يعتبر الحمل المرحلة الأهم والأكثر حساسية في حياة المرأة، ويعتبر اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية الأساسية مهم جدًا للحفاظ على صحة الأم والجنين خلال الحمل. وبما أن الأم تشارك كل ما تأكله مع جنينها، فإن تجنبها لبعض الأطعمة خلال الحمل أمراً ضرورياً.

على الرغم من أن الكثير من الأطعمة لا تضر جسم المرأة في الحالات الطبيعية، إلا أن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل قد تضعف جهاز الأم المناعي، ولذلك من الضروري تجنب بعض الأطعمة لتجنب الإصابة بالأمراض والعدوى التي يمكن أن تنقلها للجنين. تؤدي العدوى أحياناً إلى الإجهاض وانخفاض وزن المواليد، وقد تكون بعض الأغذية سامة للأم والجنين في حال استهلاكها بكميات كبيرة خلال فترة الحمل.

الأسماك التي تحتوي على الزئبق بكميات كبيرة

يعتبر الزئبق عنصراً ساماً ولا يعد التعرض لأي كمية منه آمناً. من الشائع وجود الزئبق في مياه البحار الملوثة، مما يتسبب بتراكم كميات كبيرة منه في أجسام الأسماك البحرية الكبيرة، ولذلك عادة ما تًنصح المرأة الحامل بالحد من استهلاكها (الأسماك الكبيرة) لما لا يزيد عن مرة إلى مرتين شهريًا.

لا تحتوي جميع الأسماك في الواقع على الزئبق بكميات كبيرة، وهناك أنواع معينة فقط يجب الحذر منها، وهي:

  • سمك القرش.
  • سمك السيف (Swordfish).
  • سمك المكاريل.
  • التونا وخصوصاً من نوع ألباكور (albacor ).

أما بالنسبة لتناول أنواع الأسماك الأخرى التي تحتوي على كميات قليلة جداً من الزئبق، فهو مفيد جداً وينصح بتناولها مرتين أسبوعياً، لما تحتويه هذه الأسماك من أحماض أوميغا-3 الدهنية المهمة جدًا لصحة الجنين.

السمك النيء أو غير المطهو جيدًا

يتسبب السمك النيء أو غير المطهو جيدًا وخصوصاً الأسماك القشرية بالعديد من أنواع العدوى كالعدوى الفيروسية والبكتيرية والفطرية. قد تؤثر بعض أنواع العدوى هذه على الأم مما يتسبب بـضعفها وإصابتها بالجفاف، وقد تنتقل إلى الجنين وتسبب عواقب خطيرة ومميتة في بعض الأحيان.

يمكن أن يحتوي السمك النيء على بكتيريا الليستيريا (Listeria) التي تتواجد بالأصل في التربة والماء الملوث والنباتات، وقد تنتقل إلى السمك خلال عمليات النقل والتصنيع كالتجفيف والتدخين.

يمكن لبكتيريا الليستيريا أن تنتقل للجنين عبر المشيمة حتى لو لم تظهر أي أعراض على الأم، مما قد يتسبب بـالولادة المبكرة والإجهاض وولادة الجنين ميتاً وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة الأخرى.

تكون المرأة الحامل عرضة للإصابة بعدوى الليستيريا أكثر من غيرها بـ 20 مرة، ولذلك على الأم الحامل تجنب الأسماك والمأكولات البحرية النيئة، بما فيها السوشي بكافة أنواعه.

اللحم النيء أو غير المطهو جيدًا

قد يؤدي تناول اللحم النيء أو غير المطهو جيدًا إلى الإصابة بعدوى بكتيرية أو طفيلية، وذلك بسبب احتوائه على السالمونيلا (Salmonella) والليستيريا والبكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) أو التوكسوبلازما (Toxoplasma)، والتي قد تهدد جميعها حياة الجنين وصحته، وتتسبب بولادة الجنين ميتًا أو الإصابة بأمراض عصبية خطيرة، بما فيها التخلف العقلي والعمى والصرع.

على الرغم من أن معظم البكتيريا توجد على سطح اللحوم، إلا أن بعضها يوجد داخلها، مما يجعل طهوها جيدًا أمرًا مهمًا، ويشمل ذلك اللحم المفروم وشطائر اللحم والدواجن أيضًا، بالإضافة إلى اللحوم المصنعة والمبردة التي قد تنتقل البكتيريا لها خلال عمليات التصنيع والتخزين.

