يشتهر معدن المغنيسيوم (بالإنجليزية: Magnesium) بقدرته على تنظيم العديد من الوظائف والمهام التي تقوم بها أجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك ضغط الدم، ونسبة السكر في الدم، ووظيفة كل من العضلات والأعصاب، إلى جانب دوره الأساسي في مساعدة الأوعية الدموية على الاسترخاء، وإنتاج الطاقة، ونمو وتطور العظام. [1]

ولكن ما العلاقة بين المغنيسيوم وضغط الدم؟ وهل يمكن أن يكون واحدًا من المعادن المسؤولة عن السيطرة على مستوى ضغط الدم ضمن نطاقه الطبيعي؟

العلاقة بين المغنيسيوم وضغط الدم

تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول المغنيسيوم يمكن أن يقلل من ضغط الدم المرتفع، ويعود ذلك للعلاقة الآتية بين المغنيسيوم وضغط الدم: [2][3][4]

  • الحفاظ على توازن الكالسيوم وتأثيراته على الأوعية الدموية: يساعد الكالسيوم الأوعية الدموية على الانقباض، مما يؤدي ذلك لارتفاع ضغط الدم، ولتجنب هذا التأثير يرتبط المغنيسيوم بجدار الأوعية الدموية بدلًا عن الكالسيوم، ويساعد بذلك على استرخائها، الأمر الذي يحول دون تضيقها، وبالتالي الحفاظ على ضغط الدم منخفضًا.
  • الحفاظ على صحة الأوعية الدموية: يساهم المغنيسيوم في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية من خلال خصائصه المضادة للأكسدة؛ إذ من الطبيعي أن تُعاني الأوعية الدموية من بعض التلف بمرور الوقت، مما يتسبب في جعلها أكثر صلابة، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم. ويتمثل تأثير المغنيسيوم في هذه الحالة من خلال ارتباطه بالمواد الضارة التي تلحق الضرر بالأوعية الدموية وبالتالي يمنع تأثيرها، مما يسمح للأدوعية الدموية بالتعافي والتجدد.
  • زيادة مستويات أكسيد النيتريك: قد تساعد مكملات المغنيسيوم على تقليل ضغط الدم المرتفع من خلال زيادة مستويات أكسيد النتريك (بالإنجليزية: Nitric Oxide)، وهو مركب يحفز الأوعية الدموية على الاسترخاء.

اقرأ أيضًا: الأطعمة والمكملات الغذائية الغنية بالمغنيسيوم

أبحاث حول العلاقة بين المغنيسيوم وضغط الدم

يذكر من الأبحاث والدراسات التي كشفت عن تأثير المغنيسيوم وضغط الدم والحفاظ عليه ضمن النظاق الطبيعي ما يأتي: [4][5][6][7][8]

  • أوضحت نتائج مراجعة نُشرت عام 2011 في مجلة ارتفاع ضغط الدم السريري (بالإنجليزية: Journal of Clinical Hypertension) أن تناول المغنيسيوم بمقدار يتراوح بين 500 - 1000 ملغ يوميًا يمكن أن يقلل من ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5.6 ملليمتر زئبقي، وضغط الدم الانبساطي بمقدار 2.8 ملليمتر زئبقي.
  • نشرت مراجعة لـ 34 تجربة نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزية: Journal of the American Heart Association) عام 2016، وكانت قد شملت على 2028 مشاركًا، وتوصلت إلى أن تناول مكملات المغنيسيوم بجرعة متوسطة تقدر بـ 368 ملغ يوميًا لمدة 3 أشهر ساهم في انخفاض ضغط الدم الانقباضي بشكل ملحوظ بمقدار 2.00 ملليمتر زئبقي، وضغط الدم الانبساطي بمقدار 1.78 ملليمتر زئبقي.
  • نشرت مراجعة لـ 11 دراسة عشوائية في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (بالإنجليزية: The American Journal of Clinical Nutrition) عام 2017، وكانت قد بينت أن تناول المغنيسيوم بمقدار يتراوح ما بين 365 - 450 ملغ يوميًا لمدة 3.6 شهور يساهم في خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يُعانون من مشكلات صحية مزمنة.
  • نشرت مراجعة أخرى في مجلة التغذية (بالإنجليزية: Nutrition Journal) عام 2017، وكانت قد تمت لـ 10 دراسات أجريت على أكثر من 200,000 شخص، حيث توصلت إلى أن تناول كميات أكبر من المغنيسيوم قد يقي من ارتفاع ضغط الدم، وقد تم ربط كل إضافية يومية للمغنيسيوم بمقدار 100 ملغ بانخفاض خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 5%.

للمزيد: مكملات غذائية لعلاج ارتفاع ضغط الدم

كيف أعرف أن عندي نقص فيتامين دال بدون تحليل؟ لأنني لا أتعرض للشمس كثيرًا ومن الصعب مراجعة الطبيب في الوقت الحالي

جرعة المغنيسيوم الموصى بها للمصابين بارتفاع ضغط الدم

في حين أنه لا توجد حتى الآن نتائج مؤكدة توضح كمية المغنيسيوم الواجب تناولها والمصدر الأنسب له إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وافقت في عام 2022 على إضافة معلومات على ملصقات الأطعمة والمكملات الغذائية التي تحتوي على المغنيسيوم تفيد بأن تناولها قد يقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم لما تحتويه من كمية كافية من المغنيسيوم. [2]

وللحصول على الفائدة المرجوة من العلاقة بين المغنيسيوم وضغط الدم فإنه يُوصى بأن لا تقل الجرعة اليومية عن 370 ملغ، ويتطلب ملاحظة التأثير على قراءات ضغط الدم الالتزام بإدراج المغنيسيوم في النظام الغذائي لمدة 3 - 4 أسابيع. ولكن لا بد من التنويه إلى أهمية مراجعة الطبيب واستشارته قبل البدء بتناول مكملات المغنيسيوم، إذ يُفضل أن يقوم الطبيب بتحديد الجرعة الماسبة.

ومن الجدير ذكره أنه يمكن أن يقلل المغنيسيوم من ضغط الدم للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الذي لا يمكن السيطرة عليه أكثر من غيرهم، وتقدر الجرعة اليومية الموصى بها من المغنيسيوم في هذه الحالات: [3]

  • أكثر من 240 ملغ يوميًا عندما يتناول الشخص دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
  • أكثر من 600 ملغ عندما لا يتناول الشخص أيًا من أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

اقرا ايضاً :

أوميجا-3: احمِ قلبك

نصيحة الطبي

على الرغم من وجود علاقة محتملة بين المغنيسيوم وضغط الدم، إلا أنه لا يوجد حتى الآن دراسة أو بحث علمي يؤكد ما إذا كان المغنيسيوم علاجًا فعالًا لمرضى ارتفاع ضغط الدم، لذا من الأفضل استشارة الطبيب قبل تجربته سواء أكان من المصادر الغذائية أو المكملات، والذي سيحدد ما إذا كان ذلك ممكنًا، والجرعة المقترحة التي تختلف من شخصٍ لآخر وفقًا لعدد من العوامل منها ما إذا كان الشخص يتناول أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم أم لا.