يعد مرض الزهايمر (بالانجليزية: Alzheimer’s disease) من الاضطرابات الانتكاسية التي تؤثر على الدماغ، أي أنه يزداد سوءً مع مضي الوقت، حيث يعمل على تدمير خلايا الدماغ العصبية، وقطع التواصل الموجود بينها، مما يؤدي إلى حدوث تدهور في الوظائف الذهنية والإدراكية، والذاكرة، والسلوك، ويتطلب حصول المريض على الرعاية من الآخرين مع تطور مراحل المرض.

لا يوجد إلى الآن علاج فعال يعالج مرض الزهايمر بشكل نهائي، كما لا يوجد علاج يمكن أن يوقف تطور المرض، إلا أن العلاجات الدوائية وغير دوائية المتوفرة قد تساعد على التقليل من شدة أعراض المرض لفترات مؤقتة.

يرتكز علاج مرض الزهايمر، بأشكاله المختلفة، على تحسين جودة حياة مرضى الزهايمر، والتخفيف من شدة أعراض المرض، وإبطاء تطورها بقدر الإمكان، ونستعرض في هذا المقال العلاجات المتاحة حالياً، بالإضافة إلى الأبحاث والتجارب القائمة لإيجاد علاج محتمل لمرض الزهايمر.

آلية اختيار علاج مرض الزهايمر المناسب

يتم اختيار العلاج المناسب لمرضى الزهايمر من قبل الطبيب المختص بناءً على بعض العوامل، والتي تشمل ما يلي:

  • عمر المريض، وصحته العامة، وتاريخه الطبي.
  • مرحلة مرض الزهايمر ومدة شدته.
  • مدى فاعلية علاج محدد للمريض، ومناسبته لأسلوب الحياة الخاص به.
  • الأسلوب العلاجي المفضل للمريض، أو لأفراد عائلته، أو الأشخاص الذين يعتنون به.

علاج مرض الزهايمر الدوائي للذاكرة

يوجد نوعين من الأدوية الموافق عليها لعلاج التدهور في الوظائف الإدراكية لمرضى مرض الزهايمر (بالانجليزية: Alzheimer’s disease)، مثل مشاكل الذاكرة، والارتباك، والتفكير، والمنطق، وعلى الرغم من أن هذه الأدوية لا تستطيع إيقاف الضرر اللاحق بخلايا الدماغ بسبب المرض، إلا أنها تساعد على التحكم بالأعراض والتخفيف من شدتها لفترات مؤقتة.

تتصل الخلايا العصبية في الدماغ وتتواصل في مناطق تعرف بالتشابكات العصبية (بالانجليزية: Synapses)، وهي مناطق يتم فيها إفراز مركبات كيميائية تعرف بالنواقل العصبية (بالانجليزية: Neurotransmitters)، من خلية إلى أخرى.

يعمل مرض الزهايمر على تعطيل وعرقلة العملية السابقة، وتدمير التشابكات العصبية وقتل الخلايا العصبية في النهاية، مما يسبب إلحاق الضرر بشبكة التواصل الخاصة بالدماغ.

تعمل الأدوية المستعملة في علاج مرض الزهايمر عن طريق التأثير على النواقل العصبية في الدماغ، وتتضمن هذه الأدوية النوعين التاليين:

مثبطات الكولين استراز

تستعمل مثبطات الكولين استراز (بالانجليزية: Cholinesterase inhibitors) لعلاج أعراض الزهايمر بمراحله المختلفة بناءً على الدواء المستعمل، والتي غالباً ما يتم وصفها لعلاج المشاكل المرتبطة بالذاكرة، والتفكير، واللغة، والحكم على الأمور، وغيرها من العمليات الفكرية.

تعمل هذه الأدوية على منع تفكك مركب الاستيل كولين (بالانجليزية: Acetylcholine)، الذي يعمل كناقل عصبي مهم في عملية التعلم والتذكر، الأمر الذي يدعم ويحسن عملية التواصل بين الخلايا العصبية عن طريق زيادة تركيز هذا المركب، وبالتالي تأخير أو إبطاء تطور أعراض المرض.

