السنط الجلدي هو مسمى آخر للثآليل الجلدية التي تظهر على أجزاء مختلفة من الجسم مثل الأيدي، والأصابع، والاقدام، وحول الفم، وأيضا المناطق التناسلية. والسنط الجلدي هو تكاثر حميد للخلايا في الجلد أو الأغشية المخاطية نتيجة وجود فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human Papillomavirus).

يوجد أكثر من 100 نوع مختلف من الفيروس الحليمي البشري يفضل كل نوع منها منطقة مختلفة من الجلد، بعضهم يسبب نتوءات جلدية صغيرة، غير مؤلمة، خشنة السطح على الأصابع أو الوجه. ونوع آخر يسبب نتوءات أكبر حجماً، مؤلمة، ومسطحة تنمو على باطن القدم. على الرغم من ذلك يمكن أن يسبب أي نوع من الفيروس الحليمي البشري ثآليل أو سنط جلدي في أي مكان في الجسم. كما يوجد 40 نوع مختلف من الفيروس الحليمي البشري يصيب الجلد الذي يغطي المناطق التناسلية ويؤدي لظهور ثآليل (السنط) الأعضاء التناسلية، وفتحة الشرج، ويمكن أن يسبب مضاعفات أخرى للسيدات تتعلق بعنق الرحم.

ينتشر السنط الجلدي بشكل كبير حيث يقدر إصابة 7-12% من السكان في العالم بالسنطة الجلدي. ويكون انتشار السنط الجلدي بشكل كبير وواضح في عمر المدرسة وبين طلاب المدارس، فنسبَة الانتشار تصل بين 10-20%. هذه النسبة تزداد في الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.


المسبب لظهور السنط الجلدي

تحدث الثآليل (السنط) بسبب الإصابة بفيروس الحليمي البشري، وهو فيروس يشمل مجموعة كبيرة من الأنواع التي تتسبب في حدوث أنواع مختلفة من السنط الجلدي، من هذه الأنواع:

  • النوع (2 و4 من الفيروس الحليمي البشري) يسبب النوع العادي من الثآليل، يتراوح حجمها بين 1مليمتر إلى 1سنتمتر، وتظهر بشكل خاص على الأيدي وعلى الركبة.
  • النوع (1، ثم يليه الأنواع 2، و3، و4، و27، و29، و57) تسبب سنط عميق يصيب الأيدي والأقدام. الثآليل العميقة تبدأ ببروز جلدي صغير ولامع، ثم تتطور لتشكل نتوء داخلي عميق جداً، ذو سطح دائري خشن الملمس، محدد بشكل واضح، يحيط بالثالول حلقة من الجلد الأملس. ولأن هذا النوع من السنط الجلدي ينمو عميقاً إلى الداخل فإنها يسبب ألم أكثر من غيره من الأنواع. كما يتميز سنط باطن الأقدام والأيدي العميق بظهوره على مناطق باطن القدم إلى تحمل وزن الجسم بشكل أكبر، مثل بداية الأصبع الكبير، وكعب القدم. أما عندما تحدث على الأيدي فإنها تكون حول الأظافر.
  • الأنواع(3، و10، و28) تسبب السنط المسطح. يتميز السنط المسطح بأنه يصيب منطقة الوجه، والذقن والأيدي بشكل واضح. يمكن أن يحدث على شكل بعض نتوءات جلدية مسطحة، ويمكن أن يصل عددها إلى المئات وتكون على شكل تجمعات متلاصقة. أيضا ً يمكن أن تظهر على شكل خطوط مسطحة بعد حك المكان والسبب بجرح طولي فيه.
  • والنوع 60 من فيروس الحليمي البشري يسبب السنط أو الثآليل الكيسية. يظهر السنط الكيسي على باطن القدم، يكون على شكل كيس جلدي صغير ذو ملمس املس، إذا تم شق هذا الكيس فإن مادة لزجة تشبه قوام الجبن تخرج من داخله.
  • الثآليل الخيطية، هي ثآليل رفيقة وطويلة عادة ما تظهر قرب الشفاة حول الفم، أو حول جفون العين أو الأنف.
  • السنط داخل الفم، أو تضخم البطانة يحدث حين يصيب الفيروس الحليمي البشري التجويف الفموي، ويؤدي إلى ظهور الثآليل على باطن الشفة، وجوف الخد ونادراً على اللسان. يكون السنط على شكل نتوء جلدي مسطح، أبيض أو وردي اللون. يحدث السنط داخل الفم بشكل متكرر أكثر في الأطفال.

