اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب في الشخصية معقد، يتميز باتباع سلوكيات خطيرة وانعدام الاستقرار العاطفي، وعدم القدرة على الحفاظ على علاقات مع الآخرين، وتقلبات المزاج الشديدة، وغيرها العديد من الأعراض، لذلك، قد يعتبر اضطرابًا معقدًا ومحيرًا للمصابين به وللأشخاص الذين يحاولون دعمهم. [1]

يعد التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية تحدي كبير، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب ومن حولهم. وسنتعرف في هذا المقال على طرق التعايش مع الاضطراب.

{subscription-link}

التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية

يجب على مريض اضطراب الشخصية الحدية (بالإنجليزية: Borderline Personality Disorder) التعايش مع الاضطراب، ولكن قد يحتاج الأمر بعض الأمر. ومن النصائح العامة للتعايش مع اضطراب الشخصية الحدية ما يلي: [1]

  • ممارسة التمارين الرياضية: في حال مواجهة صعوبة في التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية، فإن ممارسة التمارين الرياضية قد يساعد في السيطرة على العواطف. ومن الأمثلة على الأنشطة التي ينصح بممارستها تمارين الملاكمة، والجري، وركوب الدراجات، أو اليوغا.
  • تخصيص بعض الوقت للنفس: على الرغم من أن الانعزال الاجتماعي قد يكون ضارًا في حالة اضطراب الشخصية الحدية، إلا أن تخصيص بعض الوقت للنفس، وتخصيص وقت بعيدًا عن الآخرين بشكل منتظم يمكن أن يكون من الطرق الجيدة للتعامل والتعايش مع اضطراب الشخصية الحدية.
  • تفريغ المشاعر في الكتابة: ينصح بكتابة رسائل للأشخاص التي يشعر المريض اتجاههم بالغضب، ولكن دون إرسالها لهم، وهذا يشبه إلى حد كبير الكتابة في مذكرة، وهو وسيلة فعالة للتخلص من بعض المشاعر السلبية. من خلال كتابة ما يشعر به المريض تجاه شخص ما أو موقف، يمكنه التعبير عن نفسه دون أن تؤثر كلماته على علاقاته.
  • استقطاع بعض الوقت للاستراحة أثناء موقف مجهد، ما يمكن أن يساعد في التخفيف من مشاعر الغضب والعدوانية.
  • الانشغال بأمور أخرى: ينصح أيضًا بفعل شيء يشغل الانتباه، ويشتت التركيز عن العواطف التي يشعر بها المريض في ذلك الوقت.

اقرأ أيضًا: ما هي صفات الشخصية الحدية؟

ويساعد الالتزام في العلاج في التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية، وأثناء مرحلة العلاج، وللتعامل مع أعراض الشخصية الحدية، ينصح بما يلي: [1,2]

  • أن يكون المريض جزءًا نشطًا من خطة العلاج، لفهم أعراضه وعلاجها بشكل أسهل، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد خطة علاج واحدة تناسب الجميع، وقد يستغرق الأمر وقتًا للوصول إلى الحل الصحيح.
  • ممارسة تمارين التأريض (بالإنجليزية: Grounding Exercises)، وتساهم هذه التمارين في التعامل مع أعراض الشخصية الحدية، فهي تهدف إلى مساعدة المريض في التركيز على اللحظة الحالية والحاضر، بدلًا من التفكير في الماضي أو ما قد يحدث في المستقبل.
  • ممارسة تمارين التأمل والتنفس، وقد تساعد بعض تطبيقات الهواتف في ذلك.
  • استخدام الزيوت العطرية.
  • الحصول على الدعم من المقربين.