تختلف فاعلية مثبطات الكولين استراز من شخص لآخر، وتعتبر من الأدوية التي يتحملها المرضى بشكل جيد، وتتضمن الأعراض الجانبية الشائعة لها الغثيان والتقيؤ، وفقدان الشهية، وزيادة في حركة الأمعاء، لذلك ينصح بمتابعة المرضى من قبل أطباء لديهم خبرة بالتعامل مع هذه الأدوية، مع ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب المختص بدقة.

تتضمن مثبطات الكولين استراز الأدوية التالية:


دواء الميمانتين

يستعمل دواء الميمانتين (بالانجليزية: Memantine) في علاج الأعراض المرتبطة بالمراحل المتوسطة والشديدة من مرض الزهايمر، حيث يستعمل لتحسين الذاكرة، والانتباه، والمنطق، واللغة، والقدرة على القيام بالمهام البسيطة، ويمكن استعماله بمفرده أو مع أدوية الزهايمر الأخرى، حيث توجد بعض الأدلة أن مرض الزهايمر في المراحل المتوسطة أو الشديدة الذين يستعملون مثبطات الكولين استراز قد يستفيدون من استعمال دواء الميمانتين في نفس الوقت، كما أنه يتوفر تركيبة تجمع كل من دواء الميمانتين، ودواء الدونيبيزيل في نفس الدواء.

يعمل دواء الميمانتين على تنظيم فاعلية مركب الجلوتامات (بالانجليزية: Glutamate)، وهو ناقل عصبي مهم في عملية معالجة المعلومات، وحفظها، واسترجاعها، الأمر الذي يحسن من الوظائف الذهنية، والقدرة على القيام بالنشاطات اليومية عند بعض مرضى الزهايمر.

تتضمن الأعراض الجانبية الشائعة لدواء الميمانتين الصداع، والإمساك، والإرتباك، والدوار.

اقرأ أيضاً: الزهايمر، اعراضه، وطرق التعايش مع المريض

علاج مرض الزهايمر والتغيرات السلوكية

قد يعتبر العديد من الأشخاص أن التغيرات السلوكية التي يعاني منها مرضى الزهايمر هي أكبر المشاكل التي يسببها المرض، وأكثرها تحدياً، والتي قد تسبب الاذى النفسي للمريض ومن حوله أيضاً، والتي تنتج بشكل أساسي عن التدهور المستمر للخلايا العصبية في الدماغ، كما أن استعمال بعض الأدوية، أو تأثير البيئة المحيطة بالمريض، أو المعاناة من مشاكل صحية أخرى، قد يسبب تتطور أو تدهور في الأعراض السلوكية.

تتضمن التغيرات السلوكية التي قد يعاني منها مرضى الزهايمر العصبية، والتوتر، والاكتئاب، والتي قد تزداد سوءً مع تقدم مراحل المرض وتتحول إلى عدوانية، واضطرابات عاطفية، وهلوسات، وأوهام، ومشاكل في النوم، وتصرفات غير مقبولة اجتماعياً وغيرها من المشاكل.

تتضمن الأساليب العلاجية المتاحة للتعامل مع التغيرات السلوكية لمرضى الزهايمر ما يلي:

تجنب المواقف المسببة للتغيرات السلوكية

تسبب بعض المواقف في كثير من الأحيان حدوث تغيرات في سلوك مرضى الزهايمر، حيث أن التعامل مع التغيرات والمواقف غير المألوفة قد يكون أمراً صعباً ومرهقاً، وحتى مخيفاً على مرضى الزهايمر الذين يحاولون أن يستوعبوا ما يجري حولهم.

يساعد التعرف على المواقف المسببة للتغيرات السلوكية عند مرضى الزهايمر، ومحاولة تجنبها بقدر الإمكان، على تحديد أفضل الأساليب للتعامل مع هذه التغيرات في حال حدوثها، وقد تشمل هذه المواقف ما يلي:

  • الانتقال إلى سكن أو منزل جديد.
  • التغير في البيئة المحيطة المألوفة للمريض، أو تغير في الأشخاص الذين يعتنون بالمريض.
  • الكلام الذي يتلقاه المريض خطئاً على أنه تهديد له.
  • الإدخال إلى المستشفيات.
  • الطلب من المريض بأن يستحم أو يبدل ملابسه.

