يهدف الباحثون في دراسة جديدة نشرت في مجلة الطب الوقائي إلى إلقاء نظرة على أثر ممارسة الرياضة في الهواء الطلق على الصحة العقلية للأفراد خاصة خلال الموجة الأولى من وباء كورونا عندما فرضت السلطات الإغلاق.

ووجد الباحثون أن النشاط البدني والوقت الذي يقضيه الأفراد في الهواء الطلق أثناء الوباء يرتبطان بصحة عقلية أفضل.

وقد شملت الدراسة أشخاصاً من هاواي، وكولورادو، وجورجيا، وولايات وسط المحيط الأطلسي، وجنوب وشمال كاليفورنيا. كما قام الباحثون باستطلاع آراء أكثر من 20 ألف شخص في أبريل 2020 و3 مرات أخرى على الأقل حتى يوليو 2020. 

وبعد تحليل البيانات، أظهر البحث أن أولئك الذين مارسوا الرياضة أو أمضوا وقتاً أطول في الهواء الطلق لديهم درجات أقل من القلق والاكتئاب. كما لاحظ الباحثون أيضاً ما يلي:

  • أبلغ المشاركون عن أعراض أقل للقلق والاكتئاب بمرور الوقت.
  • كان لدى الإناث والشباب درجات أعلى من القلق والاكتئاب، بينما كان لدى الآسيويين والسود درجات أقل.
  • كان لدى أولئك الذين لم يبلغوا عن ممارسة أي نشاط بدني أثناء الإغلاق أعلى درجات الاكتئاب والقلق.

ومع ذلك، وجد البحث أن الأشخاص الذين زادوا الوقت الذي يقضونه في الهواء الطلق بأكبر قدر قد سجلوا أيضاً أعلى درجات القلق، ولكن لم يتمكن الباحثون من تفسير هذه النتيجة.

ووفقاً للباحثة الرئيسية في الدراسة ديبورا روم يونغ، الحاصلة على درجة الدكتوراه ومديرة قسم البحوث السلوكية في قسم الأبحاث والتقييم في كايزر بيرماننتي جنوب كاليفورنيا، فإن المزيد من النشاط البدني وقضاء المزيد من الوقت في الطبيعة في الهواء الطلق من شأنه أن يترافق مع انخفاض درجات الاكتئاب والقلق.

وقال الدكتور ديفيد ميريل، الطبيب النفسي للبالغين والمسنين ومدير مركز المحيط الهادئ لصحة الدماغ التابع لمعهد علم الأعصاب في المحيط الهادئ في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا، أن البيانات واضحة جداً وهي أن العقل والدماغ يكونان أكثر صحة عندما نقضي المزيد من الوقت في الطبيعة وفي الهواء الطلق بشكل عام.

وأضاف أن هناك دراسات تظهر أن قضاء وقت أقل في الهواء الطلق يؤدي إلى ضمور في المخ بمرور الوقت ومع تقدم العمر.

للمزيد: فيروس كورونا الجديد: نصائح لمعالجة القلق والتوتر النفسي

وتعتبر الأنشطة الرياضية والتواجد في الخارج سلوكيات صحية تعمل على تحسين حياة الناس وتقليل القلق والاكتئاب. كما أن درجات الاكتئاب والقلق تتحسن بمرور الوقت، كما أن زيادة وتقليل مقدار الوقت الذي يقضيه الفرد في الهواء الطلق كان مرتبطاً بارتفاع درجات الاكتئاب والقلق.

ويمكن يكون أحد العوامل الكامنة وراء هذه التناقضات هو عدم قياس المستويات الأساسية لكل من النشاط البدني والاكتئاب أو درجات القلق خلال أوقات ما قبل الوباء. حيث إن عدم معرفة مقدار الوقت الذي يقضيه الأفراد في الطبيعة قبل الوباء كان أحد القيود التي يمكن أن تفسر سبب ارتباط المزيد من الوقت في الهواء الطلق بدرجة عالية من القلق.

ويمكن أن يكون الأشخاص الذين أمضوا وقتاً أقل في الهواء الطلق فعلوا ذلك بسبب الالتزام بأوامر الحظر، وشعروا بأنهم محرومون من قدرتهم على التواجد في الهواء الطلق. أو أن الأشخاص الذين أفادوا بقضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق فعلوا ذلك لأنهم كانوا يعانون من ضعف الصحة العقلية.

وقد لاحظ الباحثون أن هناك عدداً من المراهقين المرضى يواجهون تحديات مع صحتهم العقلية منذ الوباء. وتعد هذه البيانات هي تأكيد لتجربة أطباء الصحة العقلية العاملين مع هذه الفئة، حيث أن البالغين الأصغر سناً عانوا أثناء الوباء من تعطل أنشطتهم الطبيعية بعد أن أجبروا على البقاء في المنزل، ومنعوا من التواجد في الأماكن العامة في الهواء الطلق

وتظهر الدراسة أن الأوبئة المستقبلية ستحتاج إلى تخطيط أفضل وتفكير أكثر حرصاً حول الصحة العقلية للناس، مما قد يؤثر على قرارات إغلاق المساحات الخارجية.

ومع ذلك، تؤكد نتائج الدراسة أنه حتى أثناء انتشار الوباء، فإن النشاط البدني أو قضاء الوقت في الهواء الطلق يمكن أن يساعد الناس في الحفاظ على صحتهم البدنية والعقلية.

للمزيد: الصحة النفسية خلال فترة كورونا