يعد مرض كرون من أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، والذي يعد واحدًا من أهم الأمراض المزمنة التي تصيب الأطفال والمراهقين، وتقارب نسبة 20-30% من الحالات. [1]

سنتعرف في هذا المقال على أسباب مرض كرون عند الأطفال، وأعراضه، وطرق علاجه.

ما هي أعراض مرض كرون عند الأطفال؟

قد تظهر الأعراض بشكل مفاجئ، أو قد تتطور ببطء مع مرور الوقت، وتشمل أعراض مرض كرون عند الأطفال أعراض هضمية، وأخرى غير هضمية. [1,2]

أعراض مرض كرون عند الأطفال الهضمية

  • الإسهال المائي، أو الدموي.
  • ألم في البطن.
  • تباطؤ النمو.
  • فقدان الوزن.
  • فقدان الشهية.
  • الحاجة الملحة للتبرز.
  • الإرهاق والتعب.
  • الحمى.
  • الغثيان.
  • سوء امتصاص العناصر الغذائية، مسببًا فقر الدم.
  • ألم عند التبرز.
  • قرح في منطقة الشرح.
  • الشقوق الشرجية.
  • الإمساك.

أعراض مرض كرون عند الأطفال غير الهضمية

  • تقرحات فموية.
  • التهاب في الجلد، بحيث تظهر بثور مؤلمة على الساقين وأجزاء أخرى في الجسم.
  • التهاب في العيون.
  • آلام في المفاصل، والتهابها.

ما هي أسباب مرض كرون عند الأطفال؟

لا تزال أسباب مرض كرون عند الأطفال غير مفهومة، ولكن يرجح أنه ينتج عن عدد من العوامل، منها البيئية، والوراثية، والمناعية. [2,3]

  1. العوامل مناعية: من المحتمل أن يتطور مرض كرون لدى الأطفال، بسبب خلل في جهاز المناعة في الجسم.
  2. العوامل الوراثية: إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بمرض كرون، فإن الطفل لديه فرصة أكبر للإصابة بالمرض، وتجدر الإشارة إلى أن 15% من الحالات هي حالات وراثية.
  3. العوامل البيئية: قد تتضمن العوامل البيئية الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، أو استخدام المضادات الحيوية بشكل متكرر، كما أن الأطفال الذين يتعرضون للتدخين هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

على الرغم من انتشار مرض كرون بين الإناث أكثر من الذكور من البالغين، إلا أنه أكثر انتشارًا بين الذكور من الإناث بين الأطفال. [2]

اقرأ أيضًا: مرض كرون والحمل

كيف يتم تشخيص مرض كرون عند الأطفال؟

يتم تشخيص مرض كرون عند الأطفال من خلال ما يلي: [1,2,3,4]

  • إجراء فحص طبي، ومناقشة الأعراض مع الأهل، بالإضافة إلى السؤال عن تاريخ العائلة.
  • اختبارات الدم، للتحقق مما إذا كان الطفل مصابًا بفقر الدم، أو ارتفاع خلايا الدم البيضاء التي تدل على الإصابة بالتهاب.
  • فحص البراز.
  • الصور التشخيصية، مثل التصوير المغناطيسي والتصوير المقطعي للأمعاء، والأمواج فوق الصوتية في البطن.
  • منظار الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، بحيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب من خلال الفم، ويمر إلى المريء ومن ثم إلى المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، ويتم ذلك عندما يكون الطفل تحت التخدير الكامل.
  • منظار القولون، بحيث يستخدم الطبيب كاميرا صغيرة مثبتة على نهاية أنبوب مضيء لفحص داخل القولون، ويتم ذلك عندما يكون الطفل تحت التخدير الكامل.
  • منظار الكبسولة المرئية، بحيث يبتلع المريض كبسولة تحتوي على كاميرا، تنتقل عبر الأمعاء الدقيقة، وتلتقط صورًا يتم نقلها إلى الطبيب.
  • خزعة من بطانة القولون.