العلاج غير الدوائي

تهدف العديد من التقنيات المستعملة مع مرضى الزهايمر إلى تحديد احتياجات المريض التي قد يعجز عن التعبير عنها بسبب مرضه، ويوصى دائماً بالبدء بالعلاج غير الدوائي للتحكم بالأعراض السلوكية، والتحسين من الصحة النفسية والجسدية للمريض.

تتضمن بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للوصول إلى علاج غير دوائي فعال ما يلي:

  • إدراك أن المريض لا يتصرف فقط بشكل سيء أو مزعج، وأن هذه السلوكيات ناتجة عن مرضه.
  • تحديد المسببات التي أدت إلى حدوث تغير في سلوك المريض.
  • القيام ببعض التغيرات في البيئة المحيطة بالمريض بشكل يقلل من العقبات، ويشعر المريض بالأمان والراحة النفسية، بالإضافة إلى التقليل من الإزعاج المحيط بالمريض، مثل الأصوات الصاخبة، أو النظرات الحادة، أو الاقتراب من المريض بشكل يزعجه.
  • مراقبة ارتياح المريض، والتأكد من عدم معانته من الألم أو الجوع، أو العطش، أو أي مشاكل صحية أخرى، والحفاظ على درجة حرارة الغرفة بشكل مريح للمريض.
  • تجنب المواجهات، أو مناقشة الحقائق مع المريض، وعدم الإشارة إلى المعلومات الخاطئة التي يقولها المريض، ومراعته عند قيامه بذلك.
  • التحلي بالصبر، والمرونة عند التعامل مع المريض، وتقديم الدعم العاطفي والنفسي عن طريق الاستجابة لمشاعر المريض لا لتصرفاته.
  • السماح للمريض بالاستراحة عند القيام بالنشاطات المتعبة.
  • سماع طلبات المريض، والاستجابة لها.
  • البحث عن الأسباب التي قد تسبب أي من سلوكيات المريض، واستشارة الأطباء المختصين للبحث عن أي أسباب طبية أو دوائية.
  • عدم أخذ تصرفات وسلوكيات المريض بشكل شخصي، ومشاركة التجارب الشخصية مع مرضى الزهايمر مع الآخرين.
  • الاشتراك بمجموعات الدعم، سواءً على الانترنت أو على الواقع، والتي تقدم الإرشاد حول كيفية التعامل مع مرضى الزهايمر.

العلاج الدوائي

يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي في حال عدم نجاح العلاج غير الدوائي في التحكم بالتغيرات السلوكية لمرضى الزهايمر، أو عند المرضى اللذين يعانون من أعراض شديدة، أو قد يتسببون بإيذاء أنفسهم أو الآخرين، وعلى الرغم من أن بعض الأدوية قد تكون فعالة في التحكم ببعض الحالات، إلا أنه يجب استعمالها بحذر، وبالتزامن مع العلاج غير دوائي.

لم يتم الموافقة على استخدام أي نوع من الأدوية لعلاج التغيرات السلوكية المرتبطة بمرض الزهايمر أو الخرف، إلا أن بعض الأدوية يتم استعمالها بشكل غير مصرح به (Off label) من قبل الأطباء المختصين لغايات علاجية غير مدرجة ضمن استعمالات هذه الأدوية الموافق عليها، حسب تقدير الطبيب المختص.

تتضمن الأدوية المستعملة في علاج التغيرات السلوكية والنفسية المرتبطة بمرض الزهايمر ما يلي:

  • مضادات الاكتئاب، والتي تستعمل لحالات تقلب المزاج، والعصبية، وتتضمن ما يلي:
  • الأدوية المزيلة للقلق (بالانجليزية: Anxiolytics)، لعلاج حالات القلق، والتوتر، والمقاومة، والسلوك اللفظي السيء، وتتضمن ما يلي:
  • مضادات الذهان (بالانجليزية: Antipsychotic)، وتستعمل في حالات المعاناة من الهلوسة، والأوهام، والعدوانية، والعصبية، وعدم التعاون، وتتضمن ما يلي:

ينبغي استعمال مضادات الذهان بحذر كبير، حيث تشير الدراسات إلى أن استعمال هذه الأدوية لكبار السن الذين يعانون من الخرف مرتبط بزيادة في خطر الإصابة بالسكتات القلبية والموت، حيث أن هذا الاستعمال مرتبط به تحذير الصندوق الأسود (بالانجليزية: Black box warning)، وهي أشد أنواع التحذيرات الدوائية، ويجب استعمالها فقط عند تحقق أحد الشروط التالية:

