يُلاحظ بعض الأفراد وجود حبوب على لسانهم والتي يمكن أن يختلف مظهرها من حالة لأخرى، فمن الممكن أن تكون صغيرة الحجم وبلون مماثل للون اللسان، وفي حالات أخرى يمكن أن تكون الحبوب كبيرة الحجم، أو ذات لون أبيض أو أحمر، أو مملوءة بالسوائل. كما يمكن أن تكون حبوب اللسان مؤلمة جدًا وتتسبب بامتناع الفرد عن تناول الطعام والشراب. [1]

كل ذلك يمكن أن يجعل الفرد يتساءل حول ما هي أسباب حبوب اللسان هذه وكيفية التخلص منها، وهذا ما يمكن التعرف عليه من خلال قراءة المقال التالي: 

ما هي أسباب حبوب اللسان؟

فيما يلي نذكر الأسباب المؤدية لظهور حبوب اللسان:

التهاب حليمات اللسان العابر

يٌعد التهاب حليمات اللسان العابر (بالإنجليزية: Transient Lingual Papillitis) من الحالات الشائعة، فمن الممكن أن يعاني العديد من الأفراد من هذه الحالة خلال مرحلةٍ ما من حياتهم، والتي تتسبب بظهور حبوب حمراء أو بيضاء صغيرة على اللسان. [1]

من غير المعروف إلى الآن ما هو سبب حدوث هذا الالتهاب في الحليمات، إلا أنه يمكن أن يكون مرتبطًا بالتوتر، أو الهرمونات، أو تناول بعض الأطعمة، مثل الأطعمة الحامضة، التي يمكن أن تتسبب بتهيج اللسان. [1][2]

كما يمكن أن يرتبط أحيانًا التهاب الحليمات بالعدوى الفيروسية، وهي حالة أكثر شيوعًا بين الأطفال ويمكن أن تكون مصحوبة بالحمى وتضخم الغدد الليمفاوية. [1]

تقرحات الفم

يمكن أن يكون سبب حبوب اللسان أحيانًا الإصابة بتقرحات الفم وهي حالة تؤثر عادة على الشفتين من الداخل، إلا أنها يمكن أن تؤثر أيضًا على اللسان. تحدث تقرحات الفم لدى الأفراد من جميع الأعمار، وذلك نتيجة للعديد من الأسباب المحتملة، مثل: [2][3]

  • إصابة أو تلف في أنسجة اللسان.
  • الأطعمة الحارة أو الحامضة.
  • التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء فترة الحيض، أو الحمل، أو انقطاع الطمث.
  • مرض السيلياك.
  • نقص الحديد، أو حمض الفوليك، أو فيتامين B12.
  • الإجهاد الجسدي أو العاطفي.
  • العدوى.

وعندما تؤثر تقرحات الفم على منطقة اللسان فإنها ستتسبب عادة بظهور حبوب تحت اللسان والتي يرافقها  تقرحات مؤلمة ذات لون أحمر، أو أبيض، أو أصفر. [1][3]

الهربس الفموي

يعد الهربس الفموي عبارة عن عدوى فيروسية شائعة ومعدية، والتي عادة ما تتسبب بظهور حبوب مؤلمة ما حول الفم والشفتين، إلا أنها أحيانًا يمكن أن تتسبب بظهور حبوب على اللسان واللثة. [2][4]

غالبًا ما تكون حبوب اللسان الناجمة عن الهربس الفموي مؤلمة جدًا ويمكن أن تستمر لمدة أسبوع أو أكثر ومن ثم تختفي من تلقاء نفسها. [2]

التهاب اللسان

يتسبب التهاب اللسان بجعل سطحه ناعمًا وأملس، بالإضافة إلى ظهور الحبوب عليه، وهي حالة تحدث نتيجة للعديد من الأسباب، بما في ذلك: [1]

  • ردود الفعل التحسسية.
  • التدخين.
  • المواد المهيجة.
  • العدوى.

