أخبار الطبي. وجد الباحثون أن  كبار السن من الرجال الآيسلنديين الذين يتذكرون بأنهم كانوا يشربون الحليب بكثرة في سن المراهقة معرضين للإصابة بسرطان البروستاتا مع تقدم العمربنسبة ثلاثة أضعاف مقارنة مع الأشخاص الذين كانوا يشربون الحليب بإعتدال.

 

هذا جعلهم يتساءلون عما إذا كانت الفترة في سن البلوغ تؤثر, حيث أن غدة البروستات تنضج في تلك الفترة، فتكون أكثر عرضة وتأثرا للإصابة بالسرطان .

 

  قالت جوانا تورفادوتور وهي عالمة نغذية وطالبة في كلية  الدراسات العليا في جامعة أيسلندا لوكالة رويترز "نعتقد أن البيانات المتوفرة لدينا هي في الواقع صحيحة ، وتوفر أدلة هامة لدور المراهقة بأنها" فترة حساسة "لتطور سرطان البروستات".

 

وأضافت "إننا نبقى حذرين في تفسي رما هو  لدينا" . و " إستخلاص الأسباب لا تعتمد على دراسة واحدة ، وبالتالي هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد النتائج التي توصلنا إليها ، ولإستكشاف الآلية المحتملة وراء هذه الرابطة ".

 

وأضافت بأنه لغاية الآن ، لقد وجدت  الدراستان  التي أجريت على سرطان البروستاتا وكمية الحليب لدى المراهقين إلى استنتاجات مختلفة ومتباينة و متناقضة– فقد وجدت دراسة أن الحليب على ما يبدو الى حد ما أنه يحمي من هذا المرض ، في حين أن الدراسة الأخرى لم تجد أي صلة على الإطلاق.

 

وقالت تورفادوتور أن الدراستين كلتاهما صغيرة ، ولا يمكن التمييز بين الأورام المتقدمة والمراحل المبكرة لها  .

 

ولكن أيسلندا تقدم الشيء القطعي "لعمل دراسة وتجربة علمية طبيعية" .

 

 تميل الناس إلى شرب الحليب في المناطق الريفية التي تفتقر إلى البنية التحتية في وقت مبكر من القرن العشرين ،وكانت هذه المناطق  الوسطى من الجزيرة  تتضمن الكثير من الحليب من حيولنات المزرعة ،  بينما تفتقر القرى  الساحلية من توفر الحليب فكان شرب الحليب  نادرا . 

 

استخدم الباحثون  للدراسة بيانات لأكثر من 2200 من الرجال ولدوا بين عامي 1907 و 1937. وكان هؤلاء الرجال  جزءا من دراسة طبية بدأت في عام 1960،وفي أوائل عام 2000 ،  أجابوا على أسئلة حول نظامهم الغذائي في وقت مبكر من حياتهم ،وفترة منتصف حياتهم حيث كانت  كجزء من دراسة أخرى.

 

كان من بين الرجال 463 رجل كانوا يشربون الحليب أقل من مرة في اليوم في سن المراهقة ، واحد في المئة منهم أصيب بسرطان البروستاتا أو مات من المرض خلال أكثر من ربع قرن من المتابعة.

 

وكان هذا الرقم يشكل ثلاثة في المئة من بين أكثر من 1800 رجل الذين قالوا أنهم شربوا الحليب على الأقل مرة يوميا في مرحلة المراهقة.

 

لا يمكن تفسير هذه الفجوة من حيث عدد زيارات الناس للطبيب للقيام بفحوصات طبية ،ودرجة التعليم عند الناس ،أو تناول أطعمة معينة كالأسماك واللحوم .     

 

وجد أن مقدار ما يشرب الرجل من الحليب لا علاقة له بمخاطر الأورام في المرحل المبكرة  . وتناول الحليب في منتصف العمر ،حيث ركزت الدراسات على هذه  الفئة العمرية ،ولم تتضح نتائج حول ذلك أيضا .                 

وقالت تورفادوتور أن هناك آليات فسيولوجية عديدة ، ربما من حيث المبدأ في تفسير العلاقة بين شرب الحليب والسرطان إن وجدت. ولكن في هذه النقطة ، يظل كل منهم يعود للتخمين .   

 

وأضافت "إنطلاقا من هذه البيانات وحدها لا نستطيع أن نوصي بأن الفتيان في سن المراهقة يجب أن تكون عاداتهم الغذائية لا مخاطرة فيها" .  وقالت "اننا نبحث فقط على خطر مرض واحد ، وسرطان البروستاتا ، والمخاطر التي من الواضح أن لها  شروط أخرى ، مثل صحة العظام ، فلا بد من النظر إليها ."

 

الأسباب التي تكون سابقة لأوانها لتحديد علاقة شرب الحليب بسرطان البروستاتا .

 

وافق الدكتور ماثيو كوبربيرغ ، طبيب المسالك البولية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.

وقال "سيكون من السابق لأوانه القول بأن شرب الحليب يسبب سرطان البروستاتا" ، وقال لرويترز. "يمكنك الحديث عن الأشياء التي ترتبط بذلك ، ولكن من الصعب إثبات العلاقة السببية."

 

وأضاف أن الناس لا ينبغي أن تربط شرب الحليب بأي شيء آخر.

وقال كوبربيرغ أن  "هناك الكثير من الفوائد الصحية من شرب الحليب في سن المراهقة" .

يحزر تورفادوتير من النصائح الغذائية ، مشيرا إلى أنه "من المهم أن يكون لها نظام غذائي متوازن  وإستهلاك الحليب بشكل معتدل هو جزء من ذلك".

 

المصدر: foxnews