اقرأ أيضاً: سيكولوجية التقدّم في العمر

علاج مرض الزهايمر واضطرابات النوم المرافقة

يعاني مرضى الزهايمر في كثير من الحالات من مشاكل في النوم، أو من تغير في مواعيد نومهم، ومن غير المعروف إلى الآن السبب الحقيقي لهذه الاضطرابات الناتجة عن حدوث خلل في الدماغ، وتتضمن هذه الاضطرابات صعوبة النوم، أو النوم خلال النهار وعدم المقدرة على النوم ليلاً.

ينبغي على المرضى الذين يعانون من اضطرابات النوم الخضوع لفحص طبي شامل للكشف عن وجود أي مشاكل صحية قد ينتج عنها هذه الاضطرابات، ويمكن علاجها مثل الاكتئاب، أو متلازمة تململ الساقين (بالانجليزية: Restless Legs Syndrome)، أو انقطاع التنفس أثناء النوم (بالانجليزية: Sleep apnea).

يتضمن علاج اضطرابات النوم لمرضى الزهايمر ما يلي:

العلاج غير الدوائي

يهدف العلاج غير دوائي إلى التحسين من عادات وبيئة النوم، والتقليل من مدة النوم أثناء النهار، وينبغي دائماً البدء بالأسلوب غير دوائي لعلاج اضطرابات النوم لتجنب الأعراض الجانبية المحتملة للأدوية.

يتضمن العلاج غير الدوائي لاضطرابات النوم عند مرضى الزهايمر ما يلي:

  • الحفاظ على مواعيد ثابتة لتناول وجبات الطعام والنوم.
  • الحرص على تعرض المريض لأشعة الشمس صباحاً.
  • تشجيع المريض على ممارسة الرياضة بشكل يومي، مع تجنب القيام بذلك قل موعد النوم بأربع ساعات على الأقل.
  • تجنب تناول الكحول، والكافيين، ومنتجات النيكوتين.
  • علاج أي آلام يعاني منها المريض.
  • تجنب إعطاء المريض لأحد مثبطات الكولين استراز قبل النوم، في حال كان يستعمل أحدها.
  • التأكد من أن درجة حرارة الغرفة مناسبة للمريض.
  • توفير الإضاءة الليلية، وإشعار المريض بالأمان.
  • تشجيع المريض على عدم البقاء في السرير في حال استيقاظه ليلاً، وإبقاء السرير لنوم فقط.
  • تشجيع المريض على عدم مشاهدة التلفاز في حال استيقاظه أثناء النوم.

العلاج الدوائي

يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي في حال عدم فاعلية العلاج غير دوائي، أو في حالات اضطرابات النوم التي يرافقها سلوكيات سيئة ليلاً، إلا أن العلاج الدوائي يشكل خطراً على كبار السن الذين يعانون من تدهور الوظائف الإدراكية، حيث قد يؤدي العلاج إلى زيادة خطر السقوط والإصابة بالكسور، والإرتباك، ونقص في قدرة المريض على الاعتناء بنفسه، مما يستوجب استعماله تحت إشراف طبيب مختص، ومحاولة التوقف عن استعمالها عند استعادة نمط النوم الصحي.

قد يعتمد نوع الدواء الموصوف على التغيرات السلوكية التي تصاحب اضطرابات النوم، وتتضمن هذه الأدوية ما يلي:

التحفيز الدماغي لعلاج مرض الزهايمر

تشير بعض الأبحاث الأولية إلى أن التحفيز العميق للدماغ (بالانجليزية: Deep brain stimulation) قد يكون مفيداً لمرضى الزهايمر الذين يعانون من أعراض خفيفة، حيث أن إرسال نبضات كهربائية باستخدام معدات معينة إلى الدماغ المتضرر بسبب مرض الزهايمر قد يصبح تقنية جديدة للعلاج المبكر لمرض الزهايمر.

يشير الباحثون إلى أن مرضى الزهايمر الذين تم علاجهم بالتحفيز العميق للدماغ عانوا من تطور أبطئ للمرض مقارنة بغيرهم من المرضى الذين لم يعالجوا بهذه التقنية، إلا أنه لا يزال هنالك حاجة للمزيد من الدراسات لإثبات فاعلية هذه الطريقة.

