أثير مؤخرًا في ميدان تحسين الفك والصحة الفموية "مصطلح "تمارين الميونغ". وعلى الرغم من أن اسم هذه التمارين قد يبدو مثيرًا وغريبًا، إلا أنها الفكرة من ورائها بسيطة جدًا. يتمحور جوهر هذه التمارين حول سلسلة من الخطوات تهدف إلى وضع اللسان داخل الفم بشكل محدد. ويُشيد مؤيدوه بشدّة بأنه يمكن أن يكون علاجًا شافيًا لنحت الفك والذقن، وفي نفس الوقت يمكن أن يخفف من مشكلات صحية مختلفة.

وكما هو الحال مع أي ظاهرة جديدة، فإن الشكوك تحيط بها، ولهذا يعرض هذا المقال تفاصيل حول تمارين الميونغ ونشأة هذه الظاهرة، كما يجيب عن العديد من التساؤلات حول فعاليتها إلى جانب خطورتها وأضرارها.

ما هي تمارين الميونغ وكيف نشأت؟

تكمن الفكرة الأساسية فيما يخص تمارين أو تقنية ميونغ على القدرة على تغيير شكل خط الفك عن طريق التدريب على مكان وضع اللسان داخل الفم. وعلى الرغم من أن تمارين ميونغ أصبحت مألوفة ودارجة مؤخرًا، إلا أن الفكرة التي تقف وراءها تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي عندما قدمها جراح التقويم البريطاني جون ميو وابنه مايكل ميو. حيث إن هذه التقنية تهدف إلى تحسين شكل الوجه وتصحيح مشاكل تقويم الأسنان.  [1] [2] 

ولم تتم صياغة اسم هذه التمارين من قبل جون ومايكل ميو بشكل خاص، بل نشأ هذا المصطلح نتيجة لحركة على الإنترنت نُفذت من قبل أشخاص يرغبون في تغيير ملامح خطوط فكيهم باستخدام أفكار مشتقة من مما طرحه الطبيبان، والتي كانت في الأصل تُستخدم بشكل رئيسي لدى الأطفال الصغار الذين لا يزال فكهم في مرحلة النمو، ولا يزال قابلًا للعلاج. [1] [2] 

اقرأ أيضًا: مشاكل الفك الشائعة وطرق علاجها

فعالية تمارين الميونغ

تفتقر الأبحاث العلمية إلى إظهار أي نتائج تشير إلى أن تمارين الميونغ يمكن أن تؤثر بشكل دائم على شكل الفك، أو حتى فائدتها في علاج مشاكل أخرى، ويشدد الخبراء على أنه من غير المرجح أن تحدث أي تغييرات دائمة نتيجة لهذه التمارين. لذا، في حال التطلع إلى تعزيز شكل خط الفك، فمن الأفضل إعادة النظر في الاعتماد على هذه التمارين واستشارة طبيب مختص بتقويم الأسنان والفكين. [1]

ويمكن لأطباء الأسنان المختصين استخدام تقنيات تشابه تلك المستخدمة في تمارين الميونغ لعلاج المشاكل التي يُعتقد أنه يمكن حلها باستخدام التمارين مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، وعدم تموضع الأسنان بشكل صحيح في الفك. ويلجأ هؤلاء الأطباء لوضع خطة علاجية منهجية والتحدث مع المرضى حول المخاطر والفوائد المحتملة المرتبطة بهذه الإجراءات. [1]

كيفية أداء تمارين الميونغ

يتطلب القيام بتمارين الميونغ وضع اللسان داخل الفم بطريقة معينة والحفاظ عليه طوال الوقت، حتى أثناء شرب السوائل. وتتطلب تمارين ميونغ من اللسان أن يستقر بشكل مسطح على سقف الفم من الأعلى. ويجدر بالذكر أنه يمكن أن يستغرق التكيف مع هذا الموقف بعض الوقت، لكن مؤيدي هذه التقنية يقولون أنه بمرور الوقت ستصبح هذه العملية طبيعية تمامًا. [2] 

ويتم أداء تمارين ميونغ من خلال اتباع الخطوات الآتية: [2] 

  • إغلاق الفم والشفتين، حيث يتم لصق الأسنان والشفتين معًا.
  • ترك اللسان في وضع الاسترخاء الكامل.
  • وضع كامل اللسان على سقف الفم.
  • وضع طرف اللسان على الجزء الخلفي للأسنان العلوية الأمامية.
  • الحفاظ على هذا الوضع لأطول فترة ممكنة، ويتم تكرار التمرين بانتظام.