الحساسية

تتضمن أسباب حبوب اللسان أيضًا المعاناة من عدم تحمل الطعام وردود الفعل التحسسية، وفي بعض الحالات يمكن أن يحدث تورم مفاجئ وفوري بأكمل اللسان نتيجة حدوث رد فعل خطير يسمى بالحساسية المفرطة. [2]

ومن الأعراض التي يمكن أن ترافق ظهور حبوب على اللسان والتي يجب حينها على الفرد طلب المساعدة الطبية الفورية ما يلي: [2]

  • تورم في الشفاه، أو الفم، أو اللسان.
  • الطفح الجلدي المفاجئ أو الشرى.
  • الصفير.
  • صعوبة في التنفس.

إصابة اللسان

يمكن أن تؤدي بعض الأمور إلى تضرر أنسجة اللسان وظهور الحبوب فيها، ومنها ما يلي: [2][4][5]

  • عض اللسان.
  • تناول الأطعمة الحارة أو الحامضة جدًا.
  • تناول الأطعمة المقرمشة، مثل: رقائق البطاطس.
  • تناول أو شرب شيء ساخن جدًا.

عدوى فيروس الورم الحليمي البشري

يٌعتبر فيروس الورم الحليمي البشري أحد أنواع العدوى المنقولة جنسيًا والذي يمكن أن يتسبب بآفات في الجلد والأغشية المخاطية المتواجدة في جميع أنحاء الجسم. فمثلًا، يمكن أن يتسبب هذا الفيروس بظهور نتوءات صغيرة صلبة وحبوب تحت اللسان أو في الغشاء المخاطي داخل الفم. [1][3]

مرض الزهري

يُعتبر مرض الزهري أحد أسباب حبوب اللسان المحتملة أيضًا، وهو عبارة عن عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق ممارسة الجنس المهبلي، أو الشرجي، أو الفموي. وعادة ما تظهر قروح وحبوب على اللسان كأعراض أولية لمرض الزهري، خصوصًا في حال كان اللسان هو مكان الإصابة، وهو غالبًا ما يحدث عندما ينتشر مرض الزهري عن طريق ممارسة الجنس الفموي. [1][2]

الحمى القرمزية

يمكن أن ترتبط الحمى القرمزية بالإصابة بما يسمى بلسان الفراولة، وهي حالة تتمثل بأن يصبح اللسان أحمر اللون، ووعر، ومنتفخ، بالإضافة إلى ظهور الطفح الجلدي والحمى. [1][4]

سرطان الفم

يُعد مرض السرطان أحد الأسباب الخطيرة لظهور حبوب في جانب اللسان، خصوصًا سرطان الخلايا الحرشفية الذي يُعد أكثر أنواع السرطان التي تؤثر على اللسان. [1][2]

كما في حال حدث السرطان في الجزء الأمامي من اللسان، يمكن أن تظهر بعض الحبوب في مقدمة اللسان، والتي تتمثل على هيئة كتلة رمادية، أو وردية، أو حمراء اللون والتي يمكن أن يؤدي لمسها إلى حدوث النزيف. [1][2]

للمزيد: أسباب ظهور حبوب في اللسان.

متى تكون حبوب اللسان خطيرة؟

من المهم مراجعة الطبيب بخصوص حبوب اللسان في حال استمر وجودها لفترة زمنية طويلة، أو ازدادت الحالة سوءًا لدى المريض،  أو في الحالات التالية: [2][3][5]

  • سهولة حدوث نزيف من حبوب اللسان.
  • تأثير حبة اللسان على قدرة الفرد على التحدث، أو البلع، أو المضغ.
  • المعاناة من الأعراض التالية إلى جانب وجود حبوب على اللسان:
    • الحمى.
    • الألم الشديد.
    • خدران في الفم.
    • حرقان في الفم.
    • التهاب مستمر في الحلق

