تعد السمنة من المشاكل الصحية المنتشرة في العالم، حيث وصلت إلى معدلات وبائية في المجتمع الغربي والعربي. وعادةً ما ترتبط السمنة بازدياد معدل الأمراض المزمنة والوفيات حول العالم. يعد تكميم المعدة من العمليات الجراحية المنتشرة عالمياً، والتي يلجأ لها الاشخاص الذين يعانون من السمنة المرضية المفرطة، بعد فشل الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية في السيطرة على الوزن.

يعمل الجراح المختص على قص ما يعادل 90% من حجم المعدة الأصلي، فتقل بذلك الطاقة الاستيعابية للمعدة إلى حوالي 100-200 مل. يؤدي ذلك إلى تقليل كميات الطعام المتناولة في الوجبة الواحدة، نتيجة الشعور بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام. كما أن إزالة جزء كبير من المعدة يقلل من إفراز الهرمون المحفز للشهية (جريلين) بسبب إفراز الهرمون بصورة أساسية من خلايا المعدة التي تمت إزالة جزء كبير منها جراحياً.

التسريب بعد التكميم

يعتبر التسريب بعد التكميم من المضاعفات الخطرة التي يمكن أن تحدث بعد عملية التكميم، لكن لحسن الحظ فإنه نادر الحدوث، إذ يمكن أن يحدث في شخص من بين 200 من المرضى. يحدث التسريب بعد التكميم عند وجود ثقب أو فجوة في مكان إغلاق المعدة بعد العملية، مما يؤدي إلى حدوث مخاطر تسريب المعدة بعد عملية التكميم مثل تسرب سوائل المعدة إلى التجويف البطني، وبالتالي التسبب بالتهاب شديد قد يصل إلى تسمم الدم، وقد يؤدي إلى فشل متعدد في الأعضاء الأخرى.

اعراض التسريب بعد التكميم

قد لا تظهر أية أعراض تدل على التسريب بعد التكميم، لكن قد يتسبب بظهور الأعراض التالية:

  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • وجود صعوبات في التنفس.
  • حدوث آلام مستمرة في البطن.
  • الإصابة بالدوخة.
  • الشعور بألم في الصدر أو الكتف الأيسر.
  • الإصابة بانتفاخ البطن.
  • الشعور العام بالمرض والتعب.

للمزيد: بالون المعدة .. ما له وما عليه ..

اسباب التسريب بعد التكميم

تم تصنيف أسباب حدوث تسريب المعدة بعد عملية التكميم أسباب ميكانيكية، وأسباب تقنية، وحدوث نقص التروية، وفيما ذكر لأهم أسباب التسريب بعد التكميم:

  • الأسباب الميكانيكية: والتي تحدث بسبب خطأ في الخياطة أثناء الجراحة، أو إصابة الأنسجة المباشرة، وتظهر مبكراً بعد الجراحة، وعادةً خلال يومين.
  • نقص التروية: التي تظهر عادةً في اليوم الخامس بعد الجراحة.
  • الأسباب التقنية: والتي يمكن أن تكون بسبب الإصابات الحرارية لأنبوب المعدة بواسطة أجهزة الموجات فوق الصوتية، أو خياطة القناة الهضمية.

للمزيد: النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة

عوامل تزيد فرصة حدوث التسريب بعد التكميم

هناك عوامل تزيد من فرص الاصابة بتسريب المعدة بعد عملية التكميم، وقد كانت هذه العوامل تتضمن واحد مما يأتي:

تشخيص التسريب بعد التكميم

عند وجود أي من الأعراض يجب الإسراع بالاتصال بالطبيب المختص، حيث يتم إجراء فحوصات عديدة للتأكد من وجود التسريب، ومن هذه الفحوصات:

  • التصوير المقطعي المحوسب للبطن: للكشف عن تجمع السوائل في البطن.
  • التنظير الهضمي العلوي.
  • التصوير المتسلسل بالأشعة السينية.

بعد تشخيص حدوث التسريب، تعتمد الخطوة التالية على الحالة العامة للمريض، فإذا كانت الحالة العامة غير مستقرة يتطلب ذلك تدخلاً جراحياً عاجلاً لإغلاق التسريب. أما إذا كانت الحالة العامة مستقرة، فيتبع العلاج التحفظي.