يزعم بعض الأشخاص رؤية نتائج خلال أسابيع قليلة، إلا أن آخرين يشيرون إلى أنه يمكن أن يستغرق شهورًا أو حتى سنوات لرؤية تحسن ملحوظ. ولا توجد حتى الآن أبحاث تدعم هذا الأمر، أو تدل على الوقت المقدر لرؤية النتائج. [2] 

فوائد تمارين الميونغ

يزعم المؤيدون لفعالية هذه التمارين أنه بإمكانها أن تحسن من خط الفك وتجعله واضحًا، كما يمكنها أن تحسن توازن الذقن والأنف ليبدو شكل الوجه أجمل. كما يشير الكثير منهم أن تمارين الميونغ يمكن أن تساعد في علاج المشاكل الآتية: [3]

اقرأ المزيد: تعرف إلى طرق علاج اضطراب النوم

أضرار تمارين الميونغ

بالرغم من عدم احتمالية أن تكون تمارين الميونغ ذات فائدة كبيرة، إلا أنها على الأرجح لن تكون ضارة في حال القيام بها بشكل معتدل. حيث إن تأثيراتها السلبية قد تتلخص في الإجهاد والشعور بالألم وعدم الراحة. وفي حال نجحت تقنية وتمارين الميونغ فعليًا في إعادة تشكيل الفكين، فقد يؤدي ذلك، حسب تقديرات الأطباء إلى تفاقم عدم التوازن بين الفكين والأسنان، مما يمكن أن يسبب مشكلات مثل مشاكل العض، وتساقط الأسنان وآلام الفك. [2]

كغيرها من التمارين، تنطوي العديد من المخاطر والأعراض الجانبية عند ممارسة تمارين الميونغ بشكل خاطئ. ويمكن أن تؤدي فعليًا إلى نفس المشاكل التي يفترض أن تعالجها هذه التمارين، مثل: [4]

  • عدم تناسق في ترتيب الأسنان أو ما يعرف بسوء الإطباق
  • عدم تناسق في الأسنان عند العض. 
  • ألم في مفصل الفك الصدغي.
  • فقدان الأسنان.
  • مشاكل في النطق.
  • مشاكل في البلع.

تمارين الميونغ بين الحقيقة والخرافة

يجب الانتباه إلى أنه رغم الانتشار الواسع لصور أثر تمارين الميونغ على شكل الوجه بهدف إقناع من يشاهدونها بفعاليتها، إلا أنه يجب تحري الدقة قبل تصديقها والانتباه لعدم الاعتماد على المصادر غير الموثوقة. حيث أن الادعاء بأن أثر تمارين الميونغ قد يظهر خلال أسابيع أو حتى أشهر هو ادعاء بعيد كل البعد عن أي أسس علمية. وقد تكون هذه الصور مضللة، أو تحتوي على بعض التأثيرات البصرية. وبهذا فإن تمارين الميونغ قد تكون مجرد ظاهرة شائعة تعطي وعودًا سهلة لحل مشاكل في غاية التعقيد. [2] [5] 

نصيحة الطبي: 

يُشجع الطبي على ممارسة تمارين الميونغ بحذر وتحت إشراف متخصص. على الرغم من أن هذه التمارين قد لا تكون ضارة إذا تم ممارستها بشكل صحيح، إلا أنها يمكن أن تشكل مخاطر عند ممارستها بشكل غير صحيح. حيث يمكن أن تؤدي لنفس المشاكل التي يُزعم أنها تعالجها، مثل عدم التناسق في ترتيب الأسنان وآلام في مفصل الفك الصدغي ومشاكل في النطق والبلع.

ويجب أن يتم استشارة أخصائي تقويم الأسنان والفكين في حال الرغبة في تحسين مظهر الفك، ولا يجب الاعتماد على تمارين الميونغ كبديل للعناية الطبية.