب أن يتم تقدير حاجة الجرح للخياطة بعناية للجروح التي تحدث على الوجه، والشفاه، والجفون، والأعضاء التناسلية، وأي منطقة مكشوفة من الجسم. فالجروح على الوجه، بشكل خاص، تستدعي اهتمامًا دقيقًا نظرًا لتأثيرها على مظهر المريض. [2][3]

سبب الجرح والعدوى المحتملة

يؤثر سبب الجرح أيضًا على إجابة سؤال متى يحتاج الجرح إلى خياطة؟ على سبيل المثال بعض أنواع الجروح، مثل التي تنجم عن عضات أو هجمات الحيوانات تكون عرضة للعدوى، ففي مثل هذه الحالات تعد خياطة الجروح ضرورية بالإضافة إلى التنظيف الدقيق واستخدام المضادات الحيوية للحد من مخاطر العدوى.

يجب أيضًا الانتباه إلى الجروح التي نجمت عن أشياء ملوثة أو مواد صدئة، حيث يمكن أن تحتاج هذه الجروح إلى تنظيف وعناية خاصة بالإضافة إلى الخياطة. [2][3]

اقرأ أيضًا: 10 خطوات للعناية بالجروح المفتوحة

نصائح مهمة للتعامل مع الجروح التي قد تحتاج للخياطة

يمكن أن تُساهم بعض الخطوات البسيطة في تحسين عملية شفاء الجرح والحفاظ على سلامة منطقة الجرح قبل الوصول إلى الطوارئ، ومن الخطوات والنصائح المفيدة للتعامل مع مثل هذه الجروح والتي يمكن إجراؤها في وقت قصير أو في الطريق لتلقي المساعدة الطبية: [1]

  • ترك الأجسام الغريبة: يفضل عادة ترك الجسم المتسبب في الجرح، فيما لو كان لا يزال عالقًا في الجلد، وفي حال كان ذلك ممكنًا.
  • ممارسة الضغط ورفع المنطقة المصابة: حيث يساعد ممارسة الضغط على الجرح باستخدام منشفة نظيفة، ورفع المنطقة المصابة فوق مستوى القلب في وقف النزيف.
  • تنظيف الجرح بعناية: ينصح بتنظيف الجرح بماء الصنبور والصابون، ثم تجفيفه ووضع كريم مضاد للالتهاب إذا كان متاحًا، ووضع منشفة نظيفة للحماية إلى حين الحصول على المساعدة الطبية.
  • تخفيف الألم: يمكن تناول الأستامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) لتخفيف الألم في حال لم يكن هناك أي حالة طبية تمنع تناول هذه الأدوية.

اقرا ايضاً :

عمليات الفتق

فوائد خياطة الجروح

بعد تفاصيل إجابة سؤال "متى يحتاج الجرح إلى خياطة؟" تعتبر خياطة الجروح واحدة من الخيارات التي يلجأ إليها الأطباء للمساعدة في إغلاق الجروح التي يتعرض لها المريض، وتسهيل عملية الشفاء. وتصنع هذه الخيوط من مواد متنوعة، مثل: النايلون أو الحرير، وبعضها يذوب من تلقاء نفسه ولا يحتاج للجوء إلى طبيب مختص من أجل إزالتها بعد التئام الجرح، خاصة في حالات الإصابات في الفم. ولخياطة الجروح فوائد عديدة منها: [1]

  • دعم وتقوية الجلد: عندما تكون الجروح كبيرة أو عميقة يصبح من الضروري استخدام الخياطة لتقديم الدعم للجلد أثناء عملية إغلاق الجرح. وهذا يساعد على منع فتح الجرح مرة أخرى ويضمن أن يبقى مغلقًا بإحكام.
  • تقليل نزف الدم والعدوى: تؤدي خياطة الجروح دورًا مهمًا في تقليل نزف الدم من الجرح، وهذا يساعد في تقليل فقدان الدم والمخاطر المرتبطة بالنزف، بالإضافة إلى ذلك يعمل الإغلاق المحكم للجرح على منع دخول الجراثيم وبالتالي تقليل احتمال العدوى.
  • تقليل الندوب: عندما يتم إغلاق الجرح بشكل محكم ومنظم يمكن تقليل احتمالية ظهور الندبات المزعجة بعد التئام الجرح. وهذه الفائدة تضيف نتائج جمالية للمرضى وتقلل التوتر الناجم عن التفكير في صورة الندبة بعد شفاء الجرح.

اقرأ المزيد: الندبات وعلاجها

نصيحة الطبي

تعد الجروح من الإصابات الشائعة في حياتنا اليومية وقد يتطلب بعضها الخياطة. وتعتمد حاجة الجرح للخياطة على عوامل، مثل: حجم وعمق الجرح، وموقعه، ونزيف الدم، وسبب الإصابة. يمكن أن تساعد خياطة الجروح في دعم الجلد ومنع النزيف وتقليل الندوب. ففي الحالات التي تشمل عدوى محتملة أو جروحًا على الوجه أو المفاصل قد تكون الخياطة ضرورية. وفي كل الأحوال يعود الأمر لتقدير متى يحتاج الجرح إلى خياطة إلى الطبيب المختص تبعًا للحالة لضمان سلامة المريض.