للمزيد: عملية ربط المعدة

علاج التسريب بعد التكميم

تقسم الطرق العلاجية أيضاً تبعاً لوقت حدوث التسريب، فإذا حدث التسريب خلال ثلاث أيام من إجراء العملية وهو ما يعرف بالتسريب المبكر، عادة يتم اتباع ما يلي:

  • استعمال المنظار الجراحي الاستكشافي، للكشف عن مكان الجرح.
  • إذا وجد التسريب، تتم خياطته فوراً.
  • يتم وضع أنبوب تغذية في الأمعاء الدقيقة.
  • وصف المضادات الحيوية.

أما إذا حدث التسريب بعد أسبوع أو أكثر من الجراحة وهو التسريب المتأخر، يتم اتباع ما يلي:

  • لا يتم اللجوء للجراحة إذا كانت الحالة العامة للمريض مستقرة بسبب بدء العملية الالتهابية.
  • يتم علاج التسريب المتأخر بالتصريف واستعمال الدعامات وتوفير أنبوب للتغذية.
  • أما إذا كان المريض بحالة غير مستقرة طبياً، يجب اللجوء إلى الخيار الجراحي الذي يتضمن غسل المكان الجراحي وتنظيفه من التسرب وخياطة مكان التسريب.

وقد يتسائل البعض متى يزول خطر التسريب بعد التكميم؟ أو متى ينتهي خطر التسريب بعد التكميم؟ ويمكن القول أن اهتمام الطبيب والمريض بالمتابعة الدقيقة بعد عمليات التكميم من أهم الخطوات التي تساعد في سرعة اكتشاف مضاعفات العملية مثل التسريب وإنهائه، والذي رغم ندرة حدوثه يعتبر مهدداً لحياة المريض في حال تم إهمال علاجه بالسرعة القصوى.

للمزيد: عملية التكميم، ما بين الاضرار والفوائد

فوائد اجراء عملية تكميم المعدة

تقدم عملية تكميم المعدة الفوائد التالية للجسم:

  • تعد من الوسائل الأكثر سرعة وسهولة لعلاج السمنة.
  • ينتج عنها نقصان ما يعادل 60% من الوزن الزائد.
  • معدل نقصان الوزن يكون أكثر من عملية ربط المعدة، وأقل من عملية تحويل مسار المعدة.
  • تقلل من الجوع بصورة عامة.
  • لا تؤدي لحدوث متلازمة الإغراق، كما يحدث مع عملية تحويل مسار المعدة.
  • يحدث فقدان الوزن بصورة سريعة خلال السنة الأولى من إجراء الجراحة.

مضاعفات عملية تكميم المعدة

تعتبر عملية التكميم آمنة، لكنها مثل أي عملية جراحية كبيرة قد تسبب بعض المضاعفات، ومن هذه المضاعفات نذكر ما يلي:

  • النزيف: والذي يعد خطراً ومهدداً للحياة.
  • تضيق المعدة: بسبب مشاكل في التئام الجروح بنسبة قد تصل إلى 4%.
  • تجلط الأوردة العميقة: يمكن أن يحدث التجلط الدموي خاصة في أوردة الساق.
  • الانسداد الرئوي: يمكن أن يحدث الانسداد الرئوي عند حدوث الجلطة الدموية وانتقالها إلى الرئتين.
  • اضطراب نبضات القلب: قد تزيد الجراحة من مخاطر عدم انتظام ضربات القلب، وخاصة الرجفان الأذيني.
  • التسريب بعد التكميم: والذي يعد أكثر المضاعفات الخطيرة التي تحدث أثناء الأسبوع الأول من إجراء العملية.
  • التضيق: يمكن أن يحدث انسداد في جزء من تكميم المعدة، مما يؤدي إلى في انسداد المعدة.
  • نقص الفيتامينات: يوجد جزء من المعدة مسؤول جزئياً عن امتصاص الفيتامينات، وفي حالة تمت إزالته من المعدة، ولم يتم تناول مكملات الفيتامينات، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث نقص الفيتامينات.
  • الحموضة المعوية: يمكن أن تؤدي عملية التكميم إلى حرقة المعدة أو تفاقمها.