تشير دراسة جديدة، تهدف إلى اكتشاف أفضل وقت خلال اليوم لممارسة التمارين، وزيادة الصحة الأيضية لدى الرجال المعرضين لخطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، أن أولئك الذين مارسوا التمارين بعد الظهر زادت صحتهم الأيضية أكثر بكثير من أولئك الذين أجروا نفس التمارين في وقت مبكر من اليوم.

وتضيف هذه النتائج دليلاً إضافياً إلى الأدلة المتزايدة على أن وقت ممارسة الرياضة قد يغير كيفية الاستفادة من التمرين

وعلى الرغم من نتائج هذه الدراسة، فقد اقترحت بعض الدراسات السابقة أن التدريبات الصباحية تزيد من حرق وفقدان الوزن. لكن هذه الدراسات غالباً ما تلاعبت بتوقيت الإفطار والوجبات الأخرى، فضلاً عن نوع التمارين الرياضية، مما يجعل من الصعب استخلاص الآثار الخاصة بوقت التمرين. كما أنها كانت تضم عادة ​​متطوعين أصحاء، لا يعانون من أي مشاكل في الأيض. 

دراسة سابقة حول افضل وقت لممارسة التمارين

من ناحية أخرى، وجدت دراسة أجريت عام 2019، أن الرجال المصابين بداء السكري من النوع الثاني، والذين أكملوا بضع دقائق من التمارين عالية الكثافة في فترة ما بعد الظهر، قد تحسنوا بشكل كبير من ناحية التحكم في نسبة السكر في الدم بعد أسبوعين من المواظبة على التمارين. ولكن، إذا قاموا بنفس التدريبات المكثفة في الصباح، فإن مستويات السكر في الدم لديهم ترتفع بطريقة غير صحية.

وفي الدراسة، طلب العلماء من الرجال البالغين المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ركوب دراجات ثابتة في المختبر، 3 مرات في الأسبوع لمدة 12 أسبوعاً، بينما كان الباحثون يتتبعون صحتهم الأيضية. 

وعلى الرغم من أن روتين تمارين الجميع كان متطابقاً، إلا أن النتائج بعد 12 أسبوعاً كانت على النحو التالي: 

  • أظهر الرجال الذين استخدموا الدراجة في فترة ما بعد الظهر متوسط ​​حساسية للأنسولين أفضل بكثير من الذين يمارسون الرياضة في الصباح، مما أدى إلى زيادة القدرة على التحكم في نسبة السكر في الدم.
  •  خسر هؤلاء الرجال أيضاً دهوناً من منطقة البطن أكثر إلى حد ما مقارنةً بمستخدمي الدراجة في الصباح. 

ويتساءل العلماء حالياً عما إذا كان وقت القيام بالتمارين معتدلة الكثافة قد تؤثر أيضاً على الأيض في الأشخاص الذين يمارسونها.

أما في الدراسة الحالية، فقد قام العلماء بسحب بيانات 12 رجلاً يمارسون الرياضة باستمرار بين الساعة 8 و 10 صباحاً، ومقارنتها بعشرين آخرين كانوا يمارسون الرياضة دائماً بين الساعة 3 و 6 مساءً. ووجد العلماء أن فوائد ممارسة التمارين بعد الظهر تفوقت بشكل حاسم على فوائد التمارين الصباحية.

ويجدر بالذكر أن الدراسة شملت الرجال فقط، وأن عمليات الأيض عند النساء قد تستجيب بشكل مختلف.

ويعتقد العلماء أن التمارين المعتدلة بعد الظهر قد يكون لها تأثير على الأطعمة التي نستهلكها في وقت لاحق من المساء، حيث أنها تساعد على استقلاب آخر وجبات النهار بشكل أسرع قبل الذهاب إلى النوم. 

الساعة البيولوجية وتأثيرها على الايض

وتشير الدراسات التي أجريت على كل من الحيوانات والبشر إلى أن كل نسيج في أجسامنا يحتوي على نوع من الساعة الجزيئية (بالإنجليزية: Molecular Clock)، والتي تتناغم جزئياً استجابةً للرسائل البيولوجية المتعلقة بتعرضنا اليومي للضوء، والطعام، والنوم.

 ومن خلال ضبط نمط الحياة، تخلق هذه الساعات إيقاعات يومية متعددة داخل الجسم تتحكم بالعمليات التالية: 

 حيث تقوم بالانخفاض والارتفاع على مدار اليوم.

ويظهر العلم أيضاً أن تعطيل أنماط الساعة البيولوجية الطبيعية على مدار 24 ساعة يمكن أن يضر بالصحة. فعلى سبيل المثال، يميل الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية، والذين تنقلب عاداتهم في النوم، إلى أن يكونوا أكثر عرضة للاضطرابات الأيضية مثل السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني.

وينطبق الشيء نفسه على الأشخاص الذين يأكلون في وقت متأخر من الليل، خارج ساعات العشاء المعتادة. حيث تشير المزيد من الأبحاث إلى أن التحكم في توقيت الوجبات يمكن أن يحسن صحة الأيض أيضاً. 

وتبقى ممارسة الرياضة أفضل من عدم ممارسة الرياضة، بغض النظر عن التوقيت.