يهدُف علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي بشكل رئيسي إلى ضبط مستويات الضغط عند الوقوف أو تغيير الوضعية دون ارتفاع مستوياته عن الحد الطبيعي حين الاستلقاء، والحدّ من تكرار هبوطه، خاصة إذا ما كان يُصاحبه أعراض، مثل الدوخة والسقوط.

ويعتمد العلاج على الأسباب التي تؤدي إلى هبوط الضغط الوضعي، فمثلاً إذا كان السبب مرض السكري، فإن أولى خطوات العلاج في الغالب ترتكز على العناية بالحالة الطبية ذاتها، لذلك يعدّ العلاج تحديا كبيرًا في بعض الأحيان. [1]

تعرف في هذا المقال على علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي، بما في ذلك العلاجات المنزلية والأدوية، زالأطعمة التي تساعد في التحكم بأعراضه.

علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي

يُعرف هبوط الضغط الوضعي بانخفاض مستويات الضغط عند انتقال الفرد من وضعية الاستلقاء إلى الجلوس، أو من الجلوس إلى الوقوف. ويُعد أكثر شيوعًا عند كبار السن، أو الأفراد الذين يعانون من الجفاف، أو حالات طبية تؤثر على الجهاز العصبي، وقد يسبب الدوخة، والتعب، والإغماء في بعض الحالات الشديدة، وفيما يلي الخيارات العلاجية المختلفة لهذه الحالة. [2]

العلاجات المنزلية

يمكن علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي من خلال اتباع العادات الصحية في المنزل، وتشمل التالية: [1-5]

  • النوم على وسادة عالية أو رفع رأس السرير ليلًا أو عند الاستلقاء، وشرب الماء قبل النهوض من السرير صباحًا، حيث يُقلل رفع الرأس من كمية الدم العائدة إلى القلب بسبب تأثير الجاذبية، وبالتالي يُقلل من انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
  • الإكثار من شرب السوائل، وخاصة إذا كان انخفاض الدم الانتصابي بسبب الجفاف، إذ يؤثر الجفاف على حجم الدم ويؤدي إلى انخفاضه، ويُعرف حجم الدم بأنه كمية الدم الموجودة في الأوعية الدموية. لذلك فإن الحفاظ على حجم الدم هامّ لوصول الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ويؤدي نقصانه إلى انخفاض ضغط الدم، وبالتالي عدم حصول أعضاء الجسم على الأكسجين والمواد المغذية التي تحتاجها.
  • تناول وجبات صغيرة عديدة على مدار اليوم بدلًا من وجبات قليلة كبيرة، إذ أن بعض الأفراد الذين لديهم مشاكل تؤثر على الأعصاب، يعانون من انخفاض ضغط الدم بعد تناول الوجبات الكبيرة و يشعرون بالدوار، وذلك بسبب تدفق الدم إلى المعدة والأمعاء بعد تناول الطعام، ولتعويض ذلك ينبض القلب بشكل أسرع بينما تتضيق الأوعية الدموية، ولكن بعض الأفراد مثل مرضى السكري أو باركنسون، فقد لا يستجيب القلب والأوعية الدموية لديهم بما يكفي، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بعد الأكل.
  • ممارسة تمارين متساوية القياس قبل النهوض من النوم التي تساعد في رفع ضغط الدم، مثل الضغط على منشفة باليدين، أو كرة مطاطية.
  • ارتداء الجوارب الضاغطة التي تساعد في تنشيط الدورة الدموية في الساقين.
  • إضافة ملعقة صغيرة من الملح إلى النظام الغذائي اليومي، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة استشارة الطبيب عند زيادة كمية الملح، وخصوصًا من قِبل مرضى الضغط، والسكري، والقلب.

اقرأ أيضًا: أسباب هبوط الضغط المفاجئ

العلاجات الدوائية

في بعض الحالات غير الشائعة، قد يصف الطبيب للأفراد المصابون بانخفاض ضغط الدم الانتصابي بعض الأدوية للسيطرة عليه، ومنها ما يلي:

  • ميدودرين

يمكن أن يتم وصف استخدام دواء ميدودرين (بالإنجليزية: Midodrine) للأفراد الذين تأثّر نشاطهم اليومي بسبب انخفاض ضغط الدم الانتصابي، ولم تُجدي معهم علاجات أخرى، ويعمل على تضييق الأوعية الدموية، وزيادة ضغط الدم.

