التهاب السحايا الفيروسي، هو التهاب ناجم عن عدوى فيروسية تصيب الأنسجة المغلفة للدماغ والحبل الشوكي أو الحيز المملوء بالسائل بين أنسجة الدماغ.
يعرف الالتهاب السحائي الفيروسي أيضاً باسم التهاب السحايا العقيم (بالإنجليزية: Aseptic Meningitis)، ويعد أكثر أنواع التهاب السحايا انتشاراً، ولكنه يشكل خطورة أقل من التهاب السحايا البكتيري، حيث أن معظم المصابين به لا يعانون من مضاعفات خطيرة ويتماثلون للشفاء التام في غضون 7-10 أيام.
يمكن أن تسبب العديد من أنواع الفيروسات التهاب السحايا، ولكن تجدر الإشارة إلى أن التعرض لأحد هذه الفيروسات ليس بالضرورة أن ينتج عنه الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي، حيث أن معظم الأفراد يتعرضون لنوع أو أكثر من هذه الفيروسات دون أن يصابوا بالتهاب السحايا. فيما يلي أكثر أنواع الفيروسات شيوعاً في التسبب بالتهاب السحايا: يعد فيروس كوكساكي (بالإنجليزية: Coxsackie) أو فيروس إيكو (بالإنجليزية: Echovirus) سبب التهاب السحايا الفيروسي الأكثر شيوعاً. وتؤثر الفيروسات المعوية (بالإنجليزية: Enteroviruses) على الأطفال غالباً. تعد فيروسات الهربس (بالإنجليزية: Herpes Viruses) من أسباب التهاب السحايا الشائعة لدى المراهقين والبالغين. وتشمل فيروسات الهربس فيروس الهربس البسيط، وفيروس الهربس النطاقي، وهو ذات الفيروس الذي يسبب جدري الماء أو الحماق. من الفيروسات التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا أيضاً ما يلي: يمكن أن يصاب أي شخص بالالتهاب السحائي الفيروسي، ولكن هناك بعض الفئات التي يزداد خطر الغصابة لديها، وتشمل: يمكن للمسببات الفيروسية الوصول إلى الجهاز العصبي المركزي والتسبب بالتهاب السحايا الفيروسي عبر أحد المسارين التاليين: يعد المسار الدموي أكثر شيوعاً لاختراق معظم مسببات الأمراض الفيروسية المعروفة، ويحدث عن طريق دخول الفيروس إلى الجسم من خلال الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي أو الهضمي، حيث يستنسخ الفيروس نفسه ثم ينتقل إلى مجرى الدم، وقد يتمكن الفيروس من اختراق الحاجز الدموي الدماغي والوصول إلى الدماغ. يشير الاختراق العصبي إلى انتشار الفيروس على طول جذور الأعصاب، ويقتصر عادةً على فيروسات الهربس وربما بعض الفيروسات المعوية.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي
كيف تسبب الفيروسات التهاب السحايا الفيروسي؟
في البداية يمكن أن تشابه أعراض التهاب السحايا الفيروسي والبكتيري، ومع ذلك فإن الأعراض قد تختلف من شخص لآخر وقد تتأثر بالعمر. تشمل أعراض التهاب السحايا الفيروسي عند الاطفال والرضع ما يلي: تشمل أعراض التهاب السحايا الفيروسي عند البالغين ما يلي:اعراض التهاب السحايا الفيروسي عند الاطفال
اعراض التهاب السحايا الفيروسي عند الكبار