اقرأ أيضاً: هل يفيد إكتشاف مرض الزهايمر مبكراً؟

علاج مرض الزهايمر البديل، فيتامينات لعلاج الزهايمر

العديد من الوصفات النباتية، والمكملات الغذائية، وبعض الأطعمة يتم التسويق لها على أنها أغذية مقوية للذاكرة، وقد تساعد في علاج أو تأخير، أو الوقاية من مرض الزهايمر وغيره من أنواع الخرف، إلا أن هذه الإدعاءات غير مصحوبة بدراسات علمية واضحة تبين مدى فاعلية وأمان هذه الأغذية، وإن وجدت هذه الدراسات فإنها تكون مبنية على أبحاث صغيرة لا يمكن تعميمها.

يوصى لذلك باستشارة الطبيب المختص قبل البدء باستعمال الطب البديل لمرضى الزهايمر، حيث أن هنالك مخاوف تجاه فاعلية وأمان هذا النوع من العلاج، كما أنه لا يوجد قوانين تحكم نقاء وجودة المكملات الغذائية، بالإضافة إلى أن المكملات الغذائية قد تؤدي إلى حدوث تداخلات دوائية خطيرة مع العديد من الأدوية.

نستعرض هنا بعض أنواع العلاج البديل التي يسوق لها كعلاج لمرض الزهايمر، والتي تشمل ما يلي:

  • حمض الكبريليك وزيت جوز الهند

حمض الكبريليك (بالانجليزية: Caprylic acid) هو عبارة عن دهن يتم تصنيعه عن طريق معالجة زيت جوز الهند أو زيت نوى النخيل، والذي يقوم جسم الإنسان بتحويله إلى ما يعرف بالأجسام الكيتونية (بالانجليزية: Ketone bodies)، حيث يعتقد أن هذه الكيتونات يمكن أن توفر مصدر طاقة بديل للجلوكوز (السكر) ليتم استعماله من قبل الدماغ، حيث تظهر الدراسات انخفاض مقدرة الجزء المصاب بالزهايمر من الدماغ على استعمال الجلوكوز كمصدر للطاقة.

  • مرافق الأنزيم Q10

مرافق الأنزيم Q10 (بالانجليزية: Coenzyme Q10) هو مضاد أكسدة يوجد في الجسم بشكل طبيعي، ويستعمل في العمليات والتفاعلات التي تحدث داخل الخلايا، إلا أن فاعليته في علاج مرض الزهايمر غير معروفة، كما أنه تم دراسة فاعلية مركب يعرف باسم ايديبينون (بالانجليزية: Idebenone)، وهو مركب صناعي شبيه بمرافق الأنزيم Q10، إلا أن الدراسات لم تظهر أي فائدة لهذا المركب في علاج مرض الزهايمر.

  • الكالسيوم المرجاني

الكالسيوم المرجاني (بالانجليزية: Coral calcium)، وهو أحد أنواع كربونات الكالسيوم، والتي تزعم الشركات المصنعة له بأنه مستخرج من الكائنات الحية التي تشكل الشعاب المرجانية في المياه، حيث يتم التسويق لهذا النوع من الكالسيوم كعلاج لمرض الزهايمر، والسرطان، وغيرها من الأمراض الخطيرة.

يختلف الكالسيوم المرجاني عن الكالسيوم التقليدي باحتوائه على كميات ضئيلة من بعض المعادن الإضافية الناتجة عن عمليات الأيض للشعاب المرجانية، إلا أنه لا يقدم اي فوائد صحية إضافية، كما يوصى باستعمال أنواع الكالسيوم النقية المنتجة من قبل شركات موثوقة للأشخاص الذين يرغبون باستعمال مكملات الكالسيوم.

  • الجنكة

تحتوي مستخلصات نبات الجنكة (بالانجليزية: Ginkgo biloba) على العديد من المركبات التي قد يكون لها آثار إيجابية على خلايا الدماغ، والجسم بشكل عام، حيث يعتقد أن الجنكة تمتلك خصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات، بحيث تحمي أغشية الخلايا، وتساعد على تنظيم وظائف النواقل العصبية، ويتم استعمالها حالياً في العديد من الدول للمساعدة على التخفيف من الأعراض الذهنية المرتبطة بعدد من الأمراض العصبية.