وغالبًا ما تكون جرعته لعلاج هبوط الضغط الوضعي 3-4 مرات يوميًا عن طريق الفم، ولكن من أبرز آثاره الجانبية أنه يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم في وضع الاستلقاء، لذلك ينصح بتجنب الاستلقاء بعد تناوله لعدة ساعات. [2][7]

  • دروكسيدوبا

يعطى دواء دروكسيدوبا (بالإنجليزية: Droxidopa) عن طريق الفم، ويُستقلب (يتحول داخل الجسم) إلى نورإبينفرين، الذي يحفز انقباض الأوعية الدموية، وبالتالي رفع ضغط الدم. ويوصى أن تؤخذ الجرعة الأخيرة من هذا الدواء قبل النوم بعدة ساعات، لأنه قد يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم أثناء النوم، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب. [2][8]

اقرأ أيضًا: أعراض انخفاض ضغط الدم

  • فلودروكورتيزون

ينتمي هذا الدواء إلى الكورتيكوستيرويدات، ويستخدم في علاج مرض أديسون، وعلاج متلازمة الكظرية التناسلية وهي حالة طبية تؤثر على قدرة الجسم على الاحتفاظ بالماء والملح، ولكن هذا الدواء يوصف أحيانًا لعلاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي خصوصًا على المدى القصير على الرغم أنه غير معتمد من قبل الغذاء والدواء لهذه الغاية. [2][9]

يزيد هذا الدواء امتصاص الماء والأملاح في الكلى، مما يزيد من حجم الدم، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم، ولكن يجب الانتباه أنه قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء الاستلقاء، وانخفاض مستوى البوتاسيوم في الدم. [2][9]

ماذا أفعل عند هبوط الضغط المفاجئ؟ هل هناك تدابير منزلية ترفع الضغط أم يجب مراجعة الطبيب في هذه الحالة؟

  • بيريدوستيغمين

يساعد دواء بيريدوستيغمين (بالإنجليزية: Pyridostigmine) في علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي دون أن يعرّض الفرد لخطر ارتفاع ضغط الدم أثناء الاستلقاء، ولكن يجب مراقبة الأفراد الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب عند تناول هذا الدواء، كذلك الأفراد الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو، أو مرض الكلى المزمن، أو الجلوكوما فقد يفاقم استخدامه هذه الحالات الطبية. [10]

  • إريثروبويتين

يستخدم هذا الدواء لعلاج فقر الدم، وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، ويساعد في علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي الناتج عن هذه الحالة، إذ يزيد عدد خلايا الدم الحمراء، وبالتالي حجم الدم، ولكن قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عند الأفراد الذين يعانون من الفشل الكلوي. [11][12]

أطعمة للوقاية من هبوط الضغط الوضعي

توجد العديد من الأطعمة والمشروبات التي قد يساعد إدراجها في في النظام الغذائي في الوقاية من هبوط الضغط عند الوقوف، ومنها ما يلي: [6]

  • الأطعمة أو المشوربات المحتوية على الكافيين، مثل القهوة، إذ يحفز القلب والأوعية الدموية، ويزيد أيضًا معدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
  • الأطعمة المالحة، مثل الجبن، والمخللات، والأسماك المالحة.
  • الأطعمة الغنية بحمض الفوليك، مثل الفاصولياء، والعدس، والبيض، والخضراوات الورقية، حيث يسبب نقص حمض الفوليك فقر الدم، والذي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

نصيحة الطبي

يمكن علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي بطرق منزلية وأخرى دوائية وفقًا لتقييم الطبيب لحالة الفرد والأعراض التي يعاني منها. يمكنك الآن الحصول على استشارة طبية مع أحد الأطباء المعتمدين عبر موقع الطبي.

اقرا ايضاً :

توصيات لمرضى القلب: اهتموا بصحتكم في فصل الشتاء