أصبحت أجهزة التنفس الصناعي رمزاً لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والتي تمثل أيضاً أفضل أمل للبقاء على قيد الحياة للمرضى الذين لا يستطيعون التنفس بمفردهم، ولكن أجهزة التنفس تشير إلى أن المريض في وضع حرج، ويتم طرح العديد من الأسئلة الآن حول ما إذا كانت أجهزة التنفس الصناعي تسبب الضرر للمريض أم لا.

يموت العديد من الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي، ومن المحتمل أن يواجه المرضى الذين يبقون على قيد الحياة بعد استخدامه مشاكل مستمرة في التنفس ناتجة عن جهاز التنفس الصناعي أو عن الضرر الذي تسبب به الإصابة بفيروس كورونا.

تكمن المشكلة في أنه كلما طالت مدة بقاء المريض على أجهزة التنفس الصناعي زاد احتمال تعرضه للمضاعفات المتعلقة باستخدامه، لذا بدأت بعض وحدات العناية المركزة بتأجيل وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي إلى آخر لحظة ممكنة أي عندما يكون القرار حقاً قرار حياة أو موت كما ذكر الدكتور أودت تشادا اختصاصي أمراض الرئة التداخلية.

وقد أشار تشادا إلى أن وضع المريض في وقت مبكر على أجهزة التنفس الصناعي في بداية الأزمة كان بسبب التدهور السريع لحالة المرضى الصحية، ولكن ابتعد معظم الأطباء عن اتخاذ هذا الإجراء والآن يتم ترك المريض يتحمل المزيد من نقص الأكسجين، ويتم تزويده بالأكسجين دون تنبيبه حتى يصبح في حالة ضائقة تنفسية، وفي مثل هذه الحالات يكون جهاز التنفس الصناعي هو الخيار الوحيد المتبقي.

وقد أشار الخبراء إلى أن 40-50% من المرضى يموتون بعد وضعهم على أجهزة التنفس الصناعي بغض النظر عن المرض الأساسي الذي يعانون منه.

وقال الدكتور حسن خولي رئيس قسم العناية المركزة في لدى كليفلاند كلينيك أن المرضى المصابين بأمراض خطيرة يموتون لأنهم يصبحون في حالة حرجة للغاية بعد التعرض لعدوى فيروس كورونا كما أنهم يكونون بحاجة إلى جهاز تنفس صناعي للبقاء على قيد الحياة وليس لأن جهاز التنفس الصناعي يضرهم بشكل يتسبب بموتهم، وقد أضاف خولي بأن " المرضى يموتون على جهاز التنفس الصناعي وليس بسبب وجودهم على جهاز التنفس الصناعي".

 تسبب أجهزة التنفس الصناعي مجموعة واسعة من الآثار الجانبية، وتقترن هذه الآثار بتلف الرئة الناجم عن عدوى فيروس كورونا التي تجعل عملية التعافي عملية طويلة وشاقة، وقد قال تشادا "لأن الآلة تتنفس عن المريض فإن المرضى غالباً ما يعانون من ضعف في الحجاب الحاجز وجميع العضلات الأخرى التي تساعد على الشهيق، لذا يكون من الصعب على المريض التنفس بمفرده بعد فصله عن تنفس الجهاز الصناعي، وأضاف خولي أن هؤلاء المرضى معرضون أيضاً لإصابات الرئة الحادة الناجمة عن النفخ او التوسع الزائد للرئة أثناء التنفس الصناعي.

يجب على الأطباء أن يحسبوا بدقة كمية الهواء اللازم دفعها إلى رئة المريض مع كل نفس ميكانيكي مع الأخذ بعين الاعتبار أنه من الممكن أن يكون جزء كبير من الرئة مليء بالسوائل ولا يمكن أن يتمدد، مما يمكن أن يتسبب في إصابة الرئتين إذا لم يتم ضبط إعدادات التنفس بشكل صحيح وفقاً لما ذكره خولي، وقد أضاف تشادا بأن المرضى الذين يوضعون على أجهزة التنفس الصناعي يكونوا أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى، ويتعرض العديد منهم لخطر المضاعفات التنفسية.  

كلما طال وقت وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي زاد احتمال تطور المضاعفات، ويعد هذا السبب هو السبب الرئيسي في أن وحدات العناية المركزة أصبحت أكثر حذراً عند استخدام التنفس الصناعي، ويتم الاستعاضة عنه باستخدام موسعات التنفس مثل: أكسيد النيتريك.

اقرأ المزيد:

البدء بتصنيع أجهزة تنفس أولية في أبو ظبي

تجربة لمعرفة فوائد أكسيد النيتريك لمرضى فيروس كورونا الجديد