على الرغم من الفوائد العديدة المحتملة لنبات الجنكة، إلا أن الدراسات أظهرت عدم امتلاكها فائدة في الوقاية، أو التأخير من تطور مرض الزهايمر.

  • هوبيرزاين أ

الهوبيرزاين أ (بالانجليزية: Huperzine A) هو مركب مستخلص من الطحالب، تم استعماله في الطب الشعبي الصيني منذ مئات السنين، ويمتلك خصائص مشابهة لخصائص الأدوية من عائلة مثبطات الكولين استراز، لذلك يتم التسويق له كعلاج لمرض الزهايمر، إلا أن الدراسات التي أجريت على مرضى الزهايمر الذين استعملوا الهوبيرزاين أ لم تظهر أي فائدة علاجية إضافية له.

  • أحماض أوميجا 3 الدهنية

الأوميجا 3 هو أحد أنواع الدهون غير مشبعة المتعددة، والذي تم ربط استعماله بالتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات، بالإضافة إلى امتلاكه لخصائص مضادة للالتهاب، وخصائص داعمة وحامية لأغشية الخلايا العصبية، مما يجعله علاجاً محتملاً يستعمل للتقليل من خطر الإصابة بالخرف، أو التدهور في الوظائف الإدراكية.

على الرغم من الفوائد العديدة لأحماض أوميجا 3 الدهنية، إلا أنه لا يزال هنالك حاجة للمزيد من الدراسات التي تدعم استعمال الأوميجا 3 لعلاج أو الوقاية من مرض الزهايمر.

  • الفوسفاتيديل سيرين

الفوسفاتيديل سيرين (بالانجليزية: Phosphatidylserine) هو أحد أنواع الدهون، والذي يعتبر المكون الأساسي للأغشية التي تحيط بالخلايا العصبية، ويعتقد أن استعماله قد يساعد على دعم الخلايا العصبية لمرضى الزهايمر، ويحميها من آثار المرض الضارة التي تؤدي إلى موتها.

يتم إنتاج الفوسفاتيديل سيرين حالياً من مستخلصات فول الصويا، وتشير بعض الدراسات الأولية المحدودة إلى أن هذا المركب قد يساعد على التقليل من خطر الإصابة بالخرف عند كبار السن، إلا أن الخبراء ينصحون بعدم استعماله إلى أن يتم إثبات فاعليته بشكل واضح.

  • التراميبروسات

التراميبروسات (بالانجليزية: Tramiprosate) هو نوع معدل من التاورين (بالانجليزية: Taurine)، وهو حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في الأعشاب البحرية، والذي تمت دراسته كعلاج محتمل لمرض الزهايمر، إلا أن الدراسات توقفت قبل التوصل إلى نتيجة واضحة، الأمر الذي أدى إلى عدم وجود فائدة مثبتة علمياً لهذا المركب في علاج مرض الزهايمر.

  • عشبة كامي اونتان تو

عشبة كامي اونتان تو (بالانجليزية: Kami-untan-to) هي عشبة يابانية تم دراستها عن طريق القيام بتجارب حيوانية على الفئران، حيث أشارت نتائج هذه التجارب على أن هذه النبتة حسنت من نمو الأعصاب في خلايا الدماغ عند الفئران، وبناءً على هذه النتائج فقد تكون هذه العشبة قادرة على الإبطاء من تطور مرض الزهايمر، إلا أنها تحتاج للمزيد من الدراسات لإثبات فاعليتها وأمانها لدى البشر.

  • العلاج بالوخز الابري

يعتقد أن العلاج بالوخز الابري (بالانجليزية: Acupuncture) يقوم بتعزيز قدرة الجسم على شفاء نفسه عن طريق تحفيز الجسم، وتحسين جريان الطاقة خلاله، كما تشير بعض الدراسات أن الوخز الابري قد يساعد على التحسين من المزاج والوظائف الإدراكية عند مرضى الزهايمر، كما أشارت دراسة صغيرة إلى أن الوخز الابري قد يساعد على التحسين من المزاج، ومستويات الطاقة، والألم عند مرضى الزهايمر، إلا أنه لا يزال هنالك حاجة للمزيد من الدراسات لإثبات هذه النتائج.

  • العلاج بالروائح العطرية

يستخدم العلاج بالروائح العطرية (بالانجليزية: Aromatherapy) بعض الزيوت الأساسية للتحسين من صحة الجسم، حيث أشارت دراسة قصيرة الأمد أجريت على مجموعة من كبار السن الذين يعاني بعضهم من مرض الزهايمر، إلى أن استعمال بعض الزيوت الأساسية، مثل زيت إكليل الجبل، أو زيت الليمون، أو زيت الخزامى (اللافندر)، أو زيت البرتقال، أدى إلى حدوث تحسن في قدرات التفكير لدى المرضى، لكن لا يزال هنالك حاجة للمزيد من الدراسات لإثبات فاعلية هذه الطريقة.

  • العلاج بالضوء

العلاج بالضوء (بالانجليزية: Light therapy) هو علاج يعتمد على تعريض المريض لأشعة الشمس، أو غيرها من مصادر الضوء المختلفة، حيث وجدت بعض الدراسات أن العلاج بالضوء يساعد على استعادة التوازن إلى دورة النوم والاستيقاظ، إذ أن التعرض للعلاج بالضوء خلال فترة النهار أدى إلى التحسين من أنماط النوم الليلي عند مرضى الزهايمر، كما أدى إلى الزيادة من مستوى اليقظة خلال النهار، والتقليل من الاستثارة الليلية.

أسلوب الحياة وعلاج مرض الزهايمر، علاج ألزهايمر بالاكل

إن تناول الغذاء الصحي، وإتباع أسلوب حياة صحي لا شك في أنه مفيد لصحة الدماغ، وعلى الرغم من أنه لا توجد دراسات تشير إلى نوع معين من الأنظمة الغذائية كوسيلة للوقاية من مرض الزهايمر أو الخرف، إلا أن اتباع نظام غذائي صحي يزود الجسم والدماغ بالمغذيات اللازمة ليعمل بشكل سليم قد يساعد على الوقاية أو التأخير من تطور مرض الزهايمر.

تتضمن نصائح إتباع أسلوب حياة صحي يساعد على الوقاية من مرض الزهايمر ما يلي:

  • تناول الأغذية المفيدة لصحة الدماغ، والتي تشمل الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين الصحية، والأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية، مثل الأسماك، والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، لا سيما فيتامين هـ (فيتامين E) مثل جوز عين الجمل، والتوت، والفراولة، والبرتقال.
  • تناول الأطعمة الغنية بالفلافونيدات (بالانجليزية: Flavonoids)، مثل التفاح، والشوكولاته، والشاي، وغيرها من الفواكه والخضروات، إذ يشير الباحثين إلى أن هذه الأطعمة قد تكون مفيدة لمرضى الزهايمر، حيث أظهرت دراسة أن الاشخاص الذين حصلوا على أكبر كمية من الفلافونيدات كانت لديهم نسبة خطر للإصابة بمرض الزهايمر بمقدار 48%.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالكوليسترول والدهون المشبعة، حيث أن هذه الأطعمة تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وإعاقة وصول المغذيات والأكسجين إلى الدماغ مما يزيد من خطورة الإصابة بمرض الزهايمر.
  • التقليل من كميات الصوديوم والسكر، حيث تؤدي كثرة تناول الصوديوم (الملح) عند مرضى ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتات، كما أن الكثير من السكر يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، الأمر الذي يزيد من خطورة الإصابة بمرض الزهايمر.
  • الحفاظ على وزن صحي، حيث تشير دراسة علمية إلى أن خطورة الإصابة بمرض الزهايمر والخرف عند الكبر تزيد عند الأشخاص الذين كانوا يعانون من السمنة في منتصف حياتهم، بالإضافة إلى ما تحمله السمنة من أخطار أخرى على الصحة.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • إبقاء الدماغ بحالة نشطة وفعالة، عن طريق القيام بالنشاطات الاجتماعية، وممارسة الألعاب التي تحتاج إلى التفكير مثل الأحاجي والشطرنج، والالتحاق بالصفوف التعليمية لمختلف المواضيع، والاستمرار بالتعلم مدى العمر.

أبحاث حول احتمالات علاج مرض الزهايمر

لا تزال الأبحاث قائمة لمحاولة العثور على علاج فعال لمرض الزهايمر، حيث أن العديد من الأدوية التي يتم تطويرها تهدف إلى التأثير على عملية تطور المرض نفسها عن طريق التأثير على التغيرات التي تصيب الدماغ نتيجة مرض الزهايمر، الأمر الذي يعطي احتمالات لتطوير أدوية قد تكون قادرة على الإبطاء أو حتى إيقاف تطور المرض.

تتضمن العلاجات الدوائية المحتملة لمرض الزهايمر ما يلي:

دواء البوسيفين

يقوم دواء البوسيفين (بالانجليزية: Posiphen) بتثبيط إنتاج ما يعرف بسلف بروتين الأميلويد، أو سلف البروتين النشواني (بالانجليزية: Amyloid precursor protein)، وهو المركب الأساسي الذي ينتج عنه تكون مركب البيتا أميلويد، الذي يعتبر المكون الأساسي للويحات النشوانية، أحد أهم العلامات التي تظهر على الدماغ عند الإصابة بمرض الزهايمر.

قد يساعد هذا الدواء على التأخير من تطور مرض الزهايمر، حيث أظهرت الدراسات الأولية أن دواء البوسيفين قادر على الدخول إلى الدماغ بسهولة، وأن الأشخاص الذين تلقوا هذا الدواء انخفضت لديهم مستويات الأميلويد، وبروتين تاو (انظر أسباب مرض الزهايمر)، ومؤشرات الالتهاب في السائل الدماغي الشوكي.

دواء JNJ-54861911

يقوم هذا الدواء بتثبيط قدرة إنزيم بيتا سيكريتاز (بالانجليزية: Beta-secretase) من القيام بوظيفته، وهو انزيم مسؤول عن قص سلف بروتين الأميلويد لإنتاج مركب بيتا أميلويد، الأمر الذي قد يقلل من مستوى هذا المركب في الدماغ، ويؤدي إلى إعاقة تطور مرض الزهايمر.
لا يزال هذا الدواء قيد الدراسة لتحديد مدى فاعليته في الإبطاء من تدهور الوظائف الإدراكية عند الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض مرض الزهايمر، لكنهم يمتلكون مستويات مرتفعة من مركب البيتا أميلويد في الدماغ.

للقاح AADvac1

يقوم هذا اللقاح بتحفيز جهاز المناعة في الجسم على مهاجمة الأشكال غير طبيعية من بروتين تاو، المكون الأساسي في التشابكات العصبية الملتوية التي تظهر في دماغ الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، حيث تؤدي الأشكال غير طبيعية من بروتين التاو إلى إحداث خلل في بناء الخلايا العصبية.

لا يزال هذا اللقاح قيد الدراسة، لكن في حال نجاحه قد يكون لديه القدرة على المساعدة على وقف تطور مرض الزهايمر.

دواء سارغراموستيم

يستعمل دواء السارغراموستيم (بالانجليزية: Sargramostim) في تحفيز خلايا نخاع العظم عند الأشخاص المصابين بسرطان الدم، حيث يعمل على تحفيز مناعة الجسم، ويتم دراسته حالياً كعلاج محتمل لمرض الزهايمر نتيجة قدرته على تحفيز الخلايا المناعية على حماية الخلايا العصبية في الدماغ من البروتينات الضارة التي قد تنتج في الدماغ المصاب بمرض الزهايمر.

دواء بيمافانسيرين

يعمل دواء البيمافانسيرين (بالانجليزية: Pimavanserin) على الإرتباط بأحد مستقبلات السيروتونين في الدماغ (5-HT2A) وإغلاقها، حيث أن هذه المستقبلات تقوم بربط النواقل العصبية مثل الاستيل كولين بداخلها، إلا أن مرضى الزهايمر يعانون من إنخفاض في مستوى الاستيل كولين الضروري لتواصل الخلايا العصبية، لذلك قد يؤدي إغلاق مستقبلات (5-HT2A) بواسطة دواء البيمافانسيرين إلى زيادة تركيز الاستيل كولين، ومساعدة الخلايا العصبية على التواصل بشكل أفضل.

اقرأ أيضاً: تحفيز التفكير الايجابي يمنع الخرف المبكر