يعد نقص فيتامين د في الجسم من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على الأطفال والكبار، وقد يظهر ذلك في صورة الشعور بإرهاق وألم المفاصل والعضلات، إلا أن الأمر قد يمتد إلى حدوث أعراض نقص فيتامين د النفسية، وربما المعاناة من عدة مشكلات نفسية. [1][2]

تعرف في هذا المقال على ما هي أعراض نقص فيتامين د النفسية عند النساء والرجال، وكيفية التغلب عليها، وما العلاقة بين نقص فيتامين د والاضطرابات النفسية.

أعراض نقص فيتامين د النفسية

يمكن أن تظهر أعراض نقص فيتامين د النفسية على بعض الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم عن الحد الطبيعي. [3]

تتضمن أعراض نقص فيتامين د النفسية عند الرجال والنساء ما يلي: 

الاكتئاب

يعد الاكتئاب أبرز أعراض نقص فيتامين د النفسية فقد يواجه الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د عدم استقرار الحالة المزاجية، والشعور المستمر بالإحباط واليأس والكآبة؛ نظرًا لارتباط مستويات فيتامين د باستقرار الحالة المزاجية. [3]

وقد أشارت مراجعة علمية نشرت في مجلة آسيا والمحيط الهادئ للتغذية السريرية عام 2019 أن انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، كما وُجد أن تناول مكملات فيتامين د تحسن من أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص الذي يعانون من نقص حاد في فيتامين د. [4]

يُرجح أن العلاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب قد تعزى إلى دور فيتامين د في العديد من وظائف الدماغ، ويتضمن ذلك ما يلي: [2][5][6] 

  • مساهمة فيتامين د في تحفيز الجينات التي تطلق النواقل العصبية، مثل الدوبامين، والسيروتونين، والنورإبنيفرين، والتي تلعب دورًا في تحسين الحالة المزاجية لدى الشخص.
  • مشاركة فيتامين د في بعض الوظائف الأساسية للدماغ، مثل تطور الدماغ وانتظام وظائفه، وحماية الأعصاب، حيث تنتشر مستقبلات فيتامين د في بعض أجزاء المخ منها مناطق يعتقد أنها مرتبطة بالاكتئاب.
  • الحفاظ على التوازن بين الناقلات العصبية المهدئة والمنشطة في الدماغ.

تشمل أعراض نقص فيتامين د النفسية المرتبطة بالاكتئاب ما يلي: [7]

  • تغيرات في المزاج.
  • الشعور باليأس والحزن.
  • ضعف التركيز وكثرة النسيان.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة للفرد.
  • الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
  • الشعور بالتعب والإرهاق العام.
  • اضطراب النوم.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن أو زيادته بشكل مفرط.
  • الأرق.
  • التفكير بالانتحار.

تجدر الإشارة إلى أن تناول مكملات فيتامين د قد يحسن من الحالة المزاجية أو الاكتئاب الناتج عن نقص فيتامين دال في الجسم، إلا أنه يجب التحقق من أسباب الشعور بالاكتئاب واستشارة الطبيب أولًا، حيث أن الاكتئاب له أسباب عديدة. [7]

اقرأ أيضًا: أسباب نقص فيتامين د

القلق

تتضمن أعراض نقص فيتامين د النفسية الشعور بالقلق والتوتر بصفة مستمرة على غير العادة، حيث أن انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم قد يؤدي إلى نقص مستوى بعض النواقل العصبية في المخ التي تساهم في تخفيف الشعور بالتوتر والقلق. [8]

تظهر العلاقة بين نقص فيتامين د والقلق أيضًا في أن مكملات فيتامين د يمكن أن تساهم في الحد من أعراض القلق، وذلك بحسب ما استنتجته دراسة نشرت في مجلة الدماغ والسلوك عام 2020، والتي أعطيت فيها مكملات فيتامين د مدة 6 أشهر لمجموعة من مرضى الاكتئاب يعانون من نقص فيتامين د، ولوحظ تحسنًا كبيرًا في أعراض القلق لديهم. [9]

اقرأ أيضًا: أعراض نقص فيتامين د

أضرار نقص فيتامين د على الصحة النفسية

لا يقتصر تأثير انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم على ظهور أعراض نقص فيتامين د النفسية، بل إنه قد يرفع من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية ويزيد من حدة أعراضها، ومن هذه الاضطرابات: 

