أشارت الدلائل الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون الأجهزة الرقمية بشكل متكرر قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطرابات الطعام والسمنة.

كلما زاد عدد الأدوات المتاحة يشعر الإنسان بالإغراء لاستكشاف هذه التقنيات الجديدة. تتنافس الأدوات والأجهزة الرقمية في المنزل وفي مكان العمل، لتكون محل اهتمام الفرد، حيث باتت أجهزة الحاسوب، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والساعات الذكية دافعاً لتحديد أولويات المهام المختلفة من خلال الإشعارات التي يتم إرسالها وجاذبية الوسائط الاجتماعية.

وحتى عند الجلوس على مائدة العشاء مع الأهل أو عند تناول القهوة مع أحد الأصدقاء، يشعر المرء بإغراء التحقق من هاتفه، ومتابعة الأخبار، والمنشورات، والتعليقات، والرسائل الجديدة على حساباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتحول من تطبيق إلى التالي.

وفقاً لدراسة جديدة تم إجراؤها من قبل فريق بحث من جامعة رايس، في هيوستن، تكساس، وكلية دارتموث، في هانوفر، وجامعة ولاية أوهايو، في كولومبوس- من المرجح أن يكون الأشخاص الذين يستخدمون في كثير من الأحيان الوسائط الرقمية المختلفة عرضةً لزيادة الوزن أو السمنة وأن يكون أقل قدرة على التحكم بأنفسهم.

قال الباحث الرئيسي في الدراسة: "إن زيادة التعرض للهواتف، والأجهزة اللوحية، وغيرها من الأجهزة المحمولة من أهم التغييرات التي طرأت على بيئتنا في العقود القليلة الماضية، وقد حدث هذا خلال فترة ارتفعت فيها معدلات السمنة أيضاً في العديد من الأماكن". وأضاف: "لذلك، أردنا إجراء هذا البحث لتحديد فيما إذا كانت هناك روابط بين السمنة وإساءة استخدام الأجهزة الرقمية".

ونشر الباحثون نتائجهم في ورقة بحث في مجلة Brain Imaging and Behavior. وأجرى فريق البحث دراستين متصلتين قيمتا الصلة بين تعدد استخدام الأجهزة الرقمية والسمنة. في البداية، عمل الباحثون مع 132 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً. وقد أجاب المشاركون على أسئلة من استبانة تم تصميمها خصيصاً بهدف تقييم مدى تعدد مهامهم، ومدى سهولة تشتيت انتباههم، وفيما إذا كانوا يشعرون بالحاجة إلى التحقق من الرسائل والإشعارات على هواتفهم أثناء إجراء محادثات شخصية.

في هذه المرحلة، وجد الفريق أن الأفراد الذين كانت درجاتهم أعلى في نتائج الاستبانة كان موشر كتلة الجسم لديهم أعلى أيضاً مع ارتفاع نسبة الدهون في الجسم مقارنةً مع المشاركين الذين كانت درجات منخفضة.

في الدراسة الثانية، قام الباحثون باختيار 72 مشاركاً من الدراسة السابقة، الذين وافقوا على إجراء فحوصات تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي حتى يتمكن الفريق من تسجيل نشاط الدماغ  عرض سلسلة من الصور التي تضمنت شرائح من الأطعمة غير الصحية ولكن الجذابة عليهم.

كشفت عمليات المسح أنه عند عرض صور للأطعمة غير الصحية، أظهر الأشخاص ذوو الدرجات العالية نشاطاً متزايداً في منطقتين من الدماغ، ترتبطان بالإدمان والعادات غير الصحية.

اقرأ أيضاً: اضطرابات الأكل النفسية

وأظهرت الأبحاث الإضافية أيضاً أن هؤلاء المشاركين كانوا أكثر عرضة لقضاء المزيد من الوقت في المطاعم.

توحي النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن بوجود علاقة بين الاستخدام المتعدد للأجهزة الرقمية ومستويات التشتت وخطر السمنة.