أنتشرت في الآونة الأخيرة حُمى التنافس للوصول نحو جسم متناسق,شفاه أكثر صحة,أنف مميز ,ووجه يشع جمالاً.

 هل هي حالة من الإدمان للعمليات التجميلية أم ظاهرة عصر يصعب تخطيها ؟

لا يمكن إنكار الدور المميز الذي قدمته معظم الجراحات التجميلية نحو إنهاء عُقد الحروق والجروح,وبعض الإصابات الشائعة التي سبق وأن تسببت بتغيير واضح في الشكل العام للإنسان سواء أكان ذكر أم أنثى,لكن في الوقت نفسه تجاوز المنظور الحالي تلك الأمور فأصبحت الجراحات التجميلية تتعدى كونها مدعاة طبية بل أصبحت هوس يعرف بــ "النيولوك".

  التعريف العام

الجراحات التجميلية :

هي عبارة عن الجراحات التي تجرى لأسباب وظيفية أو حتى جمالية للحصول على تناسق واتزان لجزء معين من أجزاء الجسم أو إعادة التناسق لذلك الجزء ليصبح أكثر جمالاً.

أسباب تمادي بعض الأشخاص في الجراحات التجميلية أو ما يعرف بالهوس:  

  تعود معظم الأسباب إلى مرض نفسي حيث يعتقد معظم الأشخاص بأنهم يمتلكون جسد غير سوي ينقصه بعض الجمال ,أو حتى قبيح  وقد يكون وفرة المال ووقت الفراغ والترف هو السبب الأكبر وراء ذلك.

 ومن الأمور الملاحظة بأن هذه الجراحات تزداد في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر حيث تقول المصادر الطبية بأنه وفي الولايات المتحدة وفي عام 2000 كان الثلث ممن أجرو الجراحات التجميلية هم ممن سبق لهم  أن أجروها .وتقول  المصادر أيضاً بأنه في العام 2003 بلغ عدد النساء اللواتي قمن بهذه الجراحات ما يعادل 7 ملايين امرأة ,وبنسبة ارتفاع 16% عن العام 2002 .فيما بلغت نسبة الخاضعين لها من الرجال بين عامي 2002_2003 ما نسبته 31% .

الجراحات التجميلية الأكثر رواجاً:

 -شملت تكبير الشفاه لدى الفتيات ,تكبير وتصغير ثدي المرأة ,تجميل الأسنان ,شد البطن ,تكبير الأرداف ,وتجميل الأذنين والعينين.

- تصحيح الذقن والأنف

- بالإضافة إلى اللجوء للتجميل بواسطة الليزر واستخدام البوتكس وغيرها من التقنيات .

هل الطبيب وراء ذلك ؟

قد تُختصر الإجابة بــ نعم

معظم الأطباء يرون أن وراء تلك العمليات مكسب مادي يقود بهم إلى الثراء,متناسين تماماً أن أغلب تلك الحالات تعود إلى مرض نفسي يعود إلى نوع من أنواع الوسواس القهري ويعرف بــ "اضطراب اعتقاد أن شكل الجسم غير سوي

الحالة ناجمة عن عدم توازن في وجود مركبات كيميائية في الدماغ,خاصة مادة سيروتونين,ما ينتج عنه اضطرابات في المزاج والاكتئاب. تقول إحدى الفرضيات إن الأمر مظهر لحالة من الوسواس القهري الذي يظهر على هيئة رغبة في تغيير شكل أجزاء من الجسم تحت ضغط الاعتقاد بأنها أجزاء قبيحة.

وعلاجهم الطبي أبعد ما يكون عن الانسياق وراء الاستجابة لرغباتهم في تغيير أشكالهم وصورهم عبر العمليات التجميلية,لأنها لن تُفلح البتة في إزالة وهمهم ووسواسهم, بل قد تُعمق ذلك الشعور لديهم, خاصة عند تلقي استحسان أو إعجاب من الغير بما تم تغييره لهم.

وماذا بعد عملية التجميل تلك ؟

أغلب النتائج لا تكون ضمن المتوقع سواء أكان من الناحية النفسية وحتى الجسدية, لذلك قد يلجأ أولئك الأشخاص للبحث عن طبيب آخر أملاً بالوصول للشكل المطلوب, قد تعود الأسباب إلى الطبيب المُعالج نفسه إذ أن أغلب هؤلاء الناس يتوافدون إلى جراحين غير مختصين لا يخضعون لرقابة وهدفهم الوحيد الربح المادي لا غير.

 

في النهاية جراح التجميل ليس خياطاً ماهراً وما يبتدئ بتجربة ينتهي بهوس .