اضطراب الوسواس القهري 

يعتقد أن نقص فيتامين د يلعب دورًا في حدوث اضطراب الوسواس القهري لدى بعض الأشخاص، كما أن مرضى هذا الاضطراب الذين يعانون من نقص فيتامين د قد تظهر لديهم أعراض المرض بصورة أكثر حدة، وهذا بحسب ما أشارت إليه دراسة نشرت في مجلة أطياف الجهاز العصبي المركزي عام 2023. [10]

يُعرف اضطراب الوسواس القهري بأنه حالة يعاني فيها الشخص من أفكار ومخاوف غير منطقية تقوده إلى سلوكيات قهرية. [2]

الفصام

قد يؤدي نقص فيتامين د أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالفصام أو انفصام الشخصية، والذي يعد أحد الاضطرابات النفسية التي تسبب خللاً في عدد من وظائف العقل، واضطرابًا في التفكير والمشاعر والسلوك. [11]

ويزيد انتشار هذا المرض في المناطق المرتفعة ذات المناخ البارد نتيجة نقص تعرض هذه الفئة من الأشخاص لأشعة الشمس، وزيادة خطر انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم. [11]

وقد وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة التقارير العلمية عام 2018، أن الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين د هم أكثر عرضة للإصابة بالفصام في وقت لاحق من حياتهم. [2]

ونظرًا لاعتماد الجنين بشكل كلي على مخزون الأم من فيتامين د أثناء فترة الحمل، ينصح الأطباء بضرورة تزويد المرأة الحامل بمستويات فيتامين د الكافية لها وللجنين؛ لتقليل خطر إصابة الجنين بالفصام لاحقًا مع تقدمه في العمر. [12]

الاضطراب العاطفي الموسمي

الاضطراب العاطفي الموسمي هو نوع من الاكتئاب تظهر أعراضه بشكل متكرر في وقت معين من العام، عادة في الخريف أو الشتاء؛ نظرًا لقلة أشعة الشمس وما قد يعقبه من نقص فيتامين د، الأمر الذي يُحدث خللاً في مستوى السيروتونين في الدماغ، الناقل العصبي المسؤول عن تحسين المزاج. [5][13]

يرافق الاضطراب العاطفي الموسمي بعض الأعراض، مثل الشعور بالخمول، والنعاس أثناء النهار، والنوم فترة أطول من المعتاد مع صعوبة الاستيقاظ في الصباح. [13]

اقرأ أيضًا: ما هي أضرار نقص فيتامين د؟

علاج أعراض نقص فيتامين د النفسية

قد تساهم بعض النصائح في التخفيف من أعراض نقص فيتامين د النفسية وتعويض نقصه في الجسم، ومن أبرز هذه النصائح: [2][14]

  • التعرض لأشعة الشمس المباشرة مدة 20 دقيقة يوميًا.
  • تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د، مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض.
  • استخدام مكملات فيتامين د بعد استشارة الطبيب، خاصة في موسم الشتاء حيث يقل التعرض لأشعة الشمس.
  • الحفاظ على التواصل مع الآخرين لأهمية ذلك في الحفاظ على الصحة النفسية.
  • اتباع نمط حياة صحي، ويشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على إفراز الإندورفين في الدماغ، والحفاظ على وقت نوم منتظم، وتناول طعام صحي متوازن.
  • الخضوع للعلاج النفسي بجانب العلاج بمكملات فيتامين د، وقد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب لبعض الحالات.

اقرأ أيضًا: طرق علاج نقص فيتامين دال

نصيحة الطبي

تظهر أعراض نقص فيتامين د النفسية في صورة تقلبات مزاجية، وشعور باليأس والإحباط، وكذلك القلق، وقد يمتد تأثير نقص فيتامين د على الصحة النفسية في بعض الحالات إلى زيادة خطر الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية أو تفاقم أعراضها.

يوصى للوقاية من نقص فيتامين د وما يصاحبه من مشكلات بدنية ونفسية التعرض لأشعة الشمس وتضمين الأطعمة الغنية بفيتامين د في النظام الغذائي اليومي.

لا تتردد في التحدث إلى طبيب من طاقم الطبي للإجابة عن كافة استفساراتك حول نقص فيتامين د وكيفية علاجه.