يقول الباحثون إن الشبكة الاجتماعية للشخص المصاب بمرض التصلب العصبي المتعدد يمكن أن يكون لها تأثير على صحته.

وفقًا لخبراء من جامعة هارفرد، بالنسبة لأولئك الذين يعيشون مع مرض التصلب المتعدد يمكن أن تؤدي هذه الأنواع من الخيارات إلى أعراض أسوأ وإعاقات.

يستخدم الناس الشبكات الاجتماعية للعثور على الدعم، البحث عن المعلومات وتوجيه سلوكهم الصحي.

نظر الباحثون مؤخرًا إلى خصائص هذه الشبكات الاجتماعية لدى الأشخاص الذين يعيشون مع مرض التصلب المتعدد (MS) والذين يواجهون خطر الإصابة بالمرض. حيث يمكن أن تؤثر خصائص الأشخاص من حولك على مستوى تحدياتك الخاصة.

كيف تمت الدراسة؟

استندت نتائج الدراسة إلى ما لوحظ على 1493 شخصًا تم تسجيلهم في مشروع الجينات والبيئة في التصلب المتعدد (GEMS)، وهي مجموعة من الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الدرجة الأولى في مرض التصلب العصبي المتعدد.

الغرض من مشروع GEMS هو تحديد عوامل الخطر الجينية والبيئية، بما في ذلك البيئة الاجتماعية.

طُلب من المشاركين في برنامج GEMS إكمال استبيان عبر الإنترنت يقيّم الشبكات الاجتماعية والعجز العصبي الحالي.

المستوى الأول: استبيان لتحديد الحالة الاجتماعية والصحية للمرضى:

بدأ الاستبيان بأسئلة عامة حول وقت التشخيص، العمر، العرق، الحالة الزوجية والحالة الوظيفية.

طلب الاستبيان أيضًا تصنيف مستوى التحديات ذاتيًا بالنسبة لثمانية عوامل للتحديات، وهي:

  • المشي
  • استخدام اليدين و الذراع
  • الرؤية
  • التحدث بوضوح
  • البلع
  • الإدراك
  • الإحساس
  • وظائف وحركة الأمعاء والمثانة

ثم طلب الاستبيان من المرضى أسماء الأشخاص الذين يشاركونهم المسائل المهمة أو يتعاملون معهم اجتماعيًا أو طلبوا الدعم منهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية دون تحديد عدد الأسماء.

المستوى الثاني: تحديد قوة ترابط المريض بمحيطه: 

حللت المجموعة التالية من الأسئلة الروابط بين كل زوج من أول 10 أشخاص في الشبكة، وتم تحديد قوة الروابط في 3 مستويات:

  • علاقة بين غرباء
  • علاقة ضعيفة
  • علاقة قوية (يمكن للأشخاص ذوي الروابط القوية زيارة بعضهم البعض أو السفر معًا أو الذهاب لتناول العشاء)

المستوى الثالث: دراسة سلوكيات محيط المريض:

استفسرت المجموعة الأخيرة من الأسئلة عن الخصائص والعادات الصحية لكل من الأشخاص العشرة الأوائل في شبكة المريض.

فحص الخبراء النسبة المئوية لأعضاء الشبكة الذين لديهم عادات صحية سلبية، بما في ذلك:

  • التدخين
  • نمط الحياة غير المستقر
  • عدم زيارة الأطباء بانتظام
  • سوء الالتزام بالأدوية الموصوفة

نتائج الدراسة:

العادات الصحية السيئة لدى الأشخاص في الشبكة الاجتماعية المحيطة بمريض التصلب المتعدد التي أظهرت أعظم ارتباط مع زيادة عوامل التحدي لدى مرضى التصلب المتعدد كانت عدم زيارة الأطباء بانتظام، ووجود تأثير سلبي للشخص على صحة المريض.

يمكن أن تكون العزلة الاجتماعية أيضًا نتيجة عادات غير صحية، وهو مؤشر أحد أسباب الوفاة، يضاهي التدخين، ارتفاع ضغط الدم وعدم النشاط البدني.

قد تكون شبكتك الإجتماعية ممتلئة بأشخاص ذوي عادات سيئة؛ قم بالتحدث معهم واطلب منهم أن يتغيروا أو راقب مقدار الوقت الذي تقضيه معهم واحرص على قضاءه مع أشخاص أكثر صحة.

البحث في الشبكات الاجتماعية ليس بالأمر الجديد، لكن هذه الأداة الكمية الجديدة تكشف عن بيئات اجتماعية محددة يمكن استهدافها في التجارب السريرية وقد تؤدي في النهاية إلى خطة علاجية.

يتأمل الباحثون أن يلهم هذا البحث نوعًا من العلاج مثل العلاج بالتحكم في الشبكة الاجتماعية، حيث لا يركز على بيولوجيا المرض بل على خطة علاجية بمساعدة الشبكات الاجتماعية للمرضى.

لقد جعل الباحثون أداة تقييم الشبكة الاجتماعية هذه عامة. و يمكن لأي شخص استخدامها في عيادته أو مشروعه البحثي. ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا إلى تغيير نموذج الطب من البيولوجي إلى الاجتماعي البيولوجي.