كيف يتم تشخيص حبوب اللسان؟

يتم تشخيص حبوب اللسان من خلال قيام الطبيب بفحص منطقة الفم واللسان. كما سيقوم الطبيب بسؤال المريض حول الأعراض التي يعاني منها والتاريخ الطبي والعائلي الخاص به بحثًا عن أية علامات ودلائل يمكن أن تشير إلى سبب ظهور حبوب اللسان لديه. [2][3]

كما يمكن أن يلجأ الطبيب لإجراء عدد من الفحوصات والتحاليل التي تساعد على تأكيد أو استبعاد أي سبب محتمل لظهور الحبوب على اللسان، منها ما يلي: [2][3]

  • اختبارات الدم التي تقيس عدد خلايا الدم البيضاء، للكشف عن وجود العدوى، مثل: مرض الزهري.
  • أخذ مسحة من المنطقة وزراعتها، وذلك للكشف عن مسببات العدوى، مثل: البكتيريا أو الفطريات.
  • اختبارات التصوير، مثل: الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، والتي تساعد في الكشف عن أي تغيرات هيكلية في الفم.
  • الخزعة، حيث يتم إزالة عينة من أنسجة اللسان وفحصها للكشف عن وجود الخلايا السرطانية.

اقرأ أيضًا: ما هي أنواع حبوب الفم؟

ما هو علاج حبوب اللسان؟

يعتمد علاج حبوب اللسان على السبب الرئيس للمشكلة، وفي معظم الحالات تختفي حبوب اللسان بعد فترة من الزمن من تلقاء نفسها دون أي علاج، كما هو الحال عند الإصابة بالهربس الفموي، أو تقرحات الفم، أو التهاب الحليمات العابر. [1][2]

وفي حال احتاج الفرد للعلاج عندها يمكن أن يلجأ الطبيب للعديد من الخيارات العلاجية وذلك بهدف علاج المشكلة المسببة لظهور حبوب اللسان، وتشمل هذه الخيارات ما يلي: [1][2][5]

  • الأدوية، منها:
    • المضادات الحيوية، والتي يتم وصفها في حال كان سبب حبوب اللسان الإصابة بالعدوى البكتيرية، مثل: مرض الزهري أو الحمى القرمزية.
    • المضادات الفيروسية، حيث يتم الاستعانة بها لعلاج بعض حالات فيروس الورم الحليمي البشري.
    • الكورتيكوستيرويدات.
    • غسولات الفم الطبية.
  • العلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي، وذلك لعلاج مرض السرطان المسبب لحبوب اللسان.
  • الكي، أو العلاج بالتبريد، أو الليزر لإزالة الأورام الحميدة والحبوب الناجمة عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
  • الجراحة لاستئصال الأورام الحميدة أو السرطانية.

هل يمكن علاج حبوب اللسان في المنزل؟

تساعد بعض النصائح والتدابير في علاج حبوب اللسان في المنزل، حيث أنها تساهم في تخفيف الأعراض لدى المريض وتسريع شفائه، وتشمل هذه النصائح والتدابير ما يلي: [2][3][5]

  • الحفاظ على نظافة الفم والأسنان.
  • تنظيف الأسنان بالفرشاة وخيط الأسنان بشكل يومي.
  • الغرغرة بالماء المالح الدافئ مع أو بدون صودا الخبز.
  • تطبيق العلاجات الموضعية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية من أجل تقليل الألم.
  • تجنب الأطعمة الحامضة والحارة.
  • شرب كميات وفيرة من الماء.
  • تجنب غسول الفم الذي يحتوي على الكحول.
  • التوقف عن التدخين.

نهاية غالبًا ما تظهر حبوب اللسان نتيجة لبعض الأسباب غير الخطيرة والتي لا تتطلب العلاج، كما هو الحال عند الإصابة بتقرحات الفم والهربس الفموي. لكن يمكن أن تدل حبوب اللسان على إصابة الفرد بسرطان الفم واللسان وهي حالة خطيرة تتطلب التدخل الطبي العاجل.

اقرأ أيضًا: ما هي أسباب تنميل اللسان؟