تعرف الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Sperms) بأنها الخلايا التناسلية الذكرية أو الأمشاج (بالإنجليزية: Gamete) التي تنشأ في الخصيتين، وتتمثل وظيفتها الأساسية في تخصيب البويضة الأنثوية لتكوين الجنين، والجدير بالذكر؛ ينتج الذكور ملايين الحيوانات المنوية يوميًا، ولكن هل يتمتع جميعها بصحة جيدة؟ [1]

تابع القراءة لتعرف كل ما يتعلق بصحة الحيوانات المنوية.

ما الذي يحدد صحة الحيوانات المنوية؟

يمكن تحديد ما إذا كانت الحيوانات المنوية التي ينتجها الذكر صحية أم تعاني من مشكلة ما من خلال المعايير الرئيسية التالية: [1][2]

  • كمية أو عدد الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Sperm Count): على الرغم من أن تخصيب البويضة الأنثوية يتم من خلال حيوان منوي واحد، إلا أنه كلما كان عدد الحيوانات المنوية أكبر كلما ارتفعت فرص الإخصاب عن طريق الجماع.
  • حركة الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Sperm Motility): الحيوانات المنوية الصحية هي تلك التي تتحرك نحو الأمام بحثًا عن البويضة لتخصيبها.
  • شكل الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Sperm Morphology): يعد شكل الحيوانات المنوية تحت المجهر أحد المعايير التي تشير لصحتها ونجاح عملية التخصيب، ويتكون الحيوان المنوي عمومًا من 3 أجزاء أساسية، وهي:
    • الرأس: يحتوي رأس الحيوان المنوي على الكروماتين (بالإنجليزية: Chromatin)، وهو مادة الحمض النووي التي تشكل الكروموسومات، ويبلغ عدد الكروموسومات الطبيعي في الحيوان المنوي 23 كروموسومًا.
    • القسم الأوسط: يحتوي هذا الجزء من الحيوان المنوي على الميتوكوندريا المنتجة للطاقة، والتي يحتاجها للحركة الطبيعية.
    • الذيل: يساعد ذيل الحيوان المنوي على الحركة الطبيعية نحو الأمام باتجاه البويضة لتخصيبها.

اقرأ أيضًا: ضعف الحيوانات المنوية

العوامل التي تؤثر في صحة الحيوانات المنوية

تتأثر صحة الحيوانات المنوية بالعديد من العوامل، ويذكر منها:

العمر

غالبًا ما تنخفض صحة الحيوانات المنوية، وكفاءتها، وعددها، وحركتها مع التقدم في العمر؛ فمن المحتمل أن يكون لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا عدد أقل من الحيوانات المنوية الصحية مقارنةً بصغار السن، بالإضافة لكميات أقل من السائل المنوي. [2][3]

التدخين

يؤثر التدخين على جودة الحيوانات المنوية، وعادةً ما يكون لدى الذكور المدخنين عددًا أقل من الحيوانات المنوية، وسائلًا منويًا أقل، وحركة حيوانات منوية أضعف، وكلما زاد عدد السجائر اليومية انخفضت جودة الحيوانات المنوية. [2][3]

يواجه الذكور الذين يدخنون أقل من 10 سجائر يوميًا انخفاضًا في جودة الحيوانات المنوية، بينما يزيد التدخين المفرط الذي يبلغ فيه عدد السجائر ما يقارب 20 سيجارة يوميًا من خطر إصابة الجنين بسرطان الدم في مرحلة الطفولة. [2][3]

اقرأ أيضًا: التدخين والانجاب

زيادة الوزن

قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، عدد أقل من الحيوانات المنوية وحركة أضعف، كذلك من المحتمل وجود نسبة أعلى من الحيوانات المنوية غير الطبيعية، وانخفاض في إنتاج هرمون التستوستيرون، مما قد يسبب مشاكل جنسية مثل صعوبات الانتصاب.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر زيادة الوزن على الجينات الموجودة في الحيوانات المنوية، والتي تنتقل للجنين. [2][3]

الكحول

يمكن أن يؤثر الإفراط في شرب الكحول على صحة الحيوانات المنوية؛ إذ قد يقلل من جودة الحيوانات المنوية، ويلعب دورًا في انخفاض إنتاج كمية هرمون التستوستيرون، الأمر الذي قد يؤدي إلى صعوبة في الانتصاب، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بتلف الكبد الذي يؤثر على الصحة العامة والإنجابية للذكور. [2][3]

اقرأ أيضًا: تاثير الكحول على العلاقة الجنسية

الأمراض المنقولة جنسيًا

يمكن أن تتسبب بعض الأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا، والسيلان، والزهري، والثآليل التناسلية في حدوث ضرر بالأعضاء التناسلية المنتجة للحيوانات المنوية، وبالتالي العجز الجنسي أو العقم.

