يعتقد الكثير من الناس أن الضوء الأحمر يساعد في علاج العديد من الأمراض من الحالات الجلدية إلى الاكتئاب الموسمي، ولكن هل هو فعال حقا؟ يمكن أن يبدو الأمر كخيال علمي، ولكنه علاج حقيقي يتزايد باستمرار في شعبيته.

إليك كل ما تحتاج إلى معرفته عن العلاج بالضوء الأحمر قبل تجربته

الضوء الأحمر مختلف عن ضوء النهار

يستخدم العلاج بالضوء الأحمر، والذي يعرف أيضاً بأسماء أخرى مثل التأثير الضوئي والعلاج بالليزر منخفض المستوى (LLLT)، موجات الضوء التي تقع ضمن الطيف الأحمر والأشعة تحت الحمراء.

وعلى عكس الأشعة فوق البنفسجية من الشمس التي تتلف الحمض النووي لخلايا الجلد، فإن "الضوء المنبعث في هذا الطيف آمن تماماً، كما تقول الدكتورة سوزان بارد، وهي أخصائية في الأمراض الجلدية معتمدة في نيويورك.

هذا أن التعرض للضوء الأحمر لا يؤدي إلى الاسمرار أو الحرق، وإنما يحدث آثاره على المستوى الخلوي.

يؤدي الجلوس أو الوقوف على بعد بضعة إنشات من لوحة تصدراً أنواعاً خاصة من الضوء الأحمر لبضع دقائق ويتم تغيير أطوالها الموجية بطريقة مدروسة على الطريقة التي تنتج بها خلايا الجسم الطاقة ومضادات الأكسدة. وفي المقابل، يمكن أن تساعد هذه الطريقة المحسّنة في شفاء العظام، والأعصاب، والجلد، والأوتار، والأربطة، كما تخفف الألم المرتبط باعتلالات هذه المكونات الجسدية.

ولا يعد هذا الأمر اكتشافاً جديداً، فالعلاج بالضوء الأحمر موجود منذ أكثر من 50 عاماً، على الرغم من أنه تم قبوله مؤخراً على نطاق واسع من قِبل الخبراء الطبيين.

استخدامات الضوء الأحمر

تم استخدام العلاج بالضوء الأحمر لعلاج أو تحسين ما يلي:

  •       الألم.
  •       الالتهاب.
  •       تجديد الأنسجة.
  •       أمراض المناعة الذاتية.
  •       اعتلالات الدماغ.
  •       الأداء الرياضي.
  •       البصر.
  •       الآثار الجانبية لعلاج السرطان.

وقال مايكل هامبلن، الباحث الرئيسي في مركز ويلمان للعلاج الضوئي في بمستشفى ماساتشوستس العام والأستاذ المساعد في طب الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة هارفارد: "إن عدد الأمراض والاضطرابات التي يمكن للضوء الأحمر معالجتها في ازديادٍ مستمر".

ووفقًا لسكوت نيلسون، المؤسس المشارك لـ Joovv، وهي شركة تبيع أجهزة للعلاج بالضوء الطبي، فإن العديد من زبائن الشركة هم من الرياضيين الذين يسعون للحصول على المساعدة في ثلاث مجالات رئيسية، هي: ألم والتهاب المفاصل، والأداء البدني، وصحة الجلد.

كما أفاد الأشخاص الذين يبتاعون مثل هذه الأجزة أنهم لاحظوا فوائد أخرى من خلال الاستخدام الدائم للأجهزة، مثل: نضارة البشرة، وتحسين الوظيفة الإدراكية، وتحسّن النوم، وزيادة الرغبة الجنسية.

كما يمكن أن يساعد الضوء الأحمر أيضاً على تعزيز نمو الشعر لدى الأشخاص الذين يعانون من الثعلبة، وتحفيز إنتاج الكولاجين لدى الأشخاص الذين يرغبون في تقليل الخطوط الناجمة عن التقدم في العمر والتجاعيد.

أما عندما يتعلق الأمر بإصابات الأنسجة الرخوة مثل الالتواءات، فإن العلاج بالضوء الأحمر يمكن أن يعزز الشفاء ويخفف الآلام أيضاً.

وقد أظهرت دراسة صغيرة أن الالتواء في الكاحل المعالج بالضوء الأحمر كان أقل تورماً بعد 24، و48، و72 ساعة مقارنة باستخدام وسائل مثل الراحة، والثلج، والضغط.

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أنه من المهم أن ندرك أن هناك بحوث محدودة في هذا المجال.

وعلى الرغم من النتائج الواعدة من الدراسات الصغيرة، إلا أنه لا بد من إجراء دراسات أكبر تقارن علاج الضوء الأحمر بالعلاجات الأخرى لمعرفة فيما إذا كان الألم قد تحسن فعلاً أم لا، وإذا كان بإمكان المريض العودة إلى ممارسة أنشطته بشكل أسرع، وإذا كان يمكن تحقيق الشفاء الفعلي للأنسجة.

بعض الخبراء يشكك في قدرة الضوء الأحمر في التخفيف من مشاكل الصحة العقلية

يقول الدكتور نورمان روزنتال، الأستاذ في الطب النفسي بكلية الطب بجامعة جورجتاون: "فيما يتعلق بالصحة العقلية: "لا نعرف أي آثار موثقة للضوء الأحمر".

ويشير إلى أن الضوء الأحمر قد استخدم بالفعل كعلاج وهمي في دراسات العلاج بالضوء التي تم فيها اختبار علاج فعال آخر.

ففي إحدى الدراسات التي تم إجراؤها على الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي، تمت المقارنة بين الضوء الأخضر والضوء الأحمر، ووجد أن الضوء الأخضر له تأثيرات مضادة للاكتئاب في حين أن الضوء الأحمر لم يكن أفضل من الدواء الوهمي".

استشر طبيبك أولاً

تقدم الكثير من المراكز الطبية العلاج بالضوء الأحمر. يمكنك أيضاً إيجاد هذا النوع من العلاج في عيادات الإصابات الرياضية، ومراكز تقويم العمود الفقري، ومراكزالعلاج الطبيعي.

وينصح الخبراء بأن يتم استخدام الضوء الأحمر مع علاجات أخرى لتحقيق أقصى فائدة ممكنة، وأن تتم استشارة الطبيب قبل الإقدام على العلاج بالضوء الأحمر أو استخدام أي علاج ضوئي آخر.