قد يهمل مرضى اضطراب الشخصية الحدية صحتهم الجسدية، وتعد كل من الصحة الجسدية والنفسية مرتبطتين بشكل أساسي ببعضهما البعض. يمكن أن يساعد الاهتمام بالصحة الجسدية في التعامل بشكل أفضل مع اضطراب الشخصية الحدية، والتقليل من الألم العاطفي، وزيادة المشاعر الإيجابية، والحد من التقلبات العاطفية التي قد يمر بها المريض، لذلك ينصح المرضى بما يلي: [1,2,3]

  • اتباع نظام غذائي صحي، مليء بالعناصر الغذائية المهمة، وتناول الطعام في أوقات محددة يوميًا.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • البحث عن طرق للاسترخاء وتقليل التوتر، خاصة تلك التي تكون ممتعة.

اقرأ أيضًا: اضطراب الشخصية الحدية للمراهقين

التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية في العلاقات

يعاني مرضى اضطراب الشخصية الحدية من صعوبة في الحفاظ على العلاقات، ويدخلون في العديد من النقاشات والصراعات مع أحبائهم، ما يؤدي إلى الهجران والتخلي، وهو أحد أكبر مخاوف هذه الفئة. [2]

من المهم الحصول على التشخيص والعلاج المبكر، فهذا الأمر سيساعد في تحسين قدرة الشخص على تكوين علاقات مستقرة، كما ينصح بإخبار أفراد العائلة المقربين والأصدقاء بالإصابة بالاضطراب، حيث أن الأعراض من المرجح أن تؤثر عليهم، ومن الممكن تلقي الدعم والتشجيع منهم. [3]

اقرأ أيضًا: كيفية علاج اضطراب الشخصية الحدية

وكما ذكرنا سابقًا، للتعايش مع اضطراب الشخصية الحدية في العلاقات، ينصح بتفريغ المشاعر في الكتابة، فبدلًا من توجيه كلمات الغضب إلى الأشخاص، ويتم تفريغ جميع مشاعر الغضب والتوتر في الرسائل دون إرسالها. [1]

التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية في العمل

قد يصعب على مرضى اضطراب الشخصية الحدية التعايش مع المرض والحفاظ على وظائفهم، على الرغم من رغبتهم في الاستمرار في العمر، نظرًا لعدم قدرتهم على الحفاظ على العلاقات الصحية والسليمة، فهم يعانون من التغيرات العاطفية الشديدة وصعوبات التحكم في العواطف، التي غالبًا ما تؤدي إلى تحديات متعددة في بيئة العمل. [2,3]

هناك أمور يجب مراعاتها عند البحث عن وظيفة مناسبة للتعايش مع اضطراب الشخصية الحدية في العمل، أهمها ما يلي: [3]

  • المرونة، حيث غالبًا ما يحتاج المرضى إلى زيارة الأطباء في أوقات معينة من اليوم، لذلك من المهم البحث عن وظيفة تسهل هذا الأمر.
  • الجدول الزمني: ينصح بالبحث عن وظيفة تسمح للفرد بالعمل خلال ساعات النهار، والحصول على قسط كاف من النوم خلال الليل، حيث أن الحفاظ على جدول نوم صحي يعد أمرًا مهمًا للتعايش مع اضطراب الشخصية الحدية.
  • المعرفة الذاتية: على مريض اضطراب الشخصية الحدية معرفة نفسه جيدًا، وأن يسأل نفسه إن كان يحب التحديات الجديدة أم يفضل العمل في روتين معين، أو إن كان العمل الجماعي يزيد من توتره، فمعرفة البيئة المناسبة له ستساعده على التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية في مكان عمله وازهاره.
  • الإبداع، فالوظيفة التي تسمح للفرد باستخدام إبداعه ستساعده في تجنب الملل والشعور بالعزلة والوحدة.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية

نصيحة الطبي

في النهاية، قد يكون التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية قد يكون تحديًا كبيرًا، ولكنه ليس بالأمر المستحيل، ومن المهم معرفة أن اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب يمكن علاجه والسيطرة على أعراضه بشكل فعال، ويعد العلاج والدعم النفسي من أبرز الطرق في تحسين نوعية الحياة والعلاقات الشخصية.