طريقة انتشار السنط الجلدي

ينتقل الفيروس الحليمي البشري المسبب السنط الجلدي عن طريق التلامس المباشر، مثلاً عند مصافحة يد شخص مصاب بوجود الثآليل على أصابع اليدين أو حول الأظافر. أيضاً ينتقل من خلال التواصل الجنسي، حيث أن الفيروس الحليمي البشري يمكن أن ينتقل من خلال أشخاص لا تظهر عليهم الأعراض أصلاً، لكن تزداد احتمالية انتقال العدوى عندما يعاني الشخص من ظهور ثآليل في المنطقة التناسلية.

للمزيد: الأمراض المنقولة جنسيًا

ينتقل الفيروس الحليمي البشري بشكل أقل من خلال الأسطح التي تعرض لها الشخص المصاب بالسنطة الجلدي، تحديداً عند ارتداء نفس الحذاء لشخص يعاني من سنط جلدي على باطن القدم. حيث يقدر أخصائي الصحة في أمريكا أن السنط العادي محمول على أيدي شخص بين كل أربعة أشخاص خصوصاً في الأطفال. لذلك وبسبب غير معروف فإن سنط الأقدام يعتبر الأكثر انتشاراً بين المراهقين والشباب في مقتبل العمر.

تزداد احتمالية انتقال الفيروس عند وجود أي إصابات في الجلد، أو جروح، فقَضم الأظافر أو إصابات الجلد تجعل دخول العدوى أسهل. كما أن العدوى تنتقل في البيئة الرطبة بشكل أسهل، مثل حمامات السباحة، واستخدام المناشف الخاصة بالمريض، أيضاً الأعمال المرتبطة برطوبة الأيدي لفترة طويلة مثل العاملين في المسالخ والجزارين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسنطة الجلدي.

مجرد التقاط الشخص للعدوى فإنها تحتاج من 3-4 شهور لتظهر الأعراض، وفي بعض الحالات يمكن أن تبقى العدوى كامنة وتظهر الأعراض بعد 2-3 سنوات من التعرض لها. كما من المهم أن يعرف المصاب بالسنط الجلدي أنه يمكن أن يتسبب في انتشار العدوى لنفسه من مكان إلى آخر، فمثلاً يمكن أن تنتقل العدوى من الأقدام الى الأيدي خصوصاً عندما تكون رطبة، أو اليد مصابة بجروح. لذلك الحرص على النظافة الشخصية وتجنب لمس السنط ثم لمس منطقة أخرى دون التعقيم.

علاج السنط الجلدي

يوجد مجموعة واسعة من العلاجات المستخدمة لعلاج السنط الجلدي، بالطبع لا يوجد علاج واحد لكل الحالات، فكل حالة تحتاج تقييم من قبل الطبيب لاختيار الأنسب لها. يبدأ علاج السنط بالعلاجات الأقل تكلفة، وأقل ألماً في حين يلجأ الطبيب إلى العلاجات المتقدمة أكثر في الحالات التي يتكرر فيها السنط أكثر من مرة ويكون مقاوماً للعلاجات الأولية المستخدمة.

يجب الإشارة أيضا إلى أنه لا يوجد علاج للسنط يعطي نتيجة شفائية بشكل كامل مباشرة، حيث أن العلاج غالباً يحتاج إلى عدد من الجلسات ومدة من الوقت، إضافة إلى ذلك يمكن أن يعود الثؤلول حتى بعد إزالته بعملية جراحية لأن الفيروس لا يزال موجود داخل الجلد. لذلك يجب أن يعلم المريض جميع تفاصيل العلاج والنتائج المتوقعة لكل طريقة. وبناءً على النظام المتبع لعلاج السنط الجلدي والموصى به من الجمعية البريطانية لأطباء الأمراض الجلدية، فإن علاج السنط يشمل كل من:

الإهمال الآمن

يمكن ترك السنط الجلدي دون علاج في بعض الحالات التي يكون عدد الثآليل محدود وغير منتشر، ولا يسبب مشكلة واضحة للمريض. خصوصاً وأن 65% من الحالات يختفي فيها السنط دون أي علاج وبشكل تلقائي خلال سنتين.

العلاج الدوائي

  • يعتبر حمض الصفصاف أو الساليسيليك العلاج الأول المستخدم في علاج الثآليل، يستخدم بشكل موضعي يدهن على منطقة الثؤلول فقط والإنتباه إلى عدم ملامسة الجلد السليم حول السنط. يعتبر حمض الصفصاف من أكثر العلاجات الموضعية فعالية مقارنة بتكلفته المنخفضة حيث تستجيب 70-80% من الثآليل له وتتعافى بشكل كامل.
    تستخدم أيضا علاجات موضعية أخرى مثل بودوفيلوتوكسين للثآليل على الأغشية المخاطية والمناطق التناسلية. كما يمكن استخدام مركب تريتينوين (الذي يستخدم لعلاج حب الشباب) في علاج السنط المسطح.
  • الحقن داخل الثؤلول، تستخدم هذه الطريقة عند مقاومة السنط للعلاج الموضعي.
  • العلاج الضوئي (بالإنجليزية: Photodynamic Therapy).
  • العلاجات البديلة مثل استخدام زيت شجرة الشاي، أو الثوم ووضعها بشكل مباشر على السنط خصوصاً في منطقة الأيدي أو الأقدام تعطي نتائج جيدة.

العلاجات الجراحية

  • التجميد أو التبريد، وأكثر الطرق فعالية لجراحة التجميد باستخدام النيتروجين السائل (-196 درجة مئوية). يتم وضعه على المنطقة المصابة بحذر، مع تكرار العملية نفسها أكثر من مرة حسب رأي الطبيب. يمكن أن يصاحبها ألم أو ظهور كيس مائي بعد التجميد. أيضاً يمكن حدوث بعض الأعراض الجانبية مثل تغير لون المنطقة أو بقاء ندوب نتيجة العلاج. 
  • العلاج بالليزر، يستخدم في الحالات المتقدمة واسعة الانتشار وتتم تحت التخدير الكامل أو الموضعي.
  • الكشط الجراحي أو التجفيف الكهربائي (بالإنجليزية: Electrodesiccation/Curettage and Surgery).

مسار المرض المتوقع السنط الجلدي 

يختفي ما يقارب 65% من السنط خلال عامين بشكل تلقائي ودون استخدام العلاجات. حين تشفى الثآليل لوحدها بشكل تلقائي فإنها لا تترك آثار أو ندوب ولكن يمكن أن تحدث الندوب نتيجة العلاجات المختلفة، ظهور السنط حول الظفر يمكن أن يسبب تشوهاً طويل الأمد في الأظافر. أيضا من المتوقع الفشل المتكرر للعلاج وتكرار ظهور السنط الجلدي وتزداد احتمالية فشل العلاج وتكرار الظهور في مرضى نقص المناعة.

يكون بشكل عام السنط من النوع العادي غير مؤلم ولا يوجد له أي أعراض، وبعضهم يعطي إحساساً بعدم الراحة أو الألم مثل السنط المنتشر على أخمص (باطن) القدم إذا كان الانتشار بشكل شديد فإنه قد يؤثر على المشي ويُعيق الحركة. لكن المتأثر الرئيسي هو المظهر الجمالي، وجود السنط يزعج المريض بسبب شكله غير المحبب.