يبدأ تشخيص التهاب السحايا الفيروسي مع أخذ التاريخ الطبي للمريض والفحص السريري، وعلى الرغم من أن التهاب السحايا الفيروسي والبكتيري الحاد يمكن أن يسببوا نفس الأعراض كالحمى، والصداع، وتصلب الرقبة، إلا أنه ومع تقدم الحالة المرضية يظهر المرضى المصابون بالتهاب السحايا البكتيري تدهوراً تدريجياً في الحالة العقلية، بينما المرضى المصابون بالتهاب السحايا الفيروسي يبدؤون بالتحسن تلقائياً. كما يجب إجراء مسح التصوير المقطعي للدماغ للمرضى الذين يعانون من أي علامة عصبية غير طبيعية، لاستبعاد الضغط داخل الجمجمة أو استسقاء الرأس. يمكن كذلك أن يسحب الطبيب عينة من سائل الدماغ الشوكي بطريقة البزل القطني (عبارة عن إدخال الإبرة بين فقرتين أسفل الظهر، وسحب عينة من السائل الدماغي الشوكي) وإرسالها إلى المختبر لإجراء الفحوصات عليه وتحديد المسبب المرضي لالتهاب السحايا، حيث يحتوي السائل الدماغي الشوكي عادةً على كمية صغيرة من البروتين والجلوكوز، وقد يحتوي على عدد قليل من خلايا الدم البيضاء في الحالة الطبيعية. أما في حال ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء (خاصة الخلايا الليمفاوية)، ومستوى البروتين العالي في السائل الشوكي، فقد يشير ذلك إلى تشخيص التهاب السحايا الفيروسي، ويمكن أن يتم زرع السائل للتحقق من عدم وجود البكتيريا. يمكن أيضاً استخدام تقنية تفاعل البلمرة المتسلسلة للكشف عن وجود الفيروسات، وخاصة الفيروسات المعوية و فيروسات الهربس في السائل الشوكي.
معظم الناس الذين يصيبهم التهاب السحايا الفيروسي يتعافون من تلقاء أنفسهم في غضون عشر أيام أو بضعة أسابيع، ولكن من الممكن أن يستغرق الشفاء شهوراً إذا سببت الإصابة مضاعفات شديدة، كما يحدث في حالة الاصابة بسبب فيروس غرب النيل أو فيروس التهاب الغشاء المفصلي اللمفاوي. في معظم الحالات لا يوجد علاج محدد لالتهاب السحايا الفيروسي، ومع ذلك، فإن الأشخاص المصابين بالتهاب السحايا الناجم عن فيروسات معينة، مثل فيروس الهربس والإنفلونزا يحتاجون عادةً إلى العلاج باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات. كما يتم علاج الأعراض المرضية فقط من خلال الراحة، والترطيب عن طريق الإكثار من شرب السوائل للوقاية من الجفاف، واستخدام خافضات الحرارة، وأدوية تسكين الألم. ومن الجدير بالذكر أن المضادات الحيوية لا تساعد في حالة العدوى الفيروسية، لذلك فهي ليست مفيدة في علاج التهاب السحايا الفيروسي ولكنها تقاوم البكتيريا، لذا فهي مهمة جداً عند علاج التهاب السحايا الجرثومي.
لا توجد لقاحات للحماية من الفيروسات المعوية، والتي تعد السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب السحايا الفيروسي، ولكن هناك خطوات وممارسات صحية تساعد في التقليل من فرص الإصابة بالفيروسات ومنع انتقالها من شخص إلى آخر، ومن هذه الممارسات ما يلي: اقرأ أيضاً: طرق غير متوقعة لنقل الفيروسات والبكتيريا
Cordia Wan. Viral Meningitis. Retrieved on the 9th of November, 2020, from: https://emedicine.medscape.com/article/1168529-overview Logan, S. A., & MacMahon, E. (2008). Viral meningitis. BMJ (Clinical research ed.), 336(7634), 36–40. https://doi.org/10.1136/bmj.39409.673657.AE CDC.gov. Viral Meningitis. Retrieved on the 9th of November, 2020, from: https://www.cdc.gov/meningitis/viral.html Meningitis Research Foundation. Viral Meningitis. Retrieved on the 9th of November, 2020, from: https://www.meningitis.org/meningitis/causes/viral-meningitis
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.