تتأثر الدورة الشهرية بالعديد من التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، ويظهر هذا التأثر على مواعيد الدورة الشهرية، وعدد أيامها، وكذلك غزارتها، وانتظامها شهرًا بعد شهر أو تقطعها. [1]

ومن الطبيعي أن يتغير موعد الدورة الشهرية من شهر لآخر، إلا أن تغير مواعيدها في بعض الأحيان يمكن أن يدل على إصابة المرأة بعدم انتظام الدورة الشهرية، وهي حالة يمكن أن ترتبط ببعض العوامل والمشكلات الصحية. [1]

نجيب في المقال التالي على التي تدور حول تغير مواعيد الدورة الشهرية، بما في ذلك ما هي الأسباب المؤدية إلى ذلك؟ ومتى تعتبر الدورة الشهرية غير منتظمة؟

التغير الطبيعي لموعد الدورة الشهرية

يتغير موعد الدورة الشهرية كل شهر عن الشهر السابق له لدى معظم النساء، ويعود السبب في ذلك إلى أن متوسط عدد أيام الدورة الشهرية عند غالبية النساء هو 28 يومًا، وهذا ما سيسبب بالفرق ما بين أول يوم من الدورة الشهرية في الشهر الحالي وأول يوم من الدورة في الشهر التالي. [1][2]

لكن لا تنطبق هذه الأرقام على كل النساء، حيث تتراوح مدة الدورة الشهرية ما بين 21 - 35 يومًا، وهنا يعد تغير موعد الدورة الشهرية أمرًا طبيعيًا جدًا، فهو يعتمد على طبيعة كل امرأة وظروفها الخاصة. [1][3]

ليس ذلك فقط يمكن أن تتغير مواعيد الدورة الشهرية نتيجة لاختلاف عدد أيام شهور السنة، فمن الممكن أن تكون 28، أو 30، أو 31 يومًا. فمثلًا، في حال كان موعد الدورة الشهرية الشهر الحالي هو يوم 15 وكان متوسط عدد أيامها لدى المرأة 28 يومًا، فمن الممكن أن يتغير موعد الدورة الشهرية في الشهر الذي يليه ليصبح يوم 12 في حال كان الشهر 31 يومًا أو سيصبح يوم 13 في حال كان عدد أيام الشهر 30 يومًا.

اقرأ أيضًا: ما هي مدة الدورة الشهرية الطبيعية؟

متى يستدعي تغير موعد الدورة زيارة الطبيب؟

لا يدل تغير موعد الدورة الشهرية الذي يحدث لمرة واحدة على إصابة المرأة بحالة عدم انتظام الدورة الشهرية. لكن يمكن أن تعتبر الدورة الشهرية غير منتظمة وتستدعي زيارة الطبيب في الحالات الآتية: [2][4]

  • تكرار الدورة الشهرية على فترات أقل من 21 يومًا أو أكثر من 35 يومًا.
  • انقطاع الحيض تمامًا لمدة 3 أشهر أو 90 يومًا.
  • نزيف الدم المستمر لأكثر من 7 أيام.
  • التبقع الدموي أو التنقيط الذي يحدث بين الدورات الشهرية.
  • وجود أعراض أخرى ترافق تغير موعد الدورة الشهرية، بما في ذلك النزيف الشديد، أو ألم أثناء الجماع، أو إفرازات مهبلية غير طبيعية.

أسباب تغير مواعيد الدورة الشهرية

يوجد عوامل كثيرة يمكن أن تتسبب في تغيير مواعيد الدورة الشهرية، منها:

التوتر

يمكن أن يحدث تغيير في موعد الدورة الشهرية نتيجة إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول عند التوتر والتعرض للضغط، حيث يتداخل هذا الهرمون مع إفراز الهرمونات الأنثوية التي تتحكم بالدورة الشهرية. [3]

اقرأ أيضًا: التوتر والدورة الشهرية، ما العلاقة؟

الحمل والولادة

يعد الحمل من أكثر أسباب تغير موعد الدورة الشهرية بعد الزواج، فمن الممكن أن يحدث الحمل دون تخطيط من السيدة، مما يجعلها تقلق من تأخر موعد الدورة وعدم نزولها في موعدها. لذا توصى النساء بإجراء اختبار الحمل في المنزل أو في الدم بعد غياب الدورة الشهرية للتأكد من وجود الحمل، أو استشارة الطبيب في حالة عدم الحمل. [3][4]

يمكن أيضًا ملاحظة تغير موعد الدورة الشهرية بعد الولادة عند الغالبية من السيدات المرضعات، ويعود ذلك لزيادة إفراز هرمون البرولاكتين المنتج للحليب، والذي يمكن أن يتسبب بإيقاف الإباضة. لكن لا داعي للقلق، فغالبًا ما تعود الدورة منتظمة بعد فطام الطفل. [4][5]

حبوب منع الحمل

يُعد تغير موعد الدورة الشهرية من الأعراض الشائعة لاستخدام حبوب منع الحمل لدى الكثير من النساء، حيث يحتاج الجسم إلى بضعة أشهر ليعتاد على تركيز الهرمونات الجديد، مما يتسبب في تقدم موعد الدورة الشهرية أو تأخره. [3][5]

فترة البلوغ أو ما قبل انقطاع الطمث

يختلف مستوى هرمونات الجسم تبعًا للمراحل العمرية التي تمر بها الأنثى، حيث تكثر اضطرابات الدورة الشهرية في بعض فترات حياتها، مثل: بداية البلوغ أو الفترة التي تسبق انقطاع الطمث، فمن الممكن أن تلاحظ السيدة تأخر موعد الدورة الشهرية بعشرة أيام أو أسبوع، أو تقدمها فتأتي مرتين في شهر واحد. [4][5]

يحدث هذا التغير في موعد الدورة الشهرية نتيجة اضطراب مستوى الهرمونات المنظمة للدورة. [4][5]

حالات مرضية

يمكن أن تتسبب بعض الحالات المرضية والصحية بتغير موعد الدورة الشهرية كل شهر، وتتضمن ما يلي: [1][4][5]

  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
  • انتباذ بطانة الرحم.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • ألياف الرحم.

نمط الحياة

تعتمد الدورة الشهرية بصورة رئيسية على التوازن الهرموني في الجسم، الذي يمكن أن يتأثر بطريقة حياة المرأة والعوامل المحيطة بها، مما قد يسبب تغير موعد الدورة الشهرية. ومن العوامل التي يمكن أن تتسبب بذلك ما يلي: [3][4]

  • خسارة أو اكتساب الوزن بصورة سريعة.
  • ممارسة التمارين الرياضية العنيفة وإرهاق الجسم.
  • عدم النوم لفترات كافية.

للمزيد: ما هي أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية؟

تتبع موعد الدورة الشهرية

ينبغي على المرأة تتبع نمط دورتها الشهرية، كي تتمكن من ملاحظة تغير موعد الدورة الشهرية بسهولة، ومعرفة الأعراض المترافقة مع هذا التغير فذلك يساعد على تحديد ما إن كان عدم انتظام الدورة يستدعي رؤية الطبيب أم لا. [2][4]

كما يمكن أن يساعد تتبع موعد الدورة الشهرية في زيادة احتمالية حدوث الحمل لدى الأزواج الذين يخططون للحمل، ففي حال كانت الدورة منتظمة يمكن أن يتم تحديد الأيام التي يمكن أن تحدث خلالها الإباضة والأيام التي تكون فيها الخصوبة مرتفعة لدى المرأة. [1]

ومن أجل تتبع مواعيد الدورة الشهرية يمكن للمرأة الاستعانة بتطبيقات الهاتف الخاصة بذلك، أو دفتر المذكرات، أو التقويم، حيث تقوم كل شهر بتحديد اليوم الذي بدأت فيه الدورة الشهرية ومدة استمرار النزيف لديه. [1][4]

اقرأ أيضًا: ما هي مخاطر تأخر الدورة الشهرية؟

نصيحة الطبي

يحدث تغيرات في موعد الحيض لعدد من الأسباب، مثل: التوتر، والإجهاد، والاضطرابات الهرمونية. بشكل عام، لا يعد تقدم موعد الدورة الشهرية مرة واحدة أو تأخرها علامة خطر، أو حتى تفويتها تمامًا، كما من الطبيعي أحيانًا أن تقل أيام الدورة عن المعتاد أو يحدث النزيف مرتين في الشهر.

 لكن ينصح الأطباء بضرورة طلب الاستشارة الطبية عند تكرار تغير موعد الدورة الشهرية أو انقطاعها لعدة أشهر. كما بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.