البيض النيء

قد يحتوي البيض النيئ على السالمونيلا التي تؤثر على الأم وتؤدي إلى إصابتها بالحمى والتقيؤ واضطرابات المعدة وإسهال، وفي بعض الحالات النادرة قد تؤدي عدوى السالمونيلا إلى تشنجات وتقلصات في الرحم ينتج عنها الولادة المبكرة أو ولادة الجنين ميتا.

وهناك الكثير من المنتجات التي تباع في الأسواق وتحتوي على البيض النيء أيضًا كبعض صلصات المأكولات وصلصات السلطات والمثلجات المنزلية، إلا أن معظم هذه المنتجات تحتوي على البيض المبستر الآمن استهلاكه، ولكن يجب أن تتحقق الأم دائمًا من الملصق الغذائي لكل منتج للتأكد من وجود البيض فيه مبسترًا.

اللحوم العضوية

تعتبر لحوم الأعضاء أو اللحوم العضوية كالكبد والطحال والقلب والكلى مصدرًا جيدًا للعديد من العناصر الغذائية، بما فيها الحديد وفيتامين ب12 والنحاس وفيتامين أ. ولكن يؤدي فرط استهلاك فيتامين أ خلال الحمل إلى السمية.

كما يؤدي استهلاك كميات كبيرة من النحاس أيضًا خلال فترة الحمل إلى عيوب خلقية في الجنين وسمية الكبد. لذلك، على الحامل تجنب استهلاك لحوم الأعضاء لأكثر من مرة واحدة أسبوعيًا.

الكافيين

تنصح المرأة الحامل بعدم تناول ما يزيد عن 200 مغ يومياً من الكافيين الموجود في القهوة، ويعادل ذلك (2-3) كوب من قهوة يوميًا. يتم امتصاص الكافيين بسرعة وينتقل للجنين عبر المشيمة، ويتراكم هناك لأن الجنين لا يملك الإنزيمات اللازمة لاستقلابه.

ولذلك، يؤدي الاستهلاك المفرط للكافيين إلى إعاقة نمو الجنين بشكل سليم ويزيد من احتمالية انخفاض وزن المولود، المرتبط بوفاة الرضع والإصابة بالأمراض المزمنة في مرحلة البلوغ.

الخضار والفواكه غير المغسولة

قد تحتوي قشرة وسطح العديد من الخضار والفواكه غير المغسولة على العديد من الميكروبات الممرضة، والتي قد تنتقل إليها من التربة أو خلال الإنتاج والقطف والتخزين والنقل والبيع.

تؤذي هذه الميكروبات كل من الأم والجنين، وقد يزيد بعض تلك الميكروبات خطر إصابة الطفل في وقت لاحق في حياته بالعمى أو الإعاقة الذهنية.

لذلك، يجب على الأم الحرص على غسل جميع أنواع الخضار والفواكه جيداً وتقشيرها، وطهيها جيدًا إن تطلب الأمر.

منتجات الحليب والأجبان والعصائرغير المبسترة

من المعروف أن البسترة هي إحدى اكثر الطرق فاعلية في القضاء على الميكروبات الممرضة، دون التأثير على العناصر الغذائية التي يحتوي عليها المنتج.

قد يحتوي كل من الحليب غير المبستر على سبيل المثال على ميكروبات انتقلت إليه أثناء جمعه أو تخزينه قد تهدد حياة الجنين، ولذلك من المهم أن تحرص الأم على استهلاك منتجات الحليب والجبن والعصير المبسترة.

الكحول

يجب على المرأة الحامل أن تتجنب شرب الكحول تمامًا، فلا تعتبر أي كمية منه آمنة، حيث يزيد استهلاكه خطر ولادة الجنين ميتاً وخطر الإجهاض.

تؤثر الكميات القليلة من الكحول على نمو دماغ الجنين، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بـمتلازمة الكحول الجنينة (fetal alcohol syndrome) التي تتسبب بتشوه وجه الجنين وظهور عيوب خلقية في قلبه بالإضافة إلى التخلف العقلي.

الأطعمة السريعة المصنعة

يعتبر الحمل مرحلة نمو متسارع للجنين، توحتاج الأم فيها إلى نظام غذائي متوازن وصحي يحتوي على الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية لتغطي احتياجاتها واحتياجات الجنين.

تحتوي الأطعمة السريعة المصنعة على كميات كبيرة من السعرات الحرارية والدهون والسكريات وكميات أقل بكثير من العناصر الغذائية التي تحتاجها الحامل في تلك الفترة، فينصح بتجنبها والتقليل من تناولها أثناء فترة الحمل، لتأثيرها على صحتها وصحة طفلها.