لا يقتصر شكل الجسم على كون الفرد نحيفًا أو بدنيًا بل إن طبيعة توزيع الدهون في الجسم تعطي الشكل الخارجي وقد تلعب دورًا في التأثير على الصحة العامة، فالبعض تتراكم الدهون لديه في منطقة البطن وهم أكثر عرضة للمشاكل الصحية، بينما آخرون يكون تمركز الدهون في منطقة الأرداف والورك، وما يحدد توزيع الدهون وشكل الجسم عدة عوامل. [1]

تعرف في هذا المقال على العوامل التي تحدد توزيع دهون الجسم، وأشكال الجسم المختلفة والمخاطر المترتبة عليها، وكذلك بعض الطرق التي قد تساهم نسبيًا في إعادة توزيع الدهون في الجسم.

ما العوامل التي تؤثر على توزيع الدهون في الجسم؟

يرجع اختلاف توزيع الدهون في الجسم من شخص لآخر إلى مجموعة من العوامل، وفيما يلي نوضح أبرزها: [1]

الجينات 

تلعب الجينات الوراثية دورًا كبيرًا في طبيعة توزيع الشحوم في الجسم لا سيما عند النساء، فعلى سبيل المثال يكون لدى الأشخاص الذين ينحدرون من عائلات تتسم بتراكم الدهون في منطقة البطن استعدادًا وراثيًا لتخزين الدهون في منطقة البطن أيضًا. [2][3]

الجنس

تختلف كتلة الدهون في الجسم وطبيعة توزيعها بين النساء والرجال، بل إن هذه الاختلافات تظهر في وقت مبكر من العمر وتزداد وضوحًا في مرحلة البلوغ. [4][5]

ترجع هذه الاختلافات بين الجنسين إلى عدة عوامل أبرزها الهرمونات الجنسية وعملية التمثيل الغذائي، ويوضح الجدول التالي الفرق بين توزيع الدهون في جسم الرجل والمرأة: [4]

  النساء الرجال
نسبة الدهون في الجسم يكون لدى النساء كمية أكبر من الدهون في الجسم. تكون كمية الدهون في الرجال أقل من النساء.
نوع الدهون الموجود بكميات أكبر الدهون تحت الجلد. الدهون الحشوية (دهون البطن).
الأماكن الأساسية لتوزيع الدهون في الجسم غالبًا منطقة الحوض، والفخذين والأرداف. منطقة البطن.
شكل الجسم يعد الشكل الكمثري أكثر شيوعًا في النساء. يميل جسم الرجال بأن يتخذ شكل التفاحة.

اقرأ أيضًا: الدهون تحت الجلد، هل هي مضرة؟

الهرمونات الجنسية

تؤثر الهرمونات الجنسية على توزيع الدهون في الجسم ومناطق تراكمها خاصة أثناء مرحلة البلوغ، بل تلعب الهرمونات أيضًا دورًا في معدل التمثيل الغذائي، كالآتي: [2][4][5]

  • الإستروجين: يؤثر الإستروجين على توزيع الدهون في الجسم فيميل إلى جعل الدهون تتراكم في الجزء السفلي من الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الإستروجين على تنظيم عملية تكسير الدهون.

تجدر الإشارة إلى أن توزيع الدهون في جسم المرأة قد يختلف بعد سن اليأس نتيجة انخفاض مستوى الإستروجين في الجسم فتميل الدهون إلى التراكم في منطقة البطن كما في الرجال.

  • التستوستيرون: يساهم هرمون التستوستيرون في تحلل الدهون ويقلل من تراكمها في الجسم بمعدل أعلى من الإستروجين، كما أنه يلعب دورًا في توزيع الدهون لدى الرجال فيقلل من تراكمها في الجزء السفلي من الجسم؛ لذا يؤدي نقص هرمون التستوستيرون في الرجال إلى زيادة من معدل تراكم الدهون في منطقة البطن.

