تُعد مشكلات الكلام وصعوبة النطق أحد الأعراض الشائعة لدى مرضى التوحد، ولا تقتصر هذه المشكلة على أطفال التوحد، بل أيضًا هناك بعض المراهقين والبالغين المصابين بالتوحد يُعانون أيضًا من صعوبة الكلام. ومن الجدير ذكره أن مشكلات الكلام تؤثر على الحالة النفسية لمرضى التوحد مما يعيق قدرات التواصل الاجتماعي لديهم. تعرف في هذا المقال على صعوبة الكلام عند مرضى التوحد وتأثيراتها النفسية عليهم.

صعوبة الكلام عند مرضى التوحد

يُعاني الأشخاص المصابين بالتوحد من مشكلات في الكلام والنطق وصعوبة في استخدام اللغة، والتي تتمثل في عدم السلاسة بالكلام أي صعوبة استمرارية الكلام، وتكرار الكلمات والعبارات، وبذل جهد أثناء التحدث لاختيار الكلمات، والعبارات، ونبرة الصوت، وغيرها. ويمكن أن تظهر اضطرابات صعوبة الكلام عند مرضى التوحد بعدة أشكال، ومنها: [1]

التأتأة

التأتأة هي أحد أشكال صعوبة الكلام عند مرضى التوحد، وتحدث التأتأة عندما يواجه مريض التوحد صعوبة جسدية في النطق بالرغم من قدرته على اختيار الكلمات المناسبة، إذ يعاني مرضى التوحد من صعوبة إتمام الحديث، وقد يعاني مرضى التوحد أيضًا من: [1] [2]

  • تكرار الأصوات، مثل تكرار الحرف الأول من الكلمة.
  • تكرار المقاطع، مثل تكرار جزء معين من كلمة عدة مرات قبل التمكن من نطق الكلمة.
  • إطالة الكلمات والأصوات.

يستغرق مريض التوحد بعض الوقت بسبب التأتأة حتى ينطق الكلمة بشكل مناسب، وقد يحاول عدة مرات نطق الكلمة أو قد يصمت. [1][2]

للمزيد: أعراض التوحد البسيط

سرعة التحدث

يُعد التحدث بسرعة أحد اشكال صعوبة الكلام عند مرضى التوحد، إذ قد يتحدث مريض التوحد بسرعة كبيرة ولا يستطيع دماغه التعامل مع هذه السرعة، وقد يواجه المستمعون أيضًا صعوبة في فهم كلام مريض التوحد بسبب وجود واحد على الأقل من هذه الثلاثة أعراض: [1][2]

  • التكرار المفرط للعبارات، ومراجعة الأفكار، وحشو بعض الكلمات اثناء الحديث.
  • دمج بعض الأصوات مع الكلمات أو حذف بعض الأصوات أو المقاطع.
  • التوقف المؤقت في أثناء الحديث.

اقرأ أيضًا: التوحد عند الكبار

عدم الطلاقة

عدم الطلاقة هي أحد أشكال صعوبة الكلام عند مرضى التوحد، وهو يحدث عندما يقوم مريض التوحد بتكرار أو إطالة الأصوات في نهاية الكلمات، أو يقوم بإدخال صوت في منتصف الكلمة. وتختلف عدم الطلاقة عن التأتأة، إذ إن التكرار يحدث غالبًا بعد أن يكمل المتحدث الكلمة، في حين أن الفرد الذي يعاني من التأتأة يجد صعوبة في بدء الكلمة، أما الشخص الذي يعاني من عدم الطلاقة فيجد صعوبة في إنهاء الكلمة. [1][2]

في بعض الأحيان يحدث التكرار في أثناء الكلام عند مريض التوحد في نهاية الكلمة مباشرة، وفي أحيان أخرى يحدث بعد توقف مؤقت في الكلام. ويختلف طول فترة التوقف المؤقت بين الأشخاص، وقد يقوم بعض الأفراد المصابين بالتوحد بإدخال فكرة أخرى عند التوقف المؤقت. [1][2]

اقرأ أيضًا: أنواع التوحد

التأثيرات السلبية لصعوبة الكلام

قد يكون لدى مرضى التوحد تصورات ذهنية خاطئة حول صعوبة الكلام لديهم، مثل التفكير في أنهم سوف يتلعثمون دائمًا عندما ينطقون أسمائهم، أو أنهم لن يتمكنوا من التواصل اللفظي بشكل طبيعي مع الآخرين. وقد تؤدي هذه المشاعر والتصورات السلبية إلى تجنب التواصل الاجتماعي. [1]

للمزيد: الفرق بين اضطراب القلق الاجتماعي والتوحد

تختلف التصورات عن صعوبة الكلام عند مرضى التوحد، خاصة بين أولئك الذين يعانون من التشوش وعدم الطلاقة، لذلك يجب تقييم كل شخص لتحديد العوامل التي تساهم في مشاكل الكلام. [1]

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع طفل التوحد

ومن الجدير ذكره أن الآثار النفسية التي يعاني منها مرضى التوحد يمكن أن تنعكس بتأثيرات سلبية إضافية على القدرة على الكلام، مثل: [3]

  1. التحدث بنبرة صوت أعلى أو أقل من النبرة المتوقعة.
  2. استخدام نغمة صوت غير مناسبة.
  3. التحدث في موضوع بعيد عن الموضوع الأساسي.
  4. تكرار نفس الكلمات والعبارات.
  5. طرح أسئلة قد تكون محرجة للآخرين.
  6. التحدث في مواضيع قد تكون محظورة.
  7. المشاركة في محادثات بدون أن يطلب منه ذلك، وإنهاء المحادثة بشكل مفاجئ.

للمزيد: أسباب التوحد

علاج صعوبة الكلام عند مرضى التوحد

يجب أخذ التأثيرات السلبية لصعوبة الكلام عند مرضى التوحد عند تحديد أولويات أهداف علاج النطق، واللغة، وصعوبة الكلام، إذ يعاني مرضى التوحد من أعراض مختلفة تتعلق بصعوبة الكلام، ويحتاج معظمهم إلى تلقي الدعم والمساعدة في تطوير مهارات الكلام، وفهم تعبيرات الوجه، والإشارات غير اللفظية. [2]

للمزيد: علاج التوحد

تبدأ مراحل علاج صعوبة الكلام عند مرضى التوحد بمراجعة متخصصي النطق واللغة لتقييم مشكلات وصعوبة الكلام لدى المرضى، وبعدما يقوم معالج النطق واللغة بتحديد نوع صعوبة الكلام الذي يعاني منه مريض التوحد سيضع الأهداف العلاجية، والتي يمكن أن تشمل الآتي: [1]

  • استراتيجيات العلاج التي تركز على تدريب مريض التوحد على التحكم بوقت الكلام والسكوت.
  • سيركز علاج صعوبة الكلام عند مرضى التوحد على تنظيم معدل وسرعة الكلام عند المعاناة من سرعة التحدث، وذلك من خلال تدريب الشخص على السكوت الطبيعي بين الكلمات والتركيز على خروج الأصوات بشكل واضح.
  • سيقوم المختص بالبحث عن الأسباب الكامنة وراء عدم الطلاقة.

يمكن للعائلة والأصدقاء أيضًا المساعدة في تطوير مهارات الكلام لدى مرضى التوحد من خلال التدريب والتطبيق العملي للمهارات الجديدة، ولعب الأدوار لتدريبهم على أنماط الكلام المناسبة واستخدام اللغة. كما يجب في بعض الحالات الإفراط في تدريبهم على مهارات النطق والكلام إلى درجة يصبح فيها استخدامهم اللغة صحيحًا. ومن الجدير ذكره أن علاجات مشكلات النطق واللغة والكلام يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا لكل من الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد. [3]

اقرأ أيضًا: الغذاء ومرض التوحد

نصيحة الطبي

يمكن من خلال علاج صعوبة الكلام عند مرضى التوحد تحسين مهاراتهم وتفاعلهم الاجتماعي، إذ قد تؤثر صعوبة الكلام بشكل سلبي على الحالة النفسية لمريض التوحد مما يسبب صعوبة في التواصل الاجتماعي أيضًا.