يزيد احتياج الناس للحديد في أوقات معينة بمراحل عمرهم المختلفة عن الاحتياج الطبيعي كما في فترات الحمل، حيث تحتاج المرأة الحامل إلى كميات أكبر من الحديد لسد احتياجات الجنين. [2]

يناقش المقال كل ما يتعلق بحقن الحديد للحامل، وأنواعها، وفوائدها للحامل والجنين.

 

حقن الحديد أثناء الحمل

تشعر غالبية النساء الحوامل بالتعب والإرهاق، يعود جزء كبير من سبب هذا الإرهاق إلى اضطرابات الحمل الهرمونية، وكذلك إلى استهلاك الجنين لمعظم مخزون الحديد في جسم الأم، يحصل الجنين على احتياجاته من الحديد من جسم الأم كاملًا، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الحديد لدى الأم وقد تصاب بفقر الدم الناتج عن عوز الحديد. [1]

للمزيد: فقر الدم للحامل، الأنواع والأسباب

لا يمثل نقص الحديد البسيط في بداية الحمل مشكلة كبيرة، لكن تزداد احتياجات الجنين مع تقدم شهور الحمل وزيادة حجم الطفل، لذا ينصح الأطباء بتلقي المرأة الحامل جرعات من إبر الحديد في الثلث الثاني والثالث من الحمل، وغالبًا ما يفضلون حقن الحديد عن مكملات الحديد الفموية في حالات نقص الحديد القوية، لأنها لا تسبب الاضطرابات الهضمية كما يحدث مع حبوب الحديد عن طريق الفم. [2]

فوائد إبر الحديد للحامل

يعتبر الحديد من المعادن الأساسية التي تدخل في تكوين الهيموجلوبين وهو البروتين الأساسي في كرات الدم الحمراء والمسؤول عن حمل الأكسجين إلى جميع أعضاء وخلايا الجسم، نوضح تاليًا الفوائد التي تقدمها حقن الحديد للحامل والجنين خلال شهور الحمل: [1][3]

  1. يزداد إمداد جسم المرأة بالدم في الحمل بنسبة 50% تقريبًا لتوصيل الأكسجين إلى الجنين، مما يعني إنتاج كمية أكبر من الهيموجلوبين وكرات الدم الحمراء، تساعد إبر الحديد في إمداد المرأة الحامل بما تحتاجه من الحديد لهذه الزيادة.
  2. يساعد الحديد في تعزيز النمو الصحي للجنين، حيث يؤثر نقص الحديد على معدلات نموه.
  3. تقي إبر الحديد من الولادة المبكرة أو ولادة طفل ناقص الوزن.
  4. تساهم حقن الحديد في ملء مخازن الحديد الخاصة بالطفل والتي تتكون خلال 10 أسابيع الأخيرة من الحمل، توفر تلك المخازن الحديد اللازم للطفل بعد الولادة وحتى عمر 6 أشهر عندما يبدأ في تناول الأطعمة الصلبة المحتوية على الحديد.
  5. تحمي إبر الحديد الحامل من أعراض نقص الحديد مثل قلة التركيز، والتعب، وضعف المناعة، وتمنع الإصابة بفقر الدم.
  6. تفقد المرأة الكثير من الدم أثناء الولادة سواء ولادة طبيعية أو ولادة قيصرية، يعرضها ذلك إلى الإصابة بالأنيميا بمعدلات أكبر مقارنة بشهور الحمل، لذا تحمي إبر الحديد أثناء الحمل السيدة من الإصابة بفقر الدم بعد الولادة، مما قد يضطرها إلى الخضوع لنقل الدم للعلاج.

اقرأ أيضًا: فوائد حبوب الحديد للحامل

أنواع حقن الحديد للحامل

تعد حقن كربوكسي مالتوز الحديديك (بالإنجليزية: Ferric Carboxymaltose) أحد أشهر أنواع حقن الحديد التي تستخدم لعلاج أنيميا نقص الحديد.

