يولد الطفل بمستوى رؤية غير مكتمل،  يتطور بشكل تدريجي وسريع خلال السنة الأولى من حياة الطفل. تنطوي هذه المرحلة على درجة عالية من الحساسية والدقة، حيث يتوجب على الوالدين  خلالها متابعة ومراقبة تطورها، كمراقبة قدرة الطفل على التركيز على الأشياء من حوله وتحريك العينين مع الأجسام المتحركة أمامه وإبلاغ الطبيب المسؤول عن أي ملاحظة والاستفسار عن مراحل تطور الرؤيا عامةً، حيث أن أي مشكلة أو تأخر في الرؤيا يؤدي إلى تأخر وتراجع في  القدرات الفكرية والحركية لدى الطفل.

المراحل الرئيسية لتطور الرؤية لدى الطفل الرضيع

يجب الانتباه إلى مراحل تطور الرؤية المختلفة أثناء نمو الطفل الرضيع، مع العلم أن تطور بعض المراحل يختلف من طفل الى أخر.

تطور رؤية الجنين قبل الولادة

تتطور رؤية الجنين قبل الولادة كجزء من تطور الدماغ ومراكز الرؤية فيه. لذلك يتوجب على الحامل الاهتمام بجسمها. نوعية الغذاء السليم، تناول المكملات الغذائية التي ينصح بها الطبيب و أخذ قسط كافي من الراحة إضافة الى ضرورة تجنب التدخين وشرب الكحول بسبب ما يؤديها من مشاكل لدى الطفل متعلقة بالدماغ وتطور الرؤية فيه، فضلاً عن ضرورة تجنب تناول الأدوية عشوائياً دون إستشارة الطبيب، مثل استخدام الأسبرين دون حاجته أو دون استشارة الطبيب يؤدي إلى زيادة احتمالية ولادة أطفال بأوزان أقل من الحدود الطبيعة وما يرتبط فيها من تراجع بالرؤية عادة.

تطور الرؤية منذ الولادة ولغاية 4 أشهر

عند الولادة تكون الخلايا العصبية في الدماغ وشبكية العين غير مكتملة النمو مما يمكن الطفل من رؤية الأجسام والأشكال الكبيرة والبارزة  باللونين الأبيض والأسود وضلال رمادية. عادية ما يكون مدى الرؤية من 8-10 انشات وينصح الأطباء عادة بوضع الأجسام والوجوه على هذة المسافة وخصوصاً وجه الأم حتى يبدأ بالتعود عليه.

  • خلال الأسبوع الأول بعد الولادة يتطور مدى الرؤية بشكل سريع،  يستطيع الطفل خلاله تمييز بعض الألوان الساطعة مثل الأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر وبعضها الآخر يحتاج إلى فترة أطول من الوقت لأنه ذو أطوال موجية أقصر مثل الأزرق والبنفسجي.
  • خلال الشهرالأول تبدأ العينان العمل والحركة معاً، وتبدأ العينان واليدان بالتحرك بشكل متناسق.
  • خلال الشهر الثاني يبدأ الطفل التركيز على وجوه الأشخاص ورؤية الأجسام الأصغر حجماً بشكل أفضل وأسرع.
  • بحلول الشهر الثالث والرابع يكون الطفل قادراً على تتبع حركة الأجسام من حوله.

لتحفيز الرؤية لدى الطفل خلال هذه الفترة العمرية، ينصح بما يلي:

  • تغيير  أماكن العناصر الموجودة في الغرفة وإضافة أخرى جديدة بشكل متكرر.
  • المحافظة على إبقاء الاضاءة الليلة لتحفيز البصر عندما يكون الطفل مستيقظا في السرير.
  • التحدث المستمر مع الطفل والمشي خلال الغرفة لتحفيز رؤية أشياء جديدة.

تطور الرؤية من الشهر الخامس إلى الشهر الثامن

خلال هذه الفترة تطور الرؤية ليتمكن الطفل من رؤية ألوان الطيف كاملة ولمسافات أبعد، وتصبح حركة العينين والأطراف متناسقة أكثر حيث يتمكن الطفل من الإمساك بالأجسام من حوله.تتطور القدرة على تقدير المسافات القريبة والبعيدة أثناء الزحف.

