تبين في دراسة حديثة في مجلة جاما نتوورك المفتوحة أن بين كبار السن توجد علاقة كبيرة بين حجم الشبكة الاجتماعية والوظائف الإدراكية للمسنين قبل الوفاة.

يقول مؤلفوا الدراسة أن الوظيفة المعرفية للفرد هي قدرته العقلية على التعلم، والتفكير، وحل المشكلات، واتخاذ القرار، والتذكر، والانتباه، وفي هذه الدراسة وجد أن الأشخاص الذين تظهر عليهم هذه العلامات لا يكونوا عرضة للإصابة بالخرف عند وصولهم لسن الشيخوخة، وقد أطلق اصحاب هذه الدراسة على هذه القدرة اسم المرونة المعرفية.

يقول الدكتور جويل ساليناس أستاذ علم الأعصاب بجامعة نيويورك أن وجود مستمعين بالقرب من الشخص يمكن أن يعزز مرونة دماغه مع تقدمه في العمر.

أضاف دكتور لولو ديفيد أستاذ مساعد علم الأعصاب بجامعة نيويورك أن النظرة إلى الدعم الاجتماعي اختلفت، فنحن نعرف أن الدعم الاجتماعي يساعد في تحسين الصحة بشكل عام سواء البدنية أو العقلية، لكننا مع التدقيق وصلنا لنوع الدعم الاجتماعي المطلوب وهو الاستماع الجيد.

في هذه الدراسة قام الباحثون بتحليل بيانات ما يقارب من 2000 بالغاً أعمارهم كانت 45 فما فوق، ولم يصاب أي منهم بالخرف أو السكتات الدماغية، وكانت المشاركة مبنية على الإجابة عن مجموعة من الأسئلة وهي:

  • هل يمكن الاعتماد على شخص للاستماع إليك متى احتجت إليه؟
  • هل هناك شخص متاح لتقديم النصيحة إليك؟
  • هل هناك شخص يقدم لك الحب والمودة؟
  • هل هناك شخص يمكن الاعتماد عليه في تقديم الدعم العاطفي؟
  • هل هناك اتصال مع شخص تشعر أنه قريب منك؟

وجد الباحثون بعد مرور حوالي تسعة أشهر، وبعد خضوع المشاركين إلى تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي واختبارات نفسية وعصبية أن الانخفاض في حجم الدماغ يزيد كلما صغر حجم الشبكة الاجتماعية للشخص وعدد الأشخاص الذين يستمعون إليه.

في النهاية يقول الدكتور ساليناس إن وجود مستمع متاح يساعد في تقوية أجزاء الدماغ التي تساهم في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية للفرد وكذلك تحميه من الأضرار الصحية المتعلقة بتقدم العمر.

للمزيد: الصحة النفسية في مرحلة الشيخوخة