يجب أن تتلقى الحامل حقن الحديد في المستشفى أو عيادة الطبيب، لمراقبة السيدة جيدًا وتجنب حدوث حساسية الحديد المفرطة التي قد تحدث مع الحقن الوريدي، تظل المرأة في المستشفى ما لا يقل عن 30 دقيقة للملاحظة بعد انتهاء تلقي جرعة الحديد، وينبغي الانتباه أيضًا أن فرص حدوث فرط التحسس من حقن الحديد تزداد مع السيدات المصابات بالربو، أو الاكزيما، وغيرها من أنواع الحساسية التأتبية. [3]

يمنع استخدام حقن كربوكسي مالتوز الحديديك في الحالات الآتية: [4]

  • الإصابة بفقر الدم لأسباب أخرى خلاف نقص الحديد.
  • الشك في ارتفاع نسب الحديد لدى المرأة أو المعاناة من اضطرابات استخدام الحديد.
  • فرط الحساسية للمادة الفعالة أو غيرها من منتجات الحديد الوريدية الأخرى.

يوجد عدد آخر من إبر الحديد التي يمكن استخدامها والمرخصة من قبل إدارة الدواء والغذاء (بالإنجليزية: Food and Drug Administration) أشهرها التالي: [5]

  1. فيروموكسيتول (بالإنجليزية: Ferumoxytol).
  2. جلوكونات حديديك الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium Ferric Gluconate).
  3. سكروز الحديد (بالإنجليزية: Iron Sucrose).
  4. ديريسومالتوز الحديد (بالإنجليزية: Ferric Derisomaltose).

الفرق بين حقن الحديد العضلية والوريدية

يمكن تلخيص الفرق بين حقن الحديد العضلية والوريدية في النقاط التالية: [2]

  • تعتمد إبر الحديد الوريدية على توصيل جرعة الحديد إلى السيدة بالتنقيط عبر الوريد، بينما تعمل الحقن العضلية على حقن الحديد في العضلات بواسطة إبرة المحقن، وغالبًا ما يحدث الحقن في الأرداف.
  • يستغرق الحقن الوريدي للحديد وقتًا طويلًا قد يصل إلى عدة ساعات، بينما تعطى جرعة الحقن العضلية مرة واحدة في لحظات قليلة.
  • تسبب إبر الحديد العضلية الألم أكثر من التي تعطى في الوريد.
  • يمكن أن يسبب الحقن العضلي نزيفًا في العضلة أو تسريبًا ينتج عنه تلطخ وتغير في لون الجلد، قد يحدث التلطخ في الحقن الوريدي لكن بنسب ضعيفة.

نجد أن الأطباء غالبًا ما يفضلوا إبر الحديد الوريدية لعلاج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد عند الحامل تجنبًا للآثار الجانبية سابقة الذكر.

كم يستمر علاج حقن الحديد للحامل؟

يجب عدم الاعتماد على جرعات حقن الحديد للحامل كحل دائم، فهي تقدم تحسنًا مؤقتًا وسريعًا وقت الاحتياج إليها، مما يعني أن على المرأة الحامل الاعتماد على طرق أخرى لتحسين مستوى الحديد لديها خاصة عن طريق التغذية أو تناول مكملات الحديد الفموية مثل أقراص الحديد، يحدد الطبيب الشكل المناسب لمكمل الحديد للحامل، فكلاهما اللأقراص والحقن يمكنه رفع مستوى الحديد.

يظهر أثر إبر الحديد على الحامل خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع من تلقي جرعة الحديد، تكفي تلك المدة لتحسين مستوى الهيموجلوبين والحد من أعراض نقص الحديد المزعجة، وإعادة الطاقة إلى الحامل.

غالبًا لا تحتاج الحامل سوى إلى جرعة واحدة من إبر الحديد، ثم يستمر فحص مستوى الحديد في الدم للحامل بانتظام حتى موعد الولادة وبعدها أيضًا، لتحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى جرعة أخرى. [1]

نصيحة الطبي

تحتاج السيدة في شهور الحمل إلى كميات أكبر من الحديد لتوفير احتياجات الجنين، ومنعًا لإصابتها بفقر الدم نتيجة عوز الحديد، يطلب الطبيب فحصًا روتينيًا للأم الحامل لقياس مستوى الحديد في الدم، وعليه يقرر ما إذا كانت السيدة تحتاج إلى إبر الحديد أم إلى أقراص الحديد الفموية.

ينصح الأطباء بحقن الحديد الوريدية ويفضلونها عن العضلية التي قد تسبب الألم أو النزيف في العضلات، ويجب أن تتلقى الحامل حقن الحديد في المستشفى تحت الرعاية الطبية، تفاديًا لحدوث فرط الحساسية.

اقرأ أيضًا: تعرف على أسباب عدم امتصاص الحديد في الدم