لتحفيز الرؤية لدى الطفل خلال هذه الفترة العمرية، ينصح بما يلي:

  • تعليق الالعاب على جوانب السرير حتى يتمكن الطفل من ملاحظتها لإمساكها أو ركلها.
  • السماح للطفل باللعب والزحف على الأرض لفترة وجيزة.
  • تحريك يدي الطفل من خلال التحدث معه وإخباره بمعنى الحركة بالكلمات المناسبة وبصوت واضح، حتى يستطيع الربط بين الكلمة والحركة وبالتالي تطبيقها.

تطور الرؤية من الشهر التاسع حتى السنة

في هذة المرحلة بيدأ الطفل برفع جسمه استعداداً للوقوف، أو الزحف، أو المشي. وتكون الرؤيا قد تطورت بشكل ملحوظ من خلال قدرة الطفل على تمييز الأبعاد بشكل أدق من قبل، إضافة الوجود تناغم بين حركة العينين والأطراف تلاحظ أثناء الزحف أو المشي.

لتحفيز الرؤية لدى الطفل خلال هذه الفترة العمرية، ينصح بما يلي:

  • لعب الغميضة! من خلال إخفاء اللعبة والبحث عنها وذلك لتطوير الذاكرة البصرية لدى الطفل.
  • تسمية الأشياء أثناء التحدث أو اللعب مع الطفل وذلك لتحفيز جمع المفردات وربط الصورة ومعناها لديه.
  • تشجيع الطفل على الزحف من خلال وضع الألعاب على الأرض وتشجيع على إحضارها.

تطور الرؤية من السنة إلى السنتين

بحلول عامين يكون التناسق بين العينين وبين الأطراف قد تطور الى مستوى جيد. الأطفال في هذه المرحلة يتهمون باكتشاف البيئة من حولهم وربط الصور ببعضها وأيضاً يبدأ فضول استخدام القلم والرسم.

لتحفيز الرؤية لدى الطفل خلال هذه الفترة العمرية، ينصح بما يلي:

  • لف الكرة جيئة وذهابا لمساعدة الطفل على تتبع الأشياء بالعين المجردة.
  • إعطاء الطفل الأجزاء الأساسية والكرات من جميع الأشكال والأحجام للعب بها، لتعزيز المهارات الحركية الدقيقة وتنمية العضلات.
  • قراءة أو سرد القصص لتحفيز قدرة الطفل على تصور وتمهيد الطريق للتعلم ومهارات القراءة.

مشاكل الرؤية لدى الأطفال الخدج

اعتلال الشبكية الخداجي

يحدث اعتلال الشبكية الخداجي (بالإنجليزية: Retinopathy of prematurity) نتيجة استبدال الأنسجة الطبيعية في الشبكية بأنسجة ليفية وأوعية دموية، ويمكن أن يسبب في تندب شبكية العين، وضعف الرؤية، وانفصال الشبكية وفي في حالات شديدة قد يؤدي للعمى.

يعد الأطفال الخدج المولودين قبل الفترة المحددة من أكثر الفئات المعرضة للإصابة باعتلال الشبكية وخصوصاً المولودين بأوزان منخفضة، خاصة إذا كان من الضروري وضع الرضيع في بيئة عالية الأكسجين بعد الولادة مباشرة. وبالتالي يجدر على الأطباء فحص عيون الأطفال لاستبعاد الإصابة بهذا الاعتلال.

الرأرأة

الرأرأة (بالإنجليزية: Nystagmus) هي حركة لا إرادية، ذهاباً وإياباً لكلتا العينين، تكون حركات العين عادةً أفقية. في معظم الحالات، تسبب الرأرأة انجراف العينين ببطء في اتجاه واحد ثم "القفز" مرة أخرى في الاتجاه الآخر. وتسبب عدم تطور العصب البصري.

المهق

المهق (بالإنجليزية: Albinism) هو إعتام عدسة العين الخلقي.التي تعيق مجال حركة العين مما يؤثر على مجال الرؤية وتتطور العصب البصري.

للمزيد اقرأ عن: ضمور العصب البصري