اقرأ أيضًا: هل هناك تعارض بين مرض كرون وممارسة الرياضة؟

ما هي طرق علاج مرض كرون عند الأطفال؟

نظرًا إلى أن مرض كرون مرض مزمن، فإنه لا يمكن الشفاء منه نهائيًا، ولكن كغيره من الأمراض المزمنة، فإنه من الممكن السيطرة عليه والوقاية من مضاعفاته من خلال ما يلي: [2]

تغيير نمط الحياة

من أسس علاج مرض كرون عند الأطفال تغيير نمط الحياة، واتباع نظام غذائي صحي مخصص لهؤلاء المرضى، ويكون ذلك من خلال الامتناع عن تناول بعض الأطعمة التي يصعب هضمها والأطعمة التي تهيج القولون، مثل: [2,3]

  • الفشار.
  • الفواكه والخضروات غير المطهوة، والألياف بشكل عام.
  • المكسرات.
  • الحليب.
  • بعض التوابل أو الأطعمة الحارة.
  • الأطعمة الدهنية.
  • الأطعمة التي تحتوي على السوربيتول، الزيليتول، والمانيتول.
  • الكافيين.
  • البقوليات.
  • البروكلي.
  • البصل.
  • القرنبيط.
  • الملفوف.

للمزيد: دور التغذية في إثارة وتهدئة التهابات القولون

وعند الإصابة بالتهاب شديد في الأمعاء، ينصح بتجنب النظام الغذائي العادي، واللجوء إلى التغذية الأمعائية الحصرية (بالإنجليزية: Exclusive Enteral Nutrition)، من خلال استخدام أنبوب الأنف والمعدة، وهو أنبوب رفيع، يدخل في الأنف ويمر عبر الحلق إلى المعدة. أما عن الفترة الزمنية التي سيحتاجها الأطفال للتغذية الأمعائية الحصرية، فإنها تختلف اعتمادًا على الأعراضهم وشدة المرض. [2]

العلاج بالأدوية

يوجد مجموعة من الأدوية التي من الممكن وصفها للمريض لعلاج مرض كرون عند الأطفال، وتشمل: [1,2,3,4]

  • حمض 5-أمينوساليسيليك (بالإنجليزية: 5-Aminosalicylic Acid)، الذي يستخدم في الحالات البسيطة إلى المتوسطة.
  • الستيرويدات الكورتيكوستيرويدية، التي تستخدم لحالات أكثر شدة.
  • المضادات الحيوية، لعلاج البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي، والتي قد تكون عاملًا مساهمًا في تطور مرض كرون.
  • الأدوية المناعية، مثل حمض 6-مركابتوبيورين، والأزاثيوبرين، وكذلك الميثوتريكسيت.
  • العلاجات البيولوجية، مثل دواء الإنفليكسيماب، ودواء الأداليموماب، ودواء الفيدوليزوماب، ودواء الاستيكينيوماب.
  • المكملات الغذائية، لعلاج فقر الدم، ولعلاج النمو المتأخر لدى الطفل.

الجراحة

في حال فشل العلاجات الطبية السابقة مثل الأدوية والنظام الغذائي والتغذية، يلجأ الطبيب إلى الجراحة، وعادة ما يتضمن الجراحة إزالة الأنسجة المصابة، وقد تصلح الجراحة أيضًا بعض المشاكل، وتشمل الأمعاء المسدودة، والثقب في الأمعاء، والقرحة أو الخراج، أو النزيف. [2,3]

تشمل أنواع الجراحة التي يتم إجراؤها لعلاج مرض كرون عند الأطفال ما يلي: [2,3]

  • تصريف الخراجات.
  • استئصال الأمعاء، بحيث يتم إزالة الجزء المصاب من الأمعاء، ويتم تثبيت الجزئين الصحيين من الأمعاء، لكن تجدر الإشارة إلى أن المرض غالبًا ما يتكرر في الأنسجة المجاورة، ويحتاج حوالي 50% من الأطفال الذين يخضعون للجراحة إلى جراحة ثانية في وقت ما خلال حياتهم، كما أن في بعض الأطفال، قد يكون من الضروري إزالة جزء أكبر من الأمعاء في حالة المرض الشديد، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث متلازمة الأمعاء القصيرة.
  • الفغر (بالإنجليزية: Ostomy): عند إزالة جزء من الأمعاء، يتم إنشاء طريق جديد لإزالة البراز من الجسم، يعرف بالفغر.

ما هي مضاعفات مرض كرون عند الأطفال؟

في حال عدم معالجة مرض كرون عند الأطفال، فإنه سيؤدي إلى مضاعفات على المدى البعيد، وتشمل: [4]

  • سوء التغذية، وفقر الدم.
  • حصى الكلى.
  • حصى المرارة.
  • تأخر البلوغ.
  • انسداد الأمعاء.
  • اضطرابات في وظائف الكلى والمرارة.
  • ضعف العظام.
  • متلازمة الساق العصبية المضطربة.
  • التهابات في الجلد والعيون والفم.