لكن لحسن الحظ فإنه من السهل علاج معظم الأمراض المنقولة جنسيًا خاصةً عند اكتشافها مبكرًا، مما يحافظ على صحة الحيوانات المنوية، ويقلل من خطر نقل العدوى للزوجة. [2][3]

الأدوية

تؤثر بعض أنواع الأدوية على صحة الحيوانات المنوية؛ إذ تقلل من عدد الحيوانات المنوية وجودتها، وكذلك معدل الخصوبة، ومن هذه الأدوية: [3]

  • الستيرويدات الابتنائية (بالإنجليزية: Anabolic Steroids)، والتي يشبه تأثيرها تأثير هرمون التستوستيرون.
  • مسكنات الألم التي تحتوي على المواد الأفيونية، خاصةً إذا استخدمت لفترات زمنية طويلة.
  • بعض أدوية الاكتئاب والقلق.
  • العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسرطان.
  • المخدرات، مثل الماريجوانا، والكوكايين، والهيروين.

العوامل البيئية

يمكن أن يؤدي التعرض لبعض العوامل البيئية أو بعض المواد، بما في ذلك المنتجات السامة، مثل المبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب، والمعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية المنزلية، والإشعاع، إلى انخفاض كمية ونوعية الحيوانات المنوية، مما يؤثر على الخصوبة. [2][3]

الحرارة

يسبب التعرض لدرجات حرارة عالية كتلك الناتجة عن الحمامات الساخنة انخفاضًا في صحة الحيوانات المنوية؛ إذ يجب أن تكون درجة حرارة الخصيتين أقل ببضع درجات من درجة حرارة الجسم الطبيعية للحفاظ على إنتاج حيوانات منوية صحية، ولتحقيق ذلك يوصى بتجنب الحمامات الساخنة، وارتداء الملابس الداخلية الفضفاضة للحفاظ على برودة كيس الصفن. [2]

كيف يمكن التحقق من صحة الحيوانات المنوية؟

يعد تحليل السائل المنوي (بالإنجليزية: Semen Analysis) الفحص المخبري المعتمد للتحقق من صحة الحيوانات المنوية، والذي يزود الطبيب بمعلومات تتعلق بمعدل الخصوبة، وشكل الحيوانات المنوية، وعددها، وحركتها، وحجمها، ومظهرها، ودرجة الحموضة، ووقت التسييل؛ أي المدة التي يستغرقها السائل المنوي الطبيعي قبل أن يصبح سائلًا أو أقل لزوجة مما هو يكون عليه أثناء القذف. [4][5]

نظرًا لوجود احتمالية بتفاوت عدد الحيوانات المنوية بشكل يومي، توصي الجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية بتكرار تحليل السائل المنوي مرتين أو ثلاث مرات على مدار 3 أشهر، وبفارق 7 أيام على الأقل بين كل تحليل وآخر، وذلك للحصول على معلومات أكثر دقة عن صحة الحيوانات المنوية، إذ يمكن أن يقدّم متوسط عدد الحيوانات المنوية في العينات مجتمعة نتيجة أكثر موثوقية. [4]

يجرى تحليل السائل المنوي على عينة من السائل المنوي الذي يحتوي على الحيوانات المنوية، وعادةً ما يوصي الطبيب به للأزواج الذين يعانون من صعوبة في الحمل؛ لتحديد ما إذا كان الرجل يعاني من العقم أو من انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو وجود خلل أو مشكلة في الحيوانات المنوية. [4]

نصائح لتحسين صحة الحيوانات المنوية

يساعد اتباع نمط حياة صحي على الحفاظ وتعزيز صحة الحيوانات المنوية، وبالتالي التمتع بصحة إنجابية جيدة، لذلك يوصى بما يلي: [6]

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ قد تساعد الرياضة على تحسين شكل السائل المنوي، وعدده، وحركته خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
  • اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الأطعمة الصحية التي قد تعزز من عدد الحيوانات المنوية، ومنها:
    • الخضروات والفواكه.
    • الأسماك.
    • منتجات الألبان قليلة الدسم.
  • تجنب الأطعمة غير الصحية التي قد تؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية، منها:
    • اللحوم المصنعة.
    • الدهون المتحولة.
    • منتجات الصويا.
    • منتجات الألبان عالية الدهون.
  • تجنب الكحول الذي يمكن أن يقلل من إنتاج هرمون التستوستيرون، وبالتالي يؤثر على عدد الحيوانات المنوية.
  • تجنب الأدوية المخدرة التي قد تلحق الضرر بجودة الحيوانات المنوية.
  • الحد من تناول بعض الأدوية التي يمكن أن تؤثر على الخصوبة، مثل مضادات الاكتئاب.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • فقدان الوزن الزائد للأشخاص الذي يعانون من السمنة أو زيادة الوزن.
  • تجنب الحمامات الساخنة للحفاظ على درجة حرارة كيس الصفن الذي يحتوي على الحيوانات المنوية.
  • اتباع معايير السلامة العامة أثناء التعامل مع المبيدات الحشرية.

للمزيد: أمور تضر بصحة الحيوانات المنوية

نصيحة الطبي

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل الصحية والبيئية على صحة الحيوانات المنوية، لكن لحسن الحظ يمكن التحكم بغالبية هذه العوامل، وبالتالي الحفاظ على جودة الحيوانات المنوية ومعدل الخصوبة.