العمر

ترتفع نسبة الدهون في الجسم بشكل عام مع تقدم العمر نظرًا لبطء عملية التمثيل الغذائي والفقدان التدريجي للأنسجة العضلية. يؤثر العمر أيضًا على طريقة توزيع الدهون في الجسم حيث يزيد من تراكم الدهون في البطن سواء في الرجال أو النساء. [6][7]

كذلك يؤدي التقدم في العمر إلى التأثير على طبيعة تكوين الدهون فترتفع نسبة الدهون الحشوية في الجسم، وتنخفض كمية دهون تحت الجلد، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسكري من النوع 2. [7]

اقرأ أيضًا: ما هي الدهون الحشوية؟

ما هي أشكال الجسم المختلفة؟

يختلف شكل الجسم بناء على التوزيع الكلي للدهون، ومن أشهر أشكال الجسم ما يلي: [8] 

  • شكل التفاحة: يتسم هذا الجسم بشكله الدائري وكبر محيط الخصر حيث تتركز الدهون في منطقة البطن، ويعد هذا الشكل أكثر شيوعًا في الرجال، وكذلك في النساء بعد سن اليأس.
  • شكل الكمثرى: هو الشكل الأكثر شيوعًا في الإناث، وفيه تتراكم الدهون في منطقة الأرداف والوركين ويتميز بصغر محيط الخصر.
  • الساعة الرملية: يكون توزيع الدهون في الجسم متساويًا بين الجزء العلوي والسفلي من الجسم مع صغر محيط الخصر.
  • المثلث المقلوب: يتميز هذا الشكل بأكتاف وصدر عريض مقارنة بمنطقة الورك مع صغر حجم الخصر والأرداف.

اقرأ أيضًا: كيف اعرف نسبة الدهون في جسمي

أهمية معرفة توزيع الدهون في الجسم

يساهم معرفة شكل توزيع الدهون في الجسم في تحديد المخاطر الصحية المحتملة والعمل على وضع خطة للوصول إلى وزن صحي للوقاية من هذه المخاطر. [9]

نذكر فيما يلي المخاطر الصحية المرتبطة بأشكال الجسم المختلفة: [8][9] 

  • جسم التفاحة: يعد الأشخاص أصحاب الجسم التفاحي الشكل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة حتى فيمن لا يعانون من زيادة الوزن مقارنة بباقي أشكال الجسم. إذ أن زيادة الدهون الحشوية (دهون البطن) يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 لأنها تقلل من حساسية الإنسولين، كما أنها تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية لتأثيرها السلبي على عملية حرق الدهون في الدم.
  • الجسم الكمثري: قد ينخفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة في أصحاب الجسم الكمثري عكس جسم التفاحة.
  • شكل الساعة الرملية: يتسم هذا الشكل بتوزيع الدهون في مناطق الجسم المختلفة وعدم تمركزها في مكان محدد؛ لذا قد يصعب ملاحظة زيادة الوزن بسهولة فينصح بمتابعة الوزن بانتظام.
  • شكل المثلث المقلوب: نظرًا لكبر حجم الثدي لدى النساء أصحاب هذا الشكل وتراكم الدهون في هذه المنطقة قد يعتقدن أنهن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، إلا أنه لم يثبت وجود علاقة بينهما، ولكن قد يرتبط خطر الإصابة بسرطان الثدي بزيادة الأنسجة الضامة في الثدي.

تجدر الإشارة إلى أن زيادة الوزن والسمنة بشكل عام بغض النظر عن شكل الجسم يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. [8] 

اقرأ أيضًا: أنواع الدهون في جسم الإنسان، تعرف عليها

هل يمكن تغيير توزيع الدهون في الجسم؟

تلعب العديد من العوامل دورًا في توزيع الدهون في الجسم كما ذكرنا سابقًا ومن أبرزها العوامل الوراثية؛ لذا لا يستطيع الفرد التحكم في توزيع الدهون في الجسم، ومع ذلك قد تساعد ممارسة الرياضة في زيادة حجم العضلات وتقليل الدهون الأمر الذي يساهم نسبيًا في تغيير شكل الجسم، فعلى سبيل المثال يمكن تصغير محيط الخصر بإنقاص الوزن وعمل تمارين البطن. [6]

تتضمن طريقة علاج سوء توزيع الدهون في الجسم ما يلي: [8] 

  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفواكه والأطعمة الغنية بالألياف.
  • تناول الأطعمة الغنية بالبروتين وتجنب الأطعمة الدسمة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام مدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا مع اختيار التمارين المناسبة لكل الجسم والتركيز على تمارين القوة لشد البطن خاصة في حالة الجسم التفاحي.

نصيحة الطبي

يوجد العديد من العوامل التي تؤثر على توزيع الدهون في الجسم وبالرغم من أنه لا يمكن تغيير طبيعة شكل الجسم وتوزيع الدهون فيه، إلا أن الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة يساهم في تحسين توزيع الدهون إلى حد ما ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض.