يُعد التعرض للجروح والخدوش جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء كانت صغيرة أم كبيرة. وعلى الرغم من أن جسم الإنسان يمتلك قدرة طبيعية ومذهلة على الشفاء، إلا أن هناك بعض الجروح التي تترك ندبًا تستمر لفترات طويلة من الزمن، حيث إن هنالك عوامل عدة تؤخر من سرعة التئامها، وهذا يمكن أن يؤثر على نوعية الحياة.

تستند أسباب تأخر التئام الجروح على عوامل عدة، يعرض هذا المقال الأسباب المحتملة لتأخر التئامها بشكل مفصل، بالإضافة إلى نصائح وإرشادات حول كيفية العناية بالجروح وتسريع عملية التئامها حتى لا تترك ندبًا.

أسباب تأخر التئام الجروح

تشمل آلية التئام الجروح مراحل متعددة تبدأ بتوقف النزيف وتكون خثرة لحماية الجرح، يليها مرحلة تنظيف وشفاء الجرح، بعد ذلك تبدأ عملية إعادة بناء الأنسجة، حيث ينتج الجسم الكولاجين لإغلاق الجرح وتشكيل أوعية دموية جديدة. من الجدير ذكره أن الشفاء التام يمكن أن يستمر لشهور أو سنوات لتقوية الجلد المتأثر. [1][2]

تعرف بالتفصيل على مراحل التئام الجرح المفتوح

يوجد العديد من أسباب تأخر التئام الجروح بسرعة، مما يجعلها تستغرق وقتًا أطول للتعافي، وتشمل الأسباب الآتي:

التقدم بالعمر

يستغرق التئام الجروح وقتًا أطول عند الأشخاص المسنين، إذ إن قدرة الجسم على إصلاح الجلد التالف تقل مع تقدم العمر، كما تقل عوامل النمو والخلايا الجذعية في الجلد.

بالإضافة إلى الأمراض المزمنة، خصوصًا الأمراض الوعائية، التي تبطئ عملية التئام الجروح وشفائها. [3]

العدوى

يمكن أن يؤدي تطور العدوى البكتيرية في الجروح المفتوحة إلى تركيز الجسم على محاربة العدوى بدلاً عن التركيز على شفاء الجروح.

وتعد العدوى أحد أهم أسباب تأخر التئام الجروح، ولهذا السبب فإن الحفاظ على نظافة الجروح والعناية بها بشكل صحيح يعد أمرًا هامًا لتجنب العدوى وضمان التئام الجروح بشكل سريع وصحي. [2]

السمنة والتغذية السيئة

يمكن أن يؤدي النظام الغذائي غير المتوازن والسمنة إلى نقص في تناول العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم لعمليات الشفاء وإعادة بناء الأنسجة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بإصلاح وشفاء الجروح.

فعلى سبيل المثال لفيتامين C دور حيوي في تكوين الكولاجين، وهو بروتين أساسي يُساعد في تقوية الأنسجة الجديدة التي تتشكل خلال عملية الشفاء. لذا فإن نقص مستوياته أو عدم الحصول على كميات كافية منه يمكن أن يبطئ من سرعة التئام الجروح. بالإضافة إلى ذلك يُعد الزنك معدن ضروري يسهم في عدة وظائف بما في ذلك الاستجابة المناعية والتئام الجروح. [2]

الأمراض

تعيق بعض الأمراض، مثل: فقر الدم، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وبعض الأمراض الوعائية تدفق الدم إلى المنطقة المتضررة، مما يجعلها من أسباب تأخر التئام الجروح. ذلك بالإضافة إلى الاضطرابات التي تضعف جهاز المناعة. [2][3]

جفاف الجلد

يُسبب جفاف الجلد وتراكم الخلايا الميتة تأخرًا في شفاء الجروح، كما تتأخر عملية شفاء والتئام الجروح المعرضة للهواء بشكل دائم؛ هذا لأن العملية الطبيعية لالتئام الجروح تتطلب من خلايا الجلد والخلايا المناعية بيئة رطبة لتعمل بأعلى كفاءة.

لذا يُنصح بتوفير الرطوبة الكافية للجروح لضمان سير عملية الشفاء بشكل فعال وسريع مع الانتباه إلى أن لا تصاب المنطقة الرطبة بالعدوى. [2]

الأدوية والعلاجات

تتداخل بعض الأدوية أو العلاجات التي تُستخدم في علاج بعض الحالات الطبية مع عملية شفاء الجروح الطبيعية والتئامها، وهذا يجعلها من أسباب تأخر التئام الجروح، وهي تشمل الآتي: [2][4]

  • الستيرويدات: يُسبب العلاج بالستيرويدات تقليل عملية البلعمة، وهي عملية هضم الجسيمات الغريبة بما في ذلك البكتيريا، وهذا بالتالي يمكن أن يؤدي إلى بطء عملية شفاء الجروح.
  • العلاج الكيميائي: يسبب العلاج الكيميائي انخفاض في عدد الخلايا الليمفاوية؛ والتي تعد ضرورية للاستجابة المناعية، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالعدوى. يُسبب العلاج الكيميائي أيضًا فقر الدم الذي يؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل لأنسجة الجرح وانخفاض عدد الصفائح الدموية، مما قد يزيد من فرص حدوث نزيف وإعاقة التئام الجروح وشفائها.

التدخين

يسبب التدخين انخفاض في وصول الأكسجين لأنسجة الجرح، حيث تُسبب المواد الموجودة في دخان السجائر العديد من التغييرات، مثل: تقليل قدرة الهيموغلوبين على نقل الأكسجين في الجسم، وتضييق الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ضعف إمداد الجروح بالدم والأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لعملية الشفاء. [5]

ضعف تروية الدم

تعد تروية الدم الجيدة عاملًا حاسمًا لضمان التئام الجروح بشكل فعال، ولكن يمكن أن تسبب بعض الحالات المزمنة، مثل: السكري والسمنة في ضعف الدورة الدموية، ما يؤدي إلى تباطؤ عملية الشفاء. [6]

التورّم المفرط

من أسباب تأخر التئام الجروح أيضًا التورم المفرط، إذ يُؤدي التورم المفرط الناتج عن تجمع السوائل تحت الجلد إلى تأخير قدرة الجسم على شفاء الجروح بكفاءة، ذلك عبر تقليل وصول الأكسجين إلى المنطقة. يمكن استخدام مجموعة متنوعة من العلاجات لإزالة هذه السوائل، مما يسهل على الجسم بدء عملية الشفاء بشكل صحيح بمجرد انخفاض التورم. [6]

تعرض الجرح للإصابات المتكررة

عند تعرض الجروح لإصابات أو ضغوطات متكررة بشكل مستمر قد تطول مدة الشفاء أو حتى يتوقف تمامًا، إذ إن الأشخاص الذين يُعانون من الشلل النصفي، أو إصابات الحبل الشوكي، أو الذين يقضون فترات طويلة من الراحة يُعانون من تقرحات الفراش، ويواجهون خطرًا أكبر لتعرض جروحهم لهذا للإصابات المتكررة، مما يأخر التئام الجروح.

لذا فإن التحرك المستمر أو تغيير وضعية الجسم بشكل متكرر يمكن أن يخفف من الضغط على المنطقة المصابة ويعزز من عملية الشفاء. [6]

نصائح تسهل عملية التئام الجروح بشكل أسرع

يمكن أن تساهم بعض الخطوات في تحسين عملية التئام الجروح، وتشمل الخطوات والنصائح المفيدة للتعامل مع الجروح وتسريع عملية شفائها الآتي: [1][2]

  • استشارة الطبيب بخصوص الأدوية والعلاجات التي من الممكن أن تتداخل مع عملية التئام الجروح وشفائها، وتعيق عمل جهاز المناعة.
  • الحرص على تغطية الجروح بأغطية وضمادات خاصة؛ وذلك للاحتفاظ بها دافئة ورطبة لتسريع عملية التئام الجروح.
  • عدم استخدام الغسولات أو الكريمات أو البخاخات أو الضمادات المطهرة والمضادة للجراثيم، إذ قد تكون سامة وتقتل الخلايا التي تساعد في علاج الجروح وشفائها.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام بعد استشارة الطبيب بنوع التمارين المناسبة، حيث تزيد من تدفق الدم وتحسن الصحة العامة، وتسرع من عملية شفاء الجروح.
  • السيطرة على الحالات الطبية المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري.
  • تناول نظام غذائي صحي يتضمن أطعمة غنية بفيتامين C لإنتاج الكولاجين، بالإضافة إلى الفواكه والخضروات الطازجة لاحتوائها على العناصر الغذائية الأخرى الضرورية لعملية شفاء الجرح، مثل فيتامين A، والنحاس، والزنك.

اقرأ أيضًا: الندبات وعلاجها

نصيحة الطبي

تعد الجروح من الإصابات الشائعة في حياتنا اليومية، ومن أمثلة أسباب تأخر التئام الجروحالعمر، وجفاف الجلد، والأمراض المزمنة، والعدوى، وغيرها الكثير. ينصح الطبي بضرورة علاج الحالات الطبية التي قد تؤثر على التئام الجرح، والحرص على تغطية الجروح والتعامل معها بشكل صحيح، والالتزام بممارسة الرياضة، وتناول الأطعمة الصحية للتسريع من عملية شفاء الجروح وشفائها.