على الرغم من تحذيرات المنظمات الصحية الرئيسية بما في ذلك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) حول المخاطر المتعلقة بمقاومة المضادات الحيوية، إلا أن ذلك لم يكن له سوى تأثير ضئيل على عدد المرات التي يتم فيها تناول المضادات الحيوية.

أشارت دراسة جديدة تم نشرها في 16 يناير في BMJ إلى أن 25 في المئة من وصفات المضادات الحيوية غير ضرورية في الولايات المتحدة.

يقول الدكتور كاو بينغ تشوا، أستاذ مساعد في قسم طب الأطفال في كلية الطب بجامعة ميتشيغان ومستشفى CS Mott للأطفال والمؤلف الأول للدراسة: "لم نحقق الكثير من التقدم"، ويضيف: "واحد من كل سبعة مشاركين في دراستنا تم صرف مضاد حيوي غير مناسب له، حتى أن هذه المضادات الحيوية لا تناسب التشخيص المصاحب".

وقد بحث تشوا وفريقه في بيانات أكثر من 15 مليون وصفة للمضادات الحيوية من بيانات التأمين والوصفات الأخرى التي تم صرفها لـ 19 مليون أمريكي مؤمن من القطاع الخاص.

باستخدام رموز التصنيف الدولي للأمراض (ICD) (رموز الفواتير الطبية المستخدمة لوصف المرض)، وضع المؤلفون نظام تصنيف لوصف المضادات الحيوية حسب التشخيص.

وقد تم إنشاء نظام ثلاثي يتكون من "دائمًا" (إذا كانت الحالة المصاحبة تقضي دائماً بوصف المضادات الحيوية)، و"أحيانًا" (إذا كانت الحالة المصاحبة تحتمل وصف المضادات الحيوية)، و"أبدًا" (عندما لا تستدعي الحالة الطبية أبداً وصف المضادات الحيوية).

على سبيل المثال، يحتاج الالتهاب الرئوي البكتيري والتهاب الحلق العقدي إلى وصف مضادات حيوية في الغالب، في حين أن الالتهاب الرئوي الفيروسي وحساسية الأنف نادراً ما يتطلبان ذلك.

وقد أظهرت الدراسة أن المشكلة تأتي في التشخيصات التي تم تصنيفها في فئة "أحياناً" والتي تتضمن حالات يمكن أن يتم فيها وصف المضاد الحيوي أو لا.

يقول تشوا: "بالنظر إلى هذه النتائج، يمكننا أن نكون واثقين من أن 13 في المئة فقط من وصفات المضادات الحيوية مقبولة"، ويضيف: "قد لا تكون نسبة 87 في المئة الأخرى غير صحيحة، لكن بياناتنا تشير إلى أن وصف المضادات الحيوية في هذه الحالات ليس دقيق جداً".

وليست هذه الدراسة الأولى التي تؤكد أن وصف المضادات الحيوية بشكل مفرط يمثل مشكلة رئيسية في نظام الرعاية الصحية. فقد وجد تقرير صادر عن مركز السيطرة على الأمراض في عام 2016 أن واحدةً من كل ثلاثة وصفات للمضادات الحيوية غير ضرورية.

قلق متزايد حول المضادات الحيوية

تقول الدكتورة لين هوروفيتس، وهي أخصائية في الأمراض الرئوية بمستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك، يرجح أن تكون النسبة المئوية لوصف المضادات الحيوية غير الملائمة أعلى من تلك التي تم إيجادها في أبحاث تشوا.

كثيراً ما ينظر إلى المضادات الحيوية على أنها "الحل السحري"، حتى في حالات العداوى الفيروسية حيث لا يكون للمضاد الحيوي أي تأثير.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن مقاومة المضادات الحيوية- وهي العملية التي من خلالها تصبح البكتيريا مقاومة أو محصنة ضد المضادات الحيوية- "أحد أكبر التهديدات للصحة العالمية، والأمن الغذائي، والتنمية اليوم."

وقد تم بالفعل توثيق حالات مقاومة للمضادات الحيوية بما في ذلك الالتهاب الرئوي، والسل، والسيلان، والسالمونيلا.

يقول تشوا: "إن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية منتشر ومستشرٍ". ويضيف: "الإفراط في وصف المضاد الحيوي هو السبب الرئيسي لمقاومة المضادات الحيوية. والأمر متروك للأطباء لوقف وصف المضادات الحيوية بلا داعٍ، من أجل المرضى والمجتمع بشكل عام".