ليس من الغريب أن يكون أسلوب الحياة الصحي هو السر في التمتع بمظهر حيوي وجذاب. الغذاء والتمارين والرياضة والسيطرة على ضغوط الحياة كلها عوامل أساسية تؤثر في صحة الجسم بشكل عام. ومع عجلة الحياة في مجتمع مزدحم بالمهام والأشغال يميل الكثير من الناس للأسف إلى إهمال صحتهم من خلال اتباع خيارات رديئة أو خاطئة في نمط العيش.

على الرغم من أن الجلد هو الجزء الأكبر من أعضاء الجسم إلا أنه الأكثر إهمالاً. ويسعى كل شخص للحصول على بشرة مثالية ولكن الذين يعانون من عيوب جلدية هم في الأغلب من يبحثون عن حلول سريعة دون النظر إلى العوامل الداخلية والخارجية والرعاية طويلة الأمد اللازمة لتحسين مظهر البشرة. إن الدور الذي يقوم به أطباء الجلد لا ينحصر في معالجة البشرة، فحسب، بل يمتد إلى التوعية حول العوامل البيئية التي تؤثر مباشرة في صحة البشرة وتوجيه النصائح والتعليمات المتعلقة باختيار أنماط الحياة السليمة.

للمزيد: نصائح للعناية بالبشرة مع حلول فصل الشتاء

 

أكثر من 80 في المئة من الشيخوخة الواضحة في الجلد ترجع أسبابها إلى العوامل البيئية الخارجية التي يتعرض لها الجسم. وتوفر التكنولوجيا الحديثة طرقاً مبتكرة لعلاج العيوب الجلدية في العيادات بإشراف الطبيب أو منتجات يمكن استخدامها في المنزل. في جميع الأحوال تبقى الوقاية خير من العلاج انطلاقاً من مبدأ العناية بالجلد صباحاً ومساء، وفي البيت وخارجه ما يضمن أفضل النتائج للتمتع ببشرة صحية وجميلة.

 

 

تناول الطعام الصحي للمساعدة على تجديد شباب الجلد

يحتوي نظامنا الغذائي عادة على السكريات البسيطة والكربوهيدرات والدهون، بما في ذلك الدهون المشبعة والمتحولة "غير المشبعة". وتوجد الدهون المشبعة في الحليب كامل الدسم، والجبن، واللحوم الحمراء، وجلد الدواجن وبعض الأغذية النباتية مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند. أما الدهون غير المشبعة هي التي تكون من صنع الإنسان وتتميز بأنها طويلة الأجل بحيث تزيد من العمر الافتراضي للأطعمة والوجبات الخفيفة. وهي الأكثر شيوعا في الأطعمة المصنعة، والمدرجة في تسميات مثل الزيوت المهدرجة. وتحتوي معظم الأطعمة المقلية واللحوم المصنعة ورقائق الشيبس على مستويات عالية من هذه الدهون غير المشبعة وتعتبر في كثير من الأحيان من المسببات الشائعة للالتهاب.

  • تعدّ الالتهابات الجلدية أحد العوامل الرئيسية في السرطان والشيخوخة وأمراض الجلد.
  • ينبغي خفض الدهون المشبعة إلى أقل من 10 في المئة من السعرات الحرارية اليومية.
  • هناك بدائل لهذه الدهون الضارة هي الدهون غير المشبعة الاحادية والدهون المتعددة غير المشبعة. فهذه "دهون جيدة" لأنها تعمل على خفض مستويات الكوليسترول.
  • توجد الدهون غير المشبعة الاحادية في الزيتون وزيت الزيتون والفول السوداني والأفوكادو. وتوجد الدهون غير المشبعة المتعددة في الذرة وفول الصويا والسمك.
  • تحتوي الأسماك على وجه الخصوص على كميات عالية من الدهون غير المشبعة مثل "أوميغا 3" الغنية طبيعياً بفوائد مضادة للالتهابات. والمكملات الغذائية عن طريق الفم المشتملة على أحماض "أوميغا 3" شائعة ولها فوائد صحية داخلية بالإضافة إلى فائدتها في زيادة مستويات الرطوبة في الجلد.
  • يبدو أن المكملات الغذائية الأخرى مثل الليكوبين lycopene الموجود في الطماطم، وأنزيم Q10، والأملاح المعدنية مثل الزنك، والنباتات مثل الشاي الأخضر كلها مفيدة لمظهر الجلد من خلال قدرتها على الحدّ من الالتهاب، على الرغم من عدم توفر التجارب السريرية التي تثبت ذلك.
  • وينبغي الحدّ من كميات السكر والكربوهيدرات البسيطة التي يتم تناولها لتفادي آثارها السلبية على مظهر الجلد.
  • تؤدي الصودا والخبز الأبيض والحلوى إلى رفع مستويات السكر في الدم ما يؤدي إلى الالتهاب، وفي النهاية إصابة الخلايا الجلدية.
  • تسبب زيادة استهلاك السكر الكثير من الأضرار على البشرة أهمها إصابة الجلد بالشيخوخة المبكرة حيث يضر الكولاجين المسؤول عن الحفاظ على نضارة الجلد وشبابه.
  • من المهم الحفاظ على ارتواء الجسم ورطوبته ما يساعد في المحافظة على بشرة شابة.
  • يؤدي الغذاء المحتوي على نسب عالية من الملح والكافيين إلى زيادة نسبة الجفاف في الجسم والذي تظهر آثاره في جفاف البشرة. ولهذا السبب ينصح بالتقليل من تناولها والحرص على شرب كمية كبيرة من الماء خلال اليوم للتمتع ببشرة صحية.
  • يستحسن أن يشرب الشخص 8 – 10 أكواب من الماء يومياً فضلا عن كأسين إضافية لكل كوب من الكافيين.

للمزيد: حب الشباب؛ مشكلة يمكن تفاديها

 

 

الحدّ من القلق والتوتر للمساعدة على تجديد شباب الجلد

مما لا شك فيه أن ضغوط الحياة تؤثر سلباً في صحة الجسم. كما يمكن للقلق والاكتئاب والمرض أن تترك آثاراً ضارة على الجلد. وتتفاقم بعض الأمراض الجلدية بشكل ملحوظ نتيجة القلق، ومن ذلك الصدفية والوردية. ومع ذلك، فإن المشكلة الجلدية الأكثر شيوعا بسبب القلق هي حب الشباب، حيث يؤدي القلق إلى زيادة إنتاج الزهم بفعل استجابة الهرمونات مسببة الالتهاب: وهما اثنان من العوامل الرئيسية المؤدية لحب الشباب.

للمزيد: ما هي فوائد فيتامين سي للوجه والبشرة؟

للقلق آثار سلبية بعيدة الأمد تنشأ بسبب زيادة هرمون الكورتيزول، حيث يستنزف هذا الهرمون كمية حمض الهيالورونيك (العنصر الأساسي في مكونات بنية الجلد) فتفقد خلايا الجلد الرطوبة وهكذا يصاب الجلد بالجفاف. وتعمل الآثار الضارة لهرمون الكورتيزول والالتهاب مجتمعة على تفكيك الكولاجين وفقد مرونة الجلد ما يؤدي إلى ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد.

  • على الشخص أن يدرك كيفية التعامل مع ضغوط الحياة بحيوية وبطريقة صحيحة ومن ذلك ممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كاف من النوم.
  • تساعد الرياضة في تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات والقدرة على التعامل مع المواقف العصيبة.
  • تؤثر قلة النوم بصورة مباشرة في السيطرة على التوتر، كما يلعب النوم دوراً مهماً في تقلب المزاج وفي المظهر الخارجي أيضاً.
  • ينصح بالتدليك لتخفيف الضغوط وعلاج التوتر مثل تدليك الوجه أو الرقبة والأكتاف. وقد يوصي الطبيب بالتصريف اللمفاوي اليدوي وهي تقنية تساعد في استرخاء الجسم، عموما، حيث يتم التركيز على الجهاز العصبي العاطفي الذي يلعب دوراً أساسياً في ردات فعل الجسم.
  • الزيوت العطرية مثل اللافندر والبابونج وزهر الأيلنغ المستخدمة في جلسات التدليك تساعد على إحداث حالة من الاسترخاء في الجسم وراحة بال.

للمزيد: المحافظة على امتلاء الوجه اثناء الرجيم

 

الإقلاع عن التدخين للمساعدة على تجديد شباب الجلد

تشهد الآونة الأخيرة تنامياً في الوعي بالآثار الضارة للتدخين، وأصبح من المتفق عليه أن التدخين يؤذي الصحة ويؤدي إلى العديد من الأمراض والمشاكل الصحية. كما أن التدخين يضر بالجلد، حيث يسبب دخان السجائر ضيق الأوعية الدموية ما يقلل من إمداد الأكسجين إلى الدم بشكل كبير، الأمر الذي يؤثر في مستوى الأكسجين الذي يغذي الجلد والضروري في عملية تجديد الخلايا وبنائها. وتتمثل الآثار البعيدة للتدخين في تحلل الكولاجين واضطرابات الجلد بما في ذلك الصدفية وسرطان الخلايا الحرشفية.

  • توجد علاقة وثيقة بين التدخين وضعف التئام الجروح حيث يؤدي ضعف الدورة الدموية ونقص الأكسجين إلى بطء عمليات الالتئام في الجسم، بما في ذلك التئام الجلد. ولهذا السبب يجب التوقف عن التدخين قبل الخضوع لعمليات جراحية مثل الجراحة التجميلية أو علاجات تقشير الجلد العميقة.
  • الأكسدة التي تسببها الجذور الحرة هي واحدة من العوامل الرئيسية في عملية الشيخوخة، كما أنها السبب في العديد من التغيرات التي تطرأ على الخلايا والتي يمكن أن تصيب جميع أعضاء الجسم.
  • يمكن أن تؤدي المواد الكيميائية السامة في دخان السجائر إلى احتقان مسامات الجلد بالشوائب ويتمثل ذلك في ظهور البثور ذات الرؤوس البيضاء، وهكذا تتكون البثور نتيجة تراكم الدخان على الجلد فضلاً عن ضعف الدورة الدموية في الجلد.
  • لمقاومة الآثار الضارة للتدخين ينبغي أن تؤخذ مضادات الأكسدة بشكل منتظم. من أشهر المواد المضادة للأكسدة فيتامين "C" وفيتامين "E"
  • يعمل فيتامين "C" على حماية البشرة من الجذور الحرة الزائدة حيث يساهم بشكل رئيسي في تحسين الكولاجين وتحفيز التئام الجروح.
  • يساعد فيتامين "E" في مقاومة أمراض القلب والالتهابات. ويعتقد أن زيادة مستوى فيتامين "E" تجعل الجسم أقل عرضة للضرر وأكثر قدرة على إصلاح الخلايا التالفة في زمن قياسي.
  • يوصي أطباء الجلد باستخدام مضادات الأكسدة الموضعية لحماية البشرة من الجذور الحرة الزائدة التي تنتج عن التدخين. وقد أظهرت الدراسات أن فيتامين "C" في شكل حمض "الأسكوربيك" له فوائد عديدة في حماية البشرة.
  • ينصح بفيتامين "E" والشاي الأخضر وغيرها من المكونات المستخدمة موضعياً والتي يمكن أن تقلل من التفاعل التأكسدي في الجلد.

للمزيد